اعتبرت صحيفة (الاوبزرفر)البريطانية انه على الرغم من تغلغل الحركات الاحتجاجية المناهضة للسياسات المالية الغربية فى قلب شتى العواصم والمدن الأوروبية؛ إلا أن تأثيرها الأشد سيكون على الانتخابات الامريكية المقبلة. وأوضحت الصحيفة - فى تعليق اوردته على موقعها على شبكة الانترنت -أن حركة"احتلو وول ستريت" لم تتمكن من الصمود فحسب بل انها تمكنت من لفت انظار عموم الامريكيين الساخطين على ماآلت إليه أوضاعهم المعيشية وحشد زخم واسع فى مختلف المدن الامريكية ليمتد صداها الى مدن اوروبية اخرى .
واستطردت الصحيفة بالقول لقد تطورت حركة "احتلو وول ستريت" لتضحى قوة وطنية تتمتع بامكانية حقيقة على تكدير صفو السياسة الامريكية الحالية..مشيرة الى أن جماعات اخرى قد نشأت من رحم هذه الحركة تجتاح الآن مختلف المدن الامريكية ويمتد صداها على نطاق دولى ليشمل مدنا وعواصم اوروبية شتى على رأسها العاصمة البريطانية لندن.
وأردفت الصحيفة قائلة أن معظم الاتحادات الامريكية تبدى الآن تضامنها مع الحركة التى هى لسان حال الآراء المناهضة لعمل الشركات التى تغتال جهودالعاملين بها..لافتة الى تغيير ملحوظ فى تعاطى وسائل الاعلام الرسمية مع حركة "احتلو وول ستريت"إذ باتت تتعامل معهم باعتبارهم "محتجين سياسيين شرعيين" بدلا من وصفهم بانهم مجموعة من "الهيبيز- الجهلاء"
واشارت الصحيفة فى هذا الصدد الى احد استطلاعات الراى الذي اجرته مجلة "تايم" الامريكية والذي اظهر ان نسبة 5\% من المستطلعة آراؤهم ينظرون بشكل ايجابى إلى ظاهرة احتجاجات وول ستريت فضلا عن ابداء 25\% من هذه النسبة تاييدها لهذه الاحتجاجات..الامر الذى رات فيه الصحيفة البريطانية مؤشرا على تغييرات بدأت تطرأ على المجتمع الامريكى فالملايين ممن يعانون اوضاعا مالية مزرية او متعطلين عن العمل او غارقين فى اعباء ديونهم الخاصة، الفاقدين الامل فى إمكانية تحسن الاوضاع فى المستقبل يبدون تاييدا ودعما واضحا لهذه الحركة مما يكسبها زخما وانتشارا واسعا. وفى ختام تعليقها، اعتبرت "الاوبزرفر"ان تطور مثل هذه الحركات قد يلقى بظلاله على الاوضاع السياسية فى الولاياتالمتحدة ومن ثم سيؤثر على مجريات الانتخابات الرئاسية المقبلة.. قائلة ان البعض قد يشير الى احتمالية ان تشهد الحركة تراجعا أو أن يتلاشى زخمها لكن تبقى احتمالية شبه اكيدة وهى ان حركة "احتلو وول ستريت "ستؤثر على مسار السياسة الامريكية.
