جرى يوم 9 مايو/آيار في الساحة الحمراء بموسكو الاستعراض العسكري بمناسبة الذكرى ال 66 للانتصار على ألمانيا النازية. وشاركت في الاستعراض وحدات المشاة وقطعات العتاد الحديث على حد سواء. وبدأ الاستعراض تقليديا بايصال العلم الوطني لروسيا الاتحادية وراية النصر الى الساحة الحمراء. الاستعراض العسكري في الساحة الحمراء وفي غضون المعارك للسيطرة على وسط برلين، التي وقعت منذ 66 سنة، نصب الرقيب ميخائيل يغوروف والعريف ميليتون كانتاريا المقاتلان في فرقة إدريس ال 150 العلم فوق مبنى الرايخستاغ . وهذا العلم بالذات خلد في التاريخ باعتباره راية النصر. ويتألف فريق حملة الرايات من أفراد كتيبة حرس الشرف ال 154 الذين حازوا على شرف افتتاح استعراض النصر في الساحة الرئيسية للبلاد. ويضمن أفراد الاستعراض العسكري في الساحة الحمراء الكتيبة إجراء الفعاليات التي يشارك فيها رئيس روسيا الاتحادية ورئيس الحكومة ووزير الدفاع ، ومراسم استقبال وتوديع رؤساء الوفود الحكومية الأجنبية إبان زياراتهم الرسمية لروسيا، ووضع أكاليل الزهور على "قبر الجندي المجهول" عند جدار الكرملين" وغيرها من الفعاليات ذات المغزى الحكومي. وقد أشرف وزير دفاع روسيا الاتحادية أناتولي سيرديوكوف على اقامة استعراض النصر. وشارك هذه المرة في الاستعراض العسكري في الساحة الحمراء 20 ألف جندي وضابط. وأنجزت عام 2010 المرحلة الأولى لإسباغ مظهر جديد على القوات المسلحة. واكتسب الجيش الروسي منظومة جديدة لإدارة القوات. وأنشئت أربع قيادات إستراتيجية موحدة "الغرب" و"الجنوب" و"الشرق" و"الوسط" عوضا عن المناطق العسكرية الست سابقا. وتم تحديث نظام إعداد افراد القوات المسلحة وامدادهم بكافة المستلزمات. ويعار اليوم اهتمام خاص لتنظيم التدريب القتالي لافراد القوات المسلحة.
ثم شهدت الساحة الحمراء دخول فوج من القوات البرية الروسية. وقد مر في أول مسيرة احتفالية ممثلو أكاديمية الاسلحة المشتركة.وخريجو الأكاديمية هم موضع اعتزاز خاص للبلاد. وقد تخرج منها في مختلف الأوقات المارشال جوكوف ومالينوفسكي وغريتشكو المشهورون.ثم مر أمام المنصة طلاب الجامعة العسكرية التابعة لوزارة دفاع روسيا الاتحادية. وقد درس وخدم فيها نحو 300 ممن يحملون لقب بطل الاتحاد السوفيتي وروسيا الاتحادية.ومر في الساحة الحمراء فوج من سلاح الجو الروسي.وأول من مر في عداد الفوج طلاب أكاديمية جوكوفسكي وغاغارين الجوية الحربية. وقد تخرج من هذه الأكاديمية رائد الفضاء الأول يوري غاغارين وأول رائدة فضاء في العالم فالينتينا تيريشكوفا.ثم مرأمام المنصة طلاب جامعة فورونيج العسكرية لهندسة الطيران. وهم الذين يقومون بصيانة أحدث طائرات ومروحيات سلاح الجو الروسي مثل المروحيات "مي-28" و"كا-"52، والقاذفات "سو- 34 " العملياتية والمقاتلات "سو- 27 إس إم" والطائرات " ياك- 130" للتدريب والقتال.
