قامات ماسبيرو اليوم مع واحدة من أبرز مذيعات التليفزيون المصري في العصر الذهبي ومن أوائل المذيعات اللاتي صنعن مكانة كبيرة في التلفزيون المصري، وهي الإعلامية الكبيرة سهير الأتربي. بدأت مشوارها الإعلامى مع بدايات التليفزيون حتى أصبحت تمثل مدرسة ونموذجًا لأجيال متتالية من المذيعات كما أنها تنتمي لعائلة إعلامية كبيرة، فشقيقتاها هما سامية الأتربي، وعزة الأتربي. تقلدت سهير الأتربي، مناصب إدارة الشباب ثم خدمة المجتمع ثم رئيسًا للقناة الثانية وبعدها رئيسًا للفضائية المصرية، التي أسستها وشاركت في تعريف المشاهدين في الخارج بها كقناة فضائية مصرية ناجحة. تولت رئاسة التليفزيون المصرى وتعتبر من أهم وأنجح رؤسائه لتتقاعد وهي نائب لرئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون. وكانت سهير الأتربي، شديدة وصارمة ولها حكاية مثيرة مع برنامج "حكاوي القهاوي" تكمن في أنه كان سيتوقف عن العرض على الرغم من شقيقة سامية الإتربي، إلا أنها لم تكن راضية عن البرنامج وكانت تطمح إلى الأفضل، وهو ما دفعها إلى وقف البرنامج قبل أن يأتي اتصال هاتفي من الرئاسة المصرية في عصر الرئيس الأسبق حسني مبارك يطلب استمراره، طبقًا لما أعلنه بعدها يحيى تادرس معد ومسؤول البرنامج. قدمت "الأتربي"، العديد من البرامج عبر مشوارها، منها "الباب المفتوح، وفي خدمتك، والجديد في بلدنا، ومجلة الدنيا الجديدة"، ثم قدمت "لو كنت المسئول"، وتعتبر رائدة في تقديم برامج التوك شو قبل أن تعرف الفضائيات هذه النوعية من البرامج. هى أول من قدم برنامج توك شو في تاريخ الإعلام العربى بمفهومه الحالي، وكان برنامجها "دعوة للفكر" يعتمد على استضافة مجموعة من شباب الجامعة ليدور حوار بينهم وأحد الشخصيات العامة. كما قدمت عدة برامج تحت إشرافها، وتعد من علامات الإعلام المصرى والعربى منها برنامج "زووم"، و"اخترنالك" و"سهرة مع فنان" من تقديم أمانىيناشد، و"عالم الحيوان"، و"نادى السينما"، و"تاكسي السهرة"، و"جديد في جديد" و"فكر ثواني واكسب دقايق"، و"يا تليفزيون يا"، والبرنامج الرمضاني "من غير كلام"، وغيرها. ونالت سهير الأتربي، عن هذه المسيرة نحو 13 جائزة ذهبية بمهرجانات الإذاعة والتليفزيون. لم تبخل بعطائها يومًا على التليفزيون المصرى حتى بعد خروجها على المعاش ظلت حتى آخر أيام حياتها تعمل من أجله، وكانت تعقد أسبوعيًا اجتماعًا للجنة التراث بداخل ماسبيرو. وظلت قبل وفاتها بأسبوع في محاولة للانتهاء من مشروع مكتبة التراث التليفزيوني، التى تضم نوادر التليفزيون منذ نشأته، وكانت تحلم بافتتاحها بعد الانتهاء من المشروع الذي قاربت على إنهائه بتكليف من وزيرة الإعلام وقتها الدكتورة درية شرف الدين، لها، للاستعانة بخبراتها التي لم تبخل بها حتى آخر لحظة في حياتها. ورحلت عن عالمنا الإعلامية الكبيرة سهير الأتربي، قبل أن تحقق حلمها في الانتهاء من مشروع مكتبة تراث التليفزيون المصري. توفيت سهير صباح يوم الجمعة 7 فبراير عام 2014 في مستشفى عين شمس التخصصي عن عمر يناهز ال 74 عامًا على إثر جلطة حادة بالمخ والقلب.