المتهم "سوابق" واعتدى على الفتيات و"الطباخة" وهدد متبرعة بخطف نجلها استباحة أعراض النساء جريمة يعاقب عليها القانون والمجتمع على حد سواء، لكن، أن تكون رئيس مجلس إدارة جمعية خيرية، نشاطها الرئيسى هو رعاية الأيتام، ثم تستغل ذلك لإخماد شهواتك بالتعرض لفتيات لا يملكن من الدنيا إلا الضعف وقلة الحيلة، فهنا تتجلى الخسة والوضاعة وقلة الأصل. بداية القصة كانت مع الفيديو الصوتى الذى فضح تحرش رئيس مجلس إدارة إحدى دور الأيتام ب14 فتاة، وبمجرد بث هذا الفيديو على صفحة «أطفال مفقودة» بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، انقلبت وزارة التضامن رأساً على عقب، وأحالت الموضوع إلى محكمة جنايات مصر الجديدة، التى لا تزال تحقق فى الواقعة حتى الآن. بدورها، انتقلت «الفجر» إلى مقر هذه الدار، التى تحمل اسم جمعية « اخوين»، وهى جمعية خيرية بمصر الجديدة، تكفل 14 فتاة، تتراوح أعمارهن بين 14عاماً و19 عاماً، وتضم أكثر من نشاط، لكن النشاط المفعل بها الآن هو رعاية الأيتام. وهناك قابلنا الفتيات ورصدنا أقوالهن، فيما يخص واقعة التحرش، وعلمنا أنهن فى مراحل التعليم المختلفة الإعدادية والثانوية، وفتاتان فقط بالجامعة، وأجمعن على تعرضهن لتحرش لفظى وجسدى من قبل مدير الدار، لكن لم يكشف أمره إلا بعد تواصل واحدة منهن مع صفحة «أطفال مفقودة»، للاستغاثة مما يحدث، وبالفعل تولت «التضامن» القضية بعد زيارة للدار. وقالت إحدى الفتيات إن مدير الدار كان يحضر يومياً فى مواعيد مختلفة، وتعمد التحدث إليها فى أمور جنسية، كما تطرق للعديد من الإيحاءات الجنسية، باستخدام بعض الأشياء وتشبيهها بالأعضاء الخاصة بالرجل والمرأة، كما تعدى لفظيا وجسديا عليها وزميلاتها. وتابعت: فوجئت به ذات مرة يمرر يده على فخذى أثناء جلوسى بجواره، ومرة أخرى وضع يده داخل البلوزة الخاصة بى من أعلى، ومرر يده على صدرى، وعندما ابتعدت عنه وارتجفت خوفا تحجج بفحصه لتورم ظهرى. وأكدت فتاة أخرى أنها تعرضت لتحرش جسدى أيضا، خلال وقوفها بجانبه فى إحدى المرات، إذ قام باحتضانها ومرر يده على ظهرها، فابتعدت عنه فوراً، مؤكدة أنه كان دائم الحديث حول علاقاته الجنسية وعلاقته مع زوجته، كما تعمد التطرق لموضوعات جنسية خادشة للحياء، وهذا لم يكن يحدث معى فقط، فكل زميلاتى فى الدار حدث معهن نفس الأمر، ودائما ما كان يتحرش لفظياً بنا: «شفايفك حلوة أوى وعندك إمكانيات». الأمر نفسه أكدته فتاة أخرى، موضحة أنه كان ينتظر أى فرصة ليمد يده على أجسادنا، بداعى أنه مثل والدنا، وعندما شاهد صورتى على الهاتف الخاص بى ذات مرة قالى: «أنت جامدة أوى»، فتركته وانصرفت، وكل ذلك مثبت فى تحقيقات النيابة. وقائع التحرش لم تقتصر فقط على الفتيات فقط، إذ لم تسلم «طباخة الدار» منه، وهذا ما أكدته فى شهادتها بالنيابة، ضد المتهم، الذى شاهدته بنفسها يتحرش بالبنات، فضلاً عن تحرشه بها شخصيا مرتين، خلال وقوفها بالمطبخ، حيث مرر يده على مؤخرتها. وأوضحت إحدى المشرفات أن المتهم ادعى أن مستشفى العيون المواجهة للدار قدم شكوى ضد الفتيات لظهورهن بملابس فاضحة، وذلك بعكس الحقيقة، إذ قدمت الفتيات شكوى ضد المستشفى، بسبب وقوف أحد الرجال عارياً أمامهن، ما كان يخدش حيائهن، وهى بنفسها –المشرفة- شاهدة على ذلك. تحريات المباحث أكدت أيضا إدانة المتهم، خاصة بعد العثور على هاتفه الشخصى للعديد من الصور الجنسبة لنساء يرتدين الملابس الداخلية، علاوة على فحص حساب «الفيس بوك» الخاص به، والذى أثبت استخراج بعض المحادثات التى يرتب فيها المتهم للقاءات جنسية مع فتيات، ومكالمات جنسية أيضاً، فضلا عن اشتراكه بإحدى الصفحات الجنسية الخاصة بتبادل الزوجات. ليس ذلك فحسب، بل هدد المتهم إحدى السيدات المتبرعات للدار، بخطف نجلها أو كتابة شكوى ضد إحدى الفتيات، لتدعيم موقفه القانونى فى التحقيقات، وبمجرد معرفة ابنها بالأمر قرر إبلاغ وسائل الإعلام، وفضحه. وكشفت تحقيقات النيابة والرقابة الإدارية أن المتهم لديه سوابق جنائية فى قضية تزوير، تحمل رقم 17517 لسنة 2009، نصب وانتحال صفة، والمقضى فيها بالحبس ثلاث سنوات ثم الانقضاء بمضى المدة وليس البراءة، وكذلك رئيس مجلس الإدارة السابق للجمعية، مسجل جرائم نصب وخيانة أمانة ومطلوب فى أحكام نهائية ضده.