الاستعراض العسكري في الساحة الحمراء
ثم مر أمام المنصة طلاب المركز التدريبي- العلمي العسكري التابع لسلاح الجو الروسي. وقد تلقى التدريب فيه الكثير من القادة الذين يقودون اليوم وحدات وتشكيلات قوات الدفاع الجوي. وشهدت الساحة الحمراء مسيرة فوج من القوات البحرية الروسية الذي يمثله مشاة البحرية للواء الامتياز الخاص ال 336 لقوات السواحل في أسطول البلطيق. ولدى القوات البحرية تاريخ بطولي حقا وتقاليد بحرية وقتالية مجيدة. وهو بحق موضع اعتزاز وحب لدى مواطني روسيا. وقد اجترح رجال مشاة البحرية آيات من البسالة والبطولة في دفاعهم عن أوديسا وسيفاستوبول ونوفوروسيسك ولينينغراد ولدى الإنزال البحري في منطقة البلطيق واقليم بروسياالشرقية ومنطقة القطب الشمالي. ثم واصل المسيرة المهيبة فوج من قوات الصواريخ الإستراتيجية يمثله طلاب أكاديمية بطرس الأكبر العسكرية في سيربوخوف. وفيه جرى إعداد الاختصاصيين لمجمعات الصواريخ المتنقلة "يارس" و"توبول- إم" التي ستشكل في المستقبل نواة المجموعة الضاربة للقوات النووية الإستراتيجية الروسية. وشهدت الساحة الحمراء فوجا من القوات الفضائية التي تحتفل العام الجاري بالذكرى العاشرة لتشكيل القوات الفضائية الروسية والذكرى الخمسين لتحليق أول إنسان- يوري غاغارين- في الفضاء. ومر أمام المنصة طاقم استعراضي من أكاديمية موجايسكي العسكرية- الفضائية، وهي أقدم مؤسسة تعليمية في البلاد. المشاركون في الاستعراض العسكري في الساحة الحمراء
وهي أيضا مؤسسة التعليم العالي الوحيدة التي تمتلك مجموعة مدارية خاصة بها للاقمار الصناعية. ومرأمام المنصة فوج من قوات الإنزال الجوي. يمثله افراد الفوج الممتاز للإنزال الجوي بالمظلات ال 331. وشارك الفوج في سنوات الحرب في تحرير المجر والنمسا وتشيكوسلوفاكيا.ثم سار جنود الإنزال الجوي لفوج الإنزال بالمظلات ال 217 . وقد قلد ما يربو على ألف جندي إنزال في الوحدة انواط حكومية لقاء ما اجترحوه من بسالة وبطولة في غضون تنفيذ المهمات القتالية والخاصة. وتلاهم جنود الإنزال الجوي من فوج الإنزال بالمظلات ال 137. وكانت قوات الإنزال تعتبر على الدوام من صفوة الجيش، و تتسم الخدمة فيها بأشد ما يكون من الصعوبة وتتمتع بأكثر ما يكون من الاحترام.واعقبه في الاستعراض مرور جنود الإنزال من الفوج المستقل الخامس والأربعين من القوات الخاصة.شهدت الساحة الحمراء فوجا لقوات الحماية الإشعاعية والكيماوية والبيولوجية. ومرت أمام المنصة كتائب اللواء المتنقل الأول للحماية الإشعاعية والكيماوية والبيولوجية والفوج التاسع للانذار والاستخبارات.ومر بمسيرة مهيبة طقم الاستعراض من لواء الهندسة المستقل الممتاز ال 317 .ثم شهدت الساحة الحمراء كتيبة من قوات السكك الحديدية، وتلاها بمسيرة احتفالية مقاتلو لواء السكك الحديدية المستقل ال 34.وشارك الاستعراض طلاب الجامعة التقنية- العسكرية لدى الوكالة الفيدرالية للبناء الخاص.وشهدت الساحة الحمراء طلاب معهد حرس الحدود في موسكو التابع لهيئة الأمن الفيدرالية في روسيا الاتحادية. ومر بمسيرة احتفالية رجال كتيبة فرقة المهام العاجلة التابعة لقوات الامن الداخلي في روسيا. وفي عام 1945 كلفت هذه الفرقة بالذات بأن ترمي على قاعدة ضريح لينين في الساحة الحمراء رايات وبيارق الجيش النازي المهزوم.وشهدت الساحة الحمراء طقم الاستعراض التابع لأكاديمية الدفاع المدني لوزارة الطوارئ الروسية.وكذلك وحدات عسكرية من المنطقة العسكرية الغربية. منح جنود فرقة تامان المدرعة الحق في أن يكونوا أول من يدخل الساحة. ومنح 43 من مقاتلي تامان لقب بطل الاتحاد السوفييتي لقاء البسالة والبطولة في سنوات الحرب الوطنية العظمى.