ذكرت صحيفة التلجراف في مقال لها ان مشاهد السفارة البريطانية في طهران ذكرت الأذهان بأزمة الرهائن في السفارة الامريكية المجاورة التي اندلعت في عام 1979 ، اثناء الثورة الاسلامية الايرانية. ثم ، كما هو الحال الآن ، كان الغوغاء الذين اقتحموا المبنى بقيادة من الشبان المسلحين -- ولكن التشابه ينتهي هنا حيث حصل الطلاب الذين قاموا بالاعتداء على السفارة الاميركية علي 52 رهينة من الرعايا الاميركيين لمدة 444 يوما ، بالتواطؤ مع النظام. يوم الثلاثاء ،تم محاصرة ستة دبلوماسيين بريطانيين لمدة ساعتين قبل أن يطلق سراحهم ، وربما بمساعدة من الشرطة الإيرانية. علي الرغم من عدم التاكد من تورط النظام في اعتداء الثلاثاء الا انه لا يزال غير واضح ، ورغم عدم وجود عناصر الشك في داخله فقد حرضت على العنف وفي يوم الاحد حذر مهدي كوشاكزديه وزملائه النواب الذيت هتفوا "الموت لإنجلترا" -وذلك خلال مناقشة بشأن خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا- من ان السفارة البريطانية قد تعاني نفس مصير أميركا الذي لاقته قبل ذلك. و يعتبر العداء تجاه بريطانيا في ايران ليس شيئا جديداف فيري الملا ،ان الشر يهيمن على العالم من قبل ثالوث الشر ، التي يسيطر عليها "الشيطان الاكبر" للولايات المتحدة و "الشيطان الاصغر" لاسرائيل و تلعب بريطانيا "الذئب العجوز" كما يسمونها دور كراسوس شخصية الارستقراطي الضئيل الذي تساعد الامبراطورية الماضية له في جعل ازدراء الأجانب هدفا سهلا. أصبحت بريطانيا الاسبوع الماضي أول دولة تفرض عقوبات على البنك المركزي بطهران و إذا كانت الدول الأخرى تحذو حذوها ، يمكن لاقتصاد ايران ان ينهار. هذه الخطوة لا محالة تلقي الضوء علي تصاعد غضب إيران من استجابة الغرب لبرنامجها النووي ، وإعادة تركيزها على بريطانيا. وجاء هجوم يوم الثلاثاء في الذكرى الاولى لاغتيال المجيد شاهرياري ، أحد كبار علماء النووي ، و من المرجح أن السياسة الداخلية هي أيضا عامل هنا فايران الان في أعماق أزمة سياسية عميقة ، مع الرئيس محمود أحمدي نجاد و تخوض صراع سياسي مرير على السلطة مع رجال الدين الحاكمة في البلاد ، و الذي يسعى للتهميش. مع اتجاه ايران نحو انتخابات برلمانية في مارس ، يمكن للهجوم على السفارة البريطانية ان يخدم غرضا للبعض في النظام عن طريق تحديد الاهتمام مرة أخرى على مكائد القوى الخارجية. و ادعت وسائل الاعلام المقربة من النظام الحاكم أن المحتجين قد وجدت وثائق "التجسس" بريطانية خلال الغارةو إذا كان الأمر كذلك ، فإنه يبدو حتميا أنه سيتم الكشف عن مزيد من التفاصيل "بالتآمر" البريطاني في المستقبل القريب و إذا كان الأمر كذلك ايضا، فتبدو بريطانيا متجهة للعب دور العدو الملائم لبعض الوقت في المستقبل.