إثر الكشف عن المخطط الإجرامي لقوة «قدس» الإرهابية لاغتيال سفير المملكة العربية السعودية وتفجير السفارات الأجنبية في أميركا حاول نظام الملالي الحاكم في إيران وفي أكذوبة مضحكة وبربط هذا الموضوع بمجاهدي خلق أن يفلت نفسه وخامنئي من العواقب الدولية المترتبة على هذا المخطط الإجرامي الإرهابي. ففي هذا الإطار، كتبت وكالة أنباء «مهر» التابعة لوزارة مخابرات النظام الإيراني يوم 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2011 تقول: «أكد بعض المصادر ارتباطات معقدة له (للإرهابي المقبوض عليه) بزمرة المنافقين [مجاهدي خلق]، فعلى هذا الأساس من المحتمل أن تكون زمرة المنافقين هي التي قد خططت لهذه العملية الملفقة لتقوم في ما بعد بالكشف المسرحي عنها بهدف استغلالها السياسي ضد إيران». إن هذه الأكذوبة تأتي في وقت أعلن فيه كبار المسؤولين في أميركا والسعودية أن الوثائق والمستندات العديدة ذات المصداقية تثبت أن قوة «قدس» الإرهابية التابعة لفيلق حرس النظام الإيراني هي التي خططت لهذه المؤامرة الدنيئة، وهي القوة الخاضعة مباشرة لأوامر خامنئي، إذًا فإن نظام «ولاية الفقيه» لا يمكن له إفلات وإنقاذ نفسه بإطلاق هكذا أكاذيب مثيرة للسخرية. إن هذا الهذيان المفضوح يأتي على امتداد النهج المشين الذي يعتمده الملالي الحاكمون في إيران طيلة العقود الثلاثة الماضية من حكمهم حيث نسبوا مرارًا وتكرارًا جرائمهم إلى مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية مباشرة أو غير مباشرة. فعلى سبيل المثال إنهم نسبوا القتل البشع للقساوسة المسيحيين في إيران وتفجير مرقد الإمام الرضا في عام 1994 وقتل حجاج بيت الله الحرام في عام 1987 وكذلك حتى القتل البشع للفتاة الإيرانية نداء آقا سلطان خلال انتفاضة الشعب الإيراني في عام 2009 إلى أميركا وبريطانيا ومجاهدي خلق. إن المجرمين في نظام الملالي الديكتاتوري الحاكم في إيران الذين أطلقوا مرحلة جديدة في تصديرهم الإرهاب وأعلنوا الحرب ضد المجتمع الدولي يحاولون وباللجوء إلى هذه التخرصات أن يفلتوا النظام من العواقب الدولية المترتبة على هذه المؤامرة ويمهدوا الطريق لتنفيذ المخططات الإرهابية اللاحقة من جهة ويهيئوا الأجواء لإبادة وتصفية المعارضة الشرعية لنظام الملالي الحاكم في إيران من جهة أخرى.