بدأت سفن البحرية الإسرائيلية في "التحرش" بقافلة "أمواج الحرية"، التي تحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، وتقل نحو 27 متضامناً مع القطاع الفلسطيني، من تسع دول، في تحد جديد للحصار الذي تفرض عليه السلطات الإسرائيلية منذ نحو خمس سنوات. وأكد المتحدث باسم المجموعة المنظمة لقافلة المساعدات إلى غزة، لورانس ديفيز، في تصريحات ل، أن سفينتين حربيتين تابعتين للبحرية الإسرائيلية اقتربتا إلى مسافة تقل عن ستة أميال من القافلة البحرية، والتي تضم سفينتي "التحرير" الكندية، و"الحرية" الأيرلندية.
وذكر ديفيز أن السفينتين الإسرائيليتين لم تقوما بأي فعل تجاه سفينتي "أمواج الحرية"، بينما كانت تبحران في المياه الدولية على مسافة تبعد نحو 250 كيلومتراً (160 ميلاً) من شمال قطاع غزة، قبل منتصف الليل، مشيراً إلى أن سفينتي البحرية الإسرائيلية عادتا أدراجهما.
من جانبه قال الجيش الإسرائيلي إنه لن يعلق على الأمر، فيما كانت مصادر عسكرية إسرائيلية قد ذكرت في وقت سابق، أنه لن يتم السماح للسفينتين الكندية والأيرلندية، اللتين انطلقتا مساء الأربعاء من ميناء "فتحية" التركي، ب"خرق الطوق البحري" المفروض على غزة.
وبحسب ناشطون فإن قافلة "أمواج الحرية" تُعد المحاولة ال11 لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة، نجحت خمسة منها في الوصول إلى القطاع الفلسطيني، خلال الفترة من أغسطس وديسمبر الأول 2008، بينما منعت البحرية الإسرائيلية القوافل الأخرى من الوصول.
وفي أواخر مايو 2010، قامت قوة كوماندوز تابعة للبحرية إسرائيلية بمهاجمة سفن قافلة "أسطول الحرية"، التي كانت تنقل مساعدات إنسانية لقطاع غزة المحاصر، مما أسفر عن مقتل تسعة متضامنين أتراك، الأمر إلى توتر العلاقات بين إسرائيل، وحليفها الإستراتيجي السابق، تركيا.
وفي غزة، وجهت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي، وخاصةً الأممالمتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية، من أجل التحرك الفوري والعاجل لضمان سلامة المتضامنين الدوليين، على متن سفينتي "التحرير" و"الحرية"، وضمان وصولهم الآمن إلى القطاع.
وفيما نددت الشبكة الفلسطينية بالتهديدات الإسرائيلية بمنع المتضامنين من الوصول إلى غزة، فقد أكدت أن قافلة "أمواج الحرية" تقوم ب"مهمة إنسانية مدنية، هدفها التضامن مع الشعب الفلسطيني وتسليط الضوء على معاناته جراء الحصار الظالم واللا شرعي."
كما شددت الشبكة، بحسب المركز الفلسطيني للإعلام المقرب من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تسيطر على غزة، على مطالبتها بضرورة تحرك المجتمع الدولي لرفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة، وضمان تواصله مع العالم بكل حرية، والبدء الفوري في عملية إعادة إعمار القطاع.
وفي وقت سابق الخميس، قال منظمو القافلة الجديدة إلى قطاع غزة، إن "رسالتهم التضامن والتحدي والصمود والوحدة والحرية والأمل للشعب الفلسطيني، بمواجهة السياسات الإسرائيلية التي فصلت عملياً الفلسطينيين عن بعضهم." ويحمل القاربان، بحسب منظمي القافلة، أدوية ومساعدات طبية ومواد إغاثة أخرى، تصل قيمتها إلى حوالي 30 ألف دولار، حيث أفاد البيان بأن المتضامنين المسافرين على متن القاربين، تعهدوا "الالتزام بعدم اللجوء للعنف في الدفاع عن القافلة، وعن حقوق الإنسان الفلسطيني."
وذكر منظمو القافلة أنهم لم يعلنوا عن استعداداتهم، قبل الإعلان عن إبحار القاربين المحلين بالمساعدات إلى غزة، بسبب "جهود إسرائيل لمنع وإجهاض أسطول الحرية 2، في يوليو الماضي"، وأشاروا، في بيان إلى أن القافلة من المتوقع أن تصل إلى غزة بعد ظهر الجمعة.