ومر في الساحة الحمراء طقم الاستعراض للواء المدفعية ال 288 الذي تشكل في عام 1943. وفي سنوات الحرب الوطنية العظمى شارك اللواء في معارك تاريخية مثل معركة كورسك وعملية "باغراتيون".في نسق الاستعراض مقاتلو لواء الآليات الممتاز السابع والعشرين . وشارك أفراد الوحدة في القتال لأول مرة في يوليو/ تموز عام 1941 حينما كانوا يعملون ضمن الجبهة الغربية في منطقة نهر دنيبر. وسار في الساحة رجال لواء كراسنوسيلسكي الآلي المستقل ال 138.ثم دخل في الساحة الحمراء رجال لواء كانتيميروفسكايا الرابع للدبابات الممتاز الذين يتبعون بجدارة تقاليده المجيدة. وقد تلقى اللواء في يناير/كانون الثاني عام 1943 لقاء جدارته في المعارك التسمية الفخرية "كانتيميرسكايا".وتبعهم رجال لواء الآليات المستقل التاسع . وفي سنوات الحرب الوطنية العظمى قلدت التشكيلة وسامي سوفوروف وكوتوزوف. ثم شهدت الساحة الحمراء رجال لواء الصواريخ المضادة للجو ال 202.واختتم الاستعراض حسب التقليد رتل الوحدات الراجلة من طلاب معهد موسكو لضباط القيادة العليا. والمعهد هو المؤسسة العسكرية الوحيدة للتعليم العالي التي منحت الحق الفخري في منح ضباطها شهادات التخرج في الساحة الحمراء. وعلى أنغام المزامير والطبول انتقلت أوركيسترا حامية موسكو التي تضم 1500 موسيقي مخلية الساحة لمرور الآليات العسكرية.
الاستعراض العسكري في الساحة الحمراء
يعتبرعرض الاسلحة والمعدات الحربية المستخدمة في الجيش الروسي من اروع لقطات الاستعراض العسكري في الساحة الحمراء. وتتصدرالجزء الثاني من الاستعراض ارتال الآليات الحربية ومن ضمنها الآليات الحديثة التي تزود بها وحدات الاستطلاع ، ويتصدرها رتل العربة "تيغر" المصفحة العربات "تيغر" المصفحة، وتليها ناقلات الافراد المدرعة من طراز "بي تي ار – 80" التي تعد عربة رئيسية لجنود المشاة في ميدان القتال، وحلت محلها دبابات "تي – 90" التي تعتبر اساسا لسلاح المدرعات الروسية ومدافع الهاوتزر الحديثة ذاتية الحركة من عيار 152 مم ، ومن طراز "مستا" المخصصة لتدمير الاهداف العسكرية للعدو وقوته البشرية.ثم شهدت الساحة الحمراء طقم الاستعراض لقوات الدفاع الجوي التي تمثلها منظومة "بوك – ام 2 " المضادة للجو والمستخدمة لتدمير الطائرات والمروحيات والصواريخ المجنحة.ثم مرت امام المنصة راجمات الصواريخ "سميرتش" التي بوسعها تدمير العدو على مدى 90 كيلومترا بدقة عالية.وتلتها وحدات قوات الدفاع الجوي والفضائي التي تضم "منظومات اس - 400 تريؤومف" القادرة على تدمير 12 هدفا جويا ومرافقة 100 هدف اس-400 جوي في آن واحد. منظومة "بانتسير - اس" للمدفعية والصواريخ ثم مرت في الساحة الحمراء اطقم منظومة "بانتسير - اس" للمدفعية والصواريخ التي تستخدم لحماية الاهداف العسكرية والمدنية من الهجوم الجوي.ثم شهدت الساحة الحمراء مسيرة كتيبة لصواريخ "اسكندر – ام" التي تعتبر سلاحا ذكيا طبقت فيه احدث التصاميم العلمية في المجال العسكري.ثم دخلت في الساحة الحمراء منظومات "توبول – ام " للصواريخ الباليستية العابرة للقارات. واخيرا حلقت فوق اجواء الساحة الحمراء 5 مروحيات "مي – 8" للقتال والنقل العسكري التي تحمل اعلام روسيا والقوات المسلحة الروسية والقوات البرية وسلاحي الجو والبحرالروسيين. وانتهى استعراض النصر بموسيقى مارش "وداع المرأة السلافية" التي تحظى بشعبية كبيرة وبحب الجميع. وعلى أنغامها مرت الآوركسترا في الساحة الحمراء بخطوات مهيبة.
