بني الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إستراتيجية دفاعية أكثر تنسيقًا للاتحاد الأوروبي، والتي تحتل فيها فرنسا، القوة النووية الوحيدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وترسانتها دورًا مركزيًا، وفقا لما اوردته شبكة "ايه بي سي نيوز". وأوجز ماكرون إستراتيجية فرنسا النووية خلال خطاب ألقاه اثناء حفل تخرج ضباط عسكريين بعد أسبوع واحد من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهي الدولة الأوروبية الوحيدة المسلحة نوويًا. وقال الرئيس الفرنسي، إن بلاده ترى أن أسلحتها النووية تشكل رادعًا ضد هجمات الأعداء المتحاربين، على الرغم من إقراره بأن القوة النووية الفرنسية قد تضاءلت بعد أن خفض جيشها ترسانته إلى أقل من 300 سلاح نووي. لكن كان خطاب ماكرون الرئيسي يهدف إلى تعزيز قوة المشروع. وقال الرئيس إنه رفض التوقيع على أي معاهدات في هذا الوقت لزيادة تقليص حجم ترسانة فرنسا النووية وأعلن عن زيادة في الإنفاق العسكري. وضع ماكرون نفسه أيضًا كقوة دافعة للاتحاد الأوروبي الموحد، مستخدمًا النفوذ العسكري الفرنسي لتوضيح وجهة نظره، موضحا دور الجيش الفرنسي في مواقع مثل الساحل الإفريقي، حيث تعهد للتو بإرسال 600 جندي إضافي لمحاربة المتطرفين. لكن كانت الفكرة الأساسية في الخطاب تعزيز دور أوروبا للترسانة النووية الفرنسية في سياسة دفاع أوروبية أكثر تنسيقًا على نطاق واسع. وقال ماكرون إن هذه الاستراتيجية ستمنع أوروبا من "حصر نفسها في دور المتفرج" في بيئة تهيمن عليها روسياوالولاياتالمتحدة والصين. وحذر ماكرون من أنه "يتعين على الأوروبيين أن يدركوا أنه في ظل عدم وجود إطار قانوني، يمكنهم أن يجدوا أنفسهم عرضة لاستئناف سباق التسلح التقليدي، حتى النووي، على أرضهم". تأتي تصريحاته في وقت يشعر فيه حلفاء الناتو، الذين يتطلعون عادة إلى الولاياتالمتحدة للمساعدة في مواجهة نووية، بالقلق بشأن تراجع واشنطن عن المرحلة متعددة الأطراف. قد يخلق ذلك توترات جديدة داخل الناتو، بعد تصريحات العام الماضي ان قلة القيادة الأمريكية تسببت في "موت دماغي" للتحالف العسكري. كان خطاب يوم الجمعة جزءًا من مسعى ماكرون الطويل الأمد من أجل دفاع أوروبي أقوى، حيث انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الحلفاء الأوروبيين ونصحهم بالدفع أكثر مقابل حمايتهم. وشرح ماكرون رؤيته بأنها "عرض للحوار" و"خدمة" للأوروبيين لتأكيد استقلالهم "في الدفاع وتحديد الأسلحة". قالت متحدثة باسم الاتحاد الأوروبي إن الدول الأعضاء ما زالت "ملتزمة بالسعي لنزع السلاح النووي" على النحو المبين في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. وقالت فيرجيني باتو هنريكسون، المتحدثة باسم الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي: "إن عدم الانتشار ونزع السلاح والاستخدام السلمي للطاقة النووية، الركائز الثلاث (للمعاهدة) ضرورية للسلام والأمن والاستقرار الدولي". لم يعلق الناتو، الذي يضم قوتين نوويتين أخريين - الولاياتالمتحدةوبريطانيا - على الفور.