قال مسؤول في وزارة الخارجية التركية، اليوم السبت، إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن ينفق أكثر من 6 مليارات يورو (6.6 مليار دولار) المخصصة بالفعل لتمويل اللاجئين السوريين في تركيا، والإسراع بتدفق هذه الأموال، وفقا لرويترز. تدعم أموال الاتحاد الأوروبي حوالي 3.5 مليون لاجئ سوري في تركيا، بعد حرب سوريا التي دامت أكثر من ثماني سنوات، والتي أسفرت عن مقتل مئات الآلاف وطرد الملايين من منازلهم، وبدورها، وافقت تركيا على وقف المزيد من الهجرة إلى أوروبا. وقال فاروق كايماكجي، نائب وزير الخارجية التركي: "يجب تسريع تدفق الأموال وزيادة حجم التمويل"، وصرح للصحفيين في اسطنبول ما دامت الأزمة موجودة فعلينا العمل سويًا، "ال 6 مليارات يورو لن تحل المشكلة عندما يتم إنفاقها بالكامل"، مشيرا إلي أن استضافة اللاجئين يكلف تركيا حوالي 40 مليار دولار في المجموع. ويقول الاتحاد الأوروبي، الذي أنشأ التمويل في عام 2015، إنه تم تخصيص أكثر من 5.6 مليار يورو، وتم التعاقد على أكثر من 3.5 مليار يورو، وصرف أكثر من 2.4 مليار دولار. وقد توترت علاقات أوروبا مع تركيا على عدة جبهات، بما في ذلك الخلاف حول التوغل العسكري التركي في أكتوبر ضد ميليشيا كردية في شمال شرق سوريا. هددت تركيا في أواخر شهر أكتوبر "بفتح البوابات" للسماح للاجئين بالدخول إلى أوروبا ما لم يدعم الأوروبيون خطتها لإعادة توطينهم في شمال شرق سوريا. وادلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالتهديد في خطاب لمسؤولي الحزب الحاكم، وقال أيضًا إن "تركيا مصممة على إنشاء منطقة آمنة وستفعل ذلك بمفردها، إذا لم يكن هناك اتفاق مع الولاياتالمتحدة". ويقول إن "تركيا تهدف إلى إعادة توطين حوالي مليون من أصل 3.65 مليون لاجئ سوري في المنطقة الآمنة"، وأضاف "سوف نضطر إلى فتح البوابات. لا يمكن إجبارنا على تحمل العبء وحدنا". كما أشار أردوغان، إلي أن تركيا "لم تتلق الدعم اللازم من العالم" لمساعدتها في التعامل مع اللاجئين السوريين. وفي وقت سابق، كان قد أوضح مسؤول تركي كبير، أن تركيا مددت المهلة الزمنية لمغادرة الاجئين السوريين غير المسجلين في اسطنبول لمدة شهرين. وكان قد صرح وزير الداخلية سليمان سويلو في مقابلة مع تلفزيون هابرتورك، بأن الموعد النهائي تم تمديده حتى 30 أكتوبر. كما تصر إسطنبول على أنه لا يمكنها قبول المزيد من اللاجئين السوريين، وتطالبهم بالعودة إلى مناطق أخرى من تركيا؛ حيث تم تسجيلهم في البداية - أو سيواجهون الترحيل. تستضيف المدينة، أكثر مدن تركيا اكتظاظًا بالسكان، أكبر عدد من السوريين المسجلين، حوالي 548000، من بين 3.6 مليون لاجئ سوري وجدوا منازلًا في تركيا. أشار سويلو إلى أن "السوريين الذين يعملون أو يدرسون في إسطنبول سيعفون من أمر الترحيل"، ويذكر أنه في الأسابيع الