دعاء رؤية الهلال، شهر رمضان من أفضل شهور العام، إذ فرض الله -تعالى- فيه الصيام، وتزداد العبادات في هذا الشهر الفضيل لعظيم الأجر الذي يناله الصائم عند قيامه بالطاعات والعبادات، ويجب على المسلمين تحري هلال شهر رمضان ليلة التاسع والعشرين من شهر شعبان الذي يسبق شهر رمضان المبارك. وقد ثبت عن طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو عند رؤية هلال رمضان فيقول: (إنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- كان إذا رأى الهلالَ قال: اللهمَّ أهِلَّه علينا باليُمنِ والإيمانِ والسلامةِ والإسلامِ ربي وربُّك اللهُ). دعاء رؤية هلال كل شهر كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقوم بالدعاء في الأمور كلها، وقد ورد في السنة النبوية المطهرة مجموعة من الأحاديث التي تبين لنا الدعاء الخاص الذي كان يقوله النبي -صلى الله عليه وسلم- عند رؤية هلال كل شهرٍ من أشهر السنة. وقد ثبت عن قتادة بن دعامة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول عند رؤية هلال كل شهر: (إنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كان إذا رأى الهِلالَ قال: هِلالُ خَيرٍ ورُشدٍ، هِلالُ خَيرٍ ورُشدٍ، هِلالُ خَيرٍ ورُشدٍ، آمَنتُ بالذي خَلَقَك ثلاثَ مرَّاتٍ، ثُمَّ يقولُ: الحَمدُ للهِ الذي ذهَبَ بشَهرِ كذا، وجاء بشَهرِ كذا). ودعاء النبي الكريم يحثنا على طلب البركة وابتداء الشهر بالدعاء وطلب الخير من الله -تعالى-، فهو هلال بركة وخير ورزق لعبادة الله -تعالى- وحده والتقرب إليه بالطاعات والعبادات، قال الله -تعالى-: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ۗ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو عند دخول شهر رجب؛ فقد ورد في الحديث الضعيف الذي يُعمل به في فضائل الأعمال عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: (كانَ رسولُ اللَّهِ إذا دخلَ رجَبٌ قالَ: اللَّهمَّ بارِك لنا في رَجبٍ وشعبانَ وبلِّغنا رمضانَ). دعاء رؤية القمر كان النبي -صلى الله عليه وسلم يدعو بدعاءٍ خاصٍ عند رؤية القمر؛ فقد ثبت عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها قالت: (أخذَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بيدَيَّ فإذا القَمرَ حينَ طلعَ فقالَ تعوَّذي باللَّهِ من شرِّ هذا الغاسِقِ إذا وقَبَ). والدعاء من العبادات المستحبة في كل الأوقات، ويجب على المسلم أن يشغل وقته دائمًا بالذكر والدعاء لله -تعالى-، وذِكر الله -تعالى- عند رؤية الظواهر الكونية تُظهر عظمة الله -تعالى- في نفس المؤمن وتزيد من إيمانه وقربه من الله -تعالى-، وتجعله دائم التفكر في عظيم خلق الله -سبحانه وتعالى-.
