تشهد مدينة الأصابعة الليبية عدة انتهاكات، أقدمت عليها ميليشيات الوفاق عقب دخولها إلى المدينة وشملت الانتهاكات أعمالاً انتقامية وحرق المنازل والقبض على المدنيين بذريعة دعم الجيش الوطني الليبي. وأصدرت بعثة منظمة الأممالمتحدة إلى ليبيا بياناً، حذرت فيه من ارتكاب أي أعمال انتقامية تستهدف المدنيين أو اللجوء إلى عقوبات تعسفية خارج نطاق القانون، وأرفقت البعثة الدولية تحذيرها بالدعوة لوقف التصعيد العسكري، نقلاً عن منصة "مداد نيوز". وإنضمت السفارة الأمريكية في ليبيا إلى موقف الأممالمتحدة، مؤكدة على رفضها القاطع لأي هجمات أو أعمال انتقامية تستهدف المدنيين، وتأتي المواقف الدولية تحسباً لارتكاب ميليشيات طرابلس أعمالاً انتقامية جديدة بعد سجلها الحافل بالاعتداءات كما حدث في صبراتة وصرمان. ويواصل الجيش الليبي عملياته العسكرية لتحرير الأصابعة، ونفذ سلاح الجو غارات على أهداف للميليشيات في المدينة ومحيطها، واستهدف تمركزات قوات الوفاق في قاعدة الوطية، معلناً التصدي لهجوم شنته الوفاق في محور الطويشة جنوبطرابلس وإسقاط عدد من الطائرات المسيرة التركية. هذا وأقر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للمرة الأولى، يوم الجمعة الموافق 21 من فبراير الماضي، بوجود مرتزقة موالين لأنقرة في ليبيا، إلى جانب عناصر التدريب الأتراك. وقال أردوغان: إن "تركيا متواجدة هناك عبر قوّة تجري عمليات تدريب، وهناك كذلك أشخاص من الجيش الوطني السوري"، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة الذين كان يطلق عليهم سابقا اسم "الجيش السوري الحر". هذا ويؤكد إعلان أردوغان بتواجد قوات تركية ومرتزقة إلى جانب حكومة طرابلس وميليشياتها المتطرفة، على "أطماع أنقرة في ليبيا". ومما يؤكد أطماع أردوغان في السيطرة الكاملة على التراب الليبي، وفقاً لما نقلته صحيفة "ديلي صباح" التركية عن أردوغان، قوله: إن "تركيا ستدعم حكومة طرابلس؛ من أجل فرض السيطرة الكاملة على ليبيا إن لزم الأمر"، في حال فشلت الأطراف الدولية في التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة الليبية. وفي أواخر نوفمبر الماضي، وقع أدروغان ورئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، مذكرتين إحداهما تتعلق بترسيم الحدود البحرية بين الدولتين، والأخرى أمنية تتيح لأنقرة إرسال قوات إلى ليبيا. ورفض الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر والحكومة المؤقتة في ليبيا هاتين المذكرتين، مؤكدين على أن اتفاق الصخيرات لا يتيح للسراج عقد اتفاقات دولية. ولم تكن الولاياتالمتحدةالأمريكية راضية عن اتفاق السراج وأردوغان، وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية بعيد توقيع الاتفاق إنه "استفزازي" ويثير القلق، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العالمية "رويترز".