علي شاشة قناة الجزيرة, استضافت القناة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، الذي أكد أن الجيش المصري كان لديه مطلب من النظام الحاكم وهو ألا يُستخدم في عملية فرض جمال مبارك رئيسًا لمصر، مؤكدًا أنه لا يرى أن هناك فرصة لبقاء الجيش في الحكم، لأن الظرف الراهن يقتضي تفرغ الجيش للحفاظ على الأمن القومي وحدود مصر. موضحا أنه لا يريد للجيش أن يستمر في الحكم. ولكن نريد فترة انتقالية تتكشف فيها الحقائق ولابد أن نأتي برئيس للوزراء يكون قوى وقادر على استعادة الأمن في الشارع المصري, بحسب تعبيره, موضحا أن الحقائق في مصر غائبة ولا أحد يملك حل لكل ما يحدث فيها، مبينًا أن: "مبارك قال للمشير قبل تنحيه بفترة قليلة.. إما أن تحمي الشرعية أو أن (تشيل الشيلة)"، مشيرا إلي أن مشكلة الإخوان المسلمين تكمن في نشأة عملها السياسي السري، ولا تستقيم ديمقراطية في دولة إلا بوجود طرفين، الطرف الأول هو اليسار والثاني هو اليمين الذي يمثله التيار الديني -على حد رأيه. مؤكدًا أن الإخوان والتيار الديني عمومًا ليسوا مستعدين لحكم البلاد، خاصة في مثل هذه الظروف التي تعيشها مصر، معربًا عن خوفه وقلقه من إجراء «الانتخابات» المقبلة في ظل غياب الأمن، لافتا النظر إلي أن الشعب المصري بطبيعته متدين، إلا أن مصر لا يمكن أن تُحكم من منظور ديني، موضحاً أن أكبر خطأ وقع فيه المجلس العسكري هو أنه لم يضع خطة وجدول أعمال لتلك المرحلة الانتقالية, وعن محاكمة مبارك قال هيكل إنه لم يحدث في التاريخ أن يقوم رئيس بالتنحي إلا وحددت إقامته أو محاسبته، مضيفاً أن القوات المسلحة جاملت مبارك وانتهت هذه المجاملة بمحاكمته. أضاف هيكل: لا يستطيع أحد التصرف في موقف إلا برؤية أكبر جزء من الحقائق, وسيناريوهات الحكم التي كانت موجودة قبل الثورة، وهو سيناريو الإدارة الأمريكية، بأن الرئيس القادم لابد أن يأتي من خلال الجيش، لذا فقد كان دعمهم للواء عمر سليمان، وعندما تم عرض سيناريو مبارك لتوريث ابنه، قالت كونداليزا رايس- وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة: لا اعتراض على الشاب لكننا نريد رئيسًا من الجيش. وقال هيكل إن الانتخابات البرلمانية المقبلة لن تأتي بالنتائج المرجوة، فالشباب هم القوة الوحيدة على الساحة السياسية التي لديها وعي مازال سليمًا، لكن الجميع مثل الأحزاب والإخوان لم يستطيعوا أن يقدروا الموقف، لأنهم لا يعرفوا حقيقة ما يحدث، وعندما تبحث عن رجال لتولي الأمر تجدهم إما متورطون مع النظام السابق أو لا يعرفوا حقيقة ما يحدث. من جانبه