قال ياكوب إيرل، مدير معهد الحوار المصري الدنماركي بالقاهرة، إن استطلاعات الرأي تكشف عن ثقة كبيرة للشعب المصري في المجلس العسكري وقدرته على إدارة شئون البلاد خلال المرحلة الانتقالية، في الوقت الذي كشفت فيه أيضا اختلافهم على الأحزاب السياسية ومرشحي الرئاسة وأظهروا مواقف متباينة للغاية. جاء ذلك تعليقا على استطلاع الرأي الذي أجراه مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالتعاون مع معهد الحوار المصري الدنماركي حول "توجهات المصريين إزاء المشاركة السياسية والأحزاب" وأعلنت نتائجه أمس، حيث كشفت أن نحو 90 \% من المصريين يثقون في المجلس العسكري وقدرته على إدارة شئون البلاد وتسليمها لحكومة مدنية منتخبة. وأضاف إيريل - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الاثنين/- أن الاستطلاع جري على مرحلتين الأولى كانت في شهر أغسطس والثانية في شهر سبتمبر حيث ارتفعت الثقة في المجلس العسكري إلى نحو 90\% وهي نسبة عالية للغاية، فيما جاءت نسبة الثقة في آداء مؤسسة القضاء 77\% ثم شباب الثورة بنسبة 1.63\%. وأعرب إيريل عن اعتقاده بأن زيادة ثقة المصريين في المجلس العسكري تأتي على خلفية الهاجس الأمني الذي بات مسيطرا على الجميع، حيث يأتي الحفاظ على الأمن والسيطرة على حالة الانفلات في مقدمة اهتمامات الشعب المصري بعد المشاكل الاقتصادية. وأشار مدير معهد الحوار المصري الدنماركي بالقاهرة إلى أن دور المعهد اقتصر على التنسيق مع مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية لإجراء الاستطلاع دون التدخل في تفاصيله أو نتائجه، مشيرا إلى أن هناك مرحلة أخرى من استطلاع الرأي ستجرى خلال شهر أكتوبر الحالي ونوفمبر المقبل لقياس مدى التحول في المزاج السياسي لدى المصريين. وأوضح أن معهد الحوار المصري الدنماركي يسعى إلى تقديم المساعدة ودعم التجربة الديمقراطية الوليدة في مصر خلال المرحلة المقبلة من خلال تلك الاستطلاعات التي قد تمثل بوصلة لمختلف القوى والأحزاب السياسية، كما نقدم شرحا لتجارب الانتخابات في الدول الغربية ومدى إمكانية الاستفادة بها في الانتخابات المقبلة بمصر. بدوره أوضح ياكوب سكافجارد، الأستاذ بمعهد دراسات الشرق الأوسط في جامعة كوبنهاجن، أن اختلاف النتائج في استطلاع الرأي الذي أجرى خلال شهر أغسطس عنه في شهر سبتمبر خاصة فيما يتعلق بموقف المصريين من الأحزاب يؤكد أن المزاج السياسي للشعب المصري يتحول سريعا في ظل الحالة الثورية التي يعيشها المجتمع. وأضاف أن الشئ الملاحظ في النتائج كذلك أن تحالف حزب الوفد مع جماعة الإخوان المسلمين أفقد الحزب الليبرالي بعضا من مؤيديه المؤمنين بأفكاره السياسية، وبدا ذلك واضحا في استطلاع شهر أغسطس، لكن ما انتهى التحالف بينهما حتى استعاد الحزب أنصاره المؤمنين بمبادئه. وحول نسبة التأييد المرتفعة التي حصل عليها حزب "الحرية والعدالة" الممثل للإخوان المسلمين والتي وصلت إلى 39\% ، قال سكافجارد إن "الإخوان المسلمين" كانوا التنظيم السياسي الأقوى خلال عصر الرئيس السابق حسني مبارك، وبمجرد إندلاع الثورة كانت الساحة السياسية مفتوحة أمامهم وكان من الطبيعي أن يحصلوا على نسبة كبيرة في استطلاع الرأي. وتوقع سكافجارد أن تشهد الخريطة السياسية في مصر تحولات ملموسة خلال الفترة المقبلة بظهور قوى سياسية أخرى على الساحة واكتسابها مزيدا من الأرضية في صفوف الشعب المصري، غير أن الأمر سيحتاج الى بعض الوقت وكثير من الجهد. يذكر أن استطلاع الرأي الذي أجراه مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية شمل عينة وصلت إلى 2400 تم اختيارها من مختلف محافظات مصر، وكشفك كذلك أن القضايا والهموم الاقتصادية تعد الأكثر إلحاحا، جاء بعدها قضية الأمن والتى ارتفعت إلى 41 \% مقابل 28\% فى الاستطلاع الذى أجرى فى أغسطس الماضي.