شهدت جلسة مغلقة بمجلس الامن مشاحنات بين الدول الاوروبية من ناحية، وروسيا والصين من ناحية أخرى الجمعة بسبب تزايد بواعث القلق تجاه سوريا وتصاعد شبح الحرب الاهلية هناك. وقال دبلوماسيون- طلبوا عدم ذكر اسمائهم- ان سفراء فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال أيدوا بيانا اصدرته الجمعة نافي بيلاي مفوضة الاممالمتحدة لحقوق الانسان يطالب بحماية دولية للمدنيين في سوريا، وحذرت من حرب اهلية محتملة.
وقال نشطون ان القوات السورية قتلت بالرصاص 6 محتجين على الاقل خلال مظاهرات نظمت الجمعة ضد الرئيس بشار الاسد، بعد عشرة ايام من توحيد روسيا والصين لموقفهما في "فيتو مزدوج" ونادر لاجهاض مشروع قرار اوروبي في مجلس الامن يدين سوريا ويلمح بعقوبات محتملة في المستقبل.
وقال دبلوماسي- حضر الاجتماع- ان المساعي الاوروبية ضد سوريا الجمعة اثارت رد فعل غاضبا من نائب السفير الروسي في الاممالمتحدة الكسندر بانكين، الذي شكا من ان السفير الفرنسي جيرار ارو يخالف الاجراءات المعتادة بطرح قضايا "ليست على جدول الاجتماع".
وقال مبعوثون ان السفير الصيني ابلغ المجلس ان تصريحات بيلاي بشأن سوريا لم تكن مطلوبة من قبل مجلس الامن؛ ولذا فانه لا يجب اخذها في الاعتبار.
وطبقا لما جاء في صفحة البعثة الفرنسية بالاممالمتحدة على تويتر على الانترنت، فان السفير الفرنسي جيرار ارو ابلغ المجلس خلال الاجتماع بأنه "يتعين على دعاة عدم اتخاذ اجراء بشأن سوريا ان يستخلصوا العبر من احدث التطورات."
وقال دبلوماسيون ان ارو كان يشير الى روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب افريقيا، وهي الدول الخمس التي تعارض المسعى الغربي لاتخاذ اجراء صارم في المجلس ضد سوريا منذ ان بدأت الحكومة السورية حملة ضد المحتجين المطالبين بالديمقراطية قبل ما يزيد عن ستة اشهر.
وقال السفير البرتغالي جوزيه فيليب مورايس كابرال- أحد المؤيدين لمشروع القرار الذي لم تتم الموافقة عليه الاسبوع الماضي- انه يتعين على المجلس النظر مجددا في فكرة ادانة دمشق.
وقال كابرال "الوضع (في سوريا) يتدهور بشكل سريع.. يجب على المجلس ان يعود اليها (تلك الفكرة)."
وكرر السفير الالماني بيتر فيتيج تصريحات كابرال، قائلا انه يتعين على المجلس الا يستسلم بشأن سوريا.
وقال للصحفيين "منذ الفيتو المزدوج ما زال الوضع يبعث على القلق بشكل كبير"، مضيفا انه ابلغ المجلس بان تقرير بيلاي "يرسم صورة قاتمة للغاية للقمع المتواصل."
وأضاف "قلنا (لمجلس الامن) انه اذا تجاهلنا (ما يحدث في سوريا) فسنكون على شفا حرب اهلية."
وأدلى سفيرا بريطانيا وكولومبيا بتصريحات مماثلة رغم ان دبلوماسيين قالوا ان نائب السفيرة الامريكية لدى الاممالمتحدة جيفري دي لورينتس لم يتطرق لسوريا خلال تصريحاته بالمجلس.
وقال دبلوماسيون ان البرازيل والهند وجنوب افريقيا- التي امتنعت عن التصويت الاسبوع الماضي على قرار بشأن سوريا- لم تتناول القضية عندما تحدث مندوبوها في المجلس