أبهر كهف "نايكا" للكريستال الذي تم اكتشافه في المكسيك عام 2000 الجيولوجيين عبر العالم، لاحتوائه على أكبر صخور الكريستال الطبيعية، حتى أن هياكل الزيلونيت نمت ليصل طولها إلى أكثر من 10 أمتار. ووصف البروفيسور ايان ستيوارت الذي ذهب في رحلة داخل الكهف الجوفي لتصوير فيلم وثائقي لقناة بي بي سي، الكهف بمعجزة جيولوجية يشهدها العالم لأول مرة. ونقل الموقع العلمي (ترو ماسكد وابيت) عن ستيوارت قوله أن التصوير داخل الكهف صعب للغاية فدرجة الحرارة فيه تبلغ 50 درجة مئوية ونسبة الرطوبة 100 بالمائة ويمكن لأي شخص أن يموت بداخله تحت تأثير هذه الظروف الطبيعية القاسية. وجاء اكتشاف الكهف بطريقة مفاجئة، حيث اصطدم عمال مناجم "نايكا" للفضة بعد اختراقهم لجدران الكهف بصخور كريستالية ضخمة وصفوها بأنها الأكبر في العالم بأسره. ولكن فور دخول المجموعة الأولى من عمال المناجم إلى الكهف صادفتهم الأجواء القاسية، وأظهر أحد الفيديوهات مجموعة من العمال وهم يخرجون من الكهف على وشك أن يفقدوا وعيهم من شدة الحر والرطوبة. ويقول البروفيسور أن البقاء في الكهف دون قناع الأكسيجين لمدة تزيد عن 10 دقائق قد تودي بحياة الشخص. وأضاف أن التصوير داخله صعب خاصة وانه عليك ارتداء لباس وقناع خاص ولكن المناظر الخلابة للكهف تستحق العناء فهو شبيه بمعرض للفنون المعاصرة. وتابع أن القائمين على المنجم يحمونه من استغلال التجار ويحافظون عليه ليبقى معرضا ساحراً يميز منطقة "نايكا"، ولكن عاجلا أم آجلا قد يتولى المنجم بعدهم أناس من ذوي المصالح وسيغلق المنجم وتصادر محتوياته لأغراض تجارية وسنحرم من مشاهدة مثل هذه المعجزات، وسنبقى نعزي أنفسنا بفكرة أن هناك بالتأكيد الكثير من الكهوف على وجه الأرض في انتظار من يكتشفها. ويتمنى البروفسور أن يخصص العلماء وقتهم بالبحث في أسرار الأرض أكثر من بحثهم في أسرار الفضاء حيث أصبحنا نعلم بما وراء المجموعة الشمسية أكثر من علمنا بما تخفيه الأرض من تحتنا.
