خاض مقاتلون موالون للعقيد المخلوع والمختبىء معمر القذافي معركة "الخندق الأخير" ضد قوات المجلس الوطني الانتقالي اللليبى الذين قادوا الدبابات لإطلاق النار على مبان من مسافة قريبة بهدف طرد القناصة الباقين من قوات القذافي التى تحاصر حتى الآن جزء صغير من المدينة مستخدمين الأسلحة الصغيرة والقذائف الصاروخية بينما توقفوا عن استخدام الأسلحة الأثقل. يشار إلى أن حصار "سرت" - الذي بدأ بعد سقوط العاصمة طرابلس في أيدي قوات المجلس الانتقالى قبل شهرين - قد منع انتقال ليبيا الى الحياة الطبيعية حيث أكد مسئولو المجلس أنهم لن يستطيعوا البدء فى إقامة نظام ديمقراطي إلا بعد السيطرة على المدينة. وقد حققت قوات المجلس في "سرت" إنتصار كبير أمس الأربعاء عندما قال مسئولون فى المجلس إنهم اعتقلوا المعتصم نجل القذافي وهو يحاول الهروب من المدينة .وحسب تصريحات بعض مقاتلى المجلس فقد تم نقل المعتصم إلى قاعدة عسكرية فى مدينة بنغازي لكن لم يتم التأكد من صحة هذا النبأ بعد. يشار إلى أنه فى حال التأكد من القبض على المعتصم فإنه سيكون أول فرد من عائلة القذافي يقع في أيدي الحكومة الليبية الجديدة التي تشكلت بعد ستة أشهر من الثورة الليبية ضد القذافى الذى يعتقد أنه يختبيء في مكان ما في الصحراء الليبية في جنوب البلاد. هذا ويقول ضباط المجلس الانتقالي إن بقية الموالين للقذافي يخشون تسليم أنفسهم خوفا من ردود أفعال انتقامية حيث ترددت أنباء عن أن بعض المقاتلين الذين تم أسرهم قد تعرضوا لمعاملة خشنة على أيدي قوات المجلس وذلك حسب بيان أصدرته منظمة العفو الدولية أمس الأربعاء. من جهة أخرى تم العثور على 25 جثة ملفوفة بأغطية بلاستيكية قرب مركز القتال فيما اتهمت قوات المجلس الميليشيات الموالية للقذافي بتنفيذ عمليات إعدام جماعى.
من جانبها تواصل طائرات حلف شمال الأطلسي "النيتو" تحليقها فى سماء ليبيا حيث تقوم بطلعات استطلاعية. وقالت بريطانيا إن طائراتها قصفت ودمرت شاحنتين صغيرتين تابعتين لقوات القذافي في "سرت" أمس الأربعاء.
يذكر أن الحكومة الليبية المؤقتة وحلف الأطلسي قد وقعا الخميس اتفاقا لفتح ممرات جوية على الفور للرحلات المدنية الجوية من مدينة بنغازي ورحلات داخلية بينها وبين مدينتى طرابلس ومصراتة وذلك فى خطوة باتجاه رفع حظر الطيران الذى كان مفروضا منذ بدء الثورة الليبية تقريبا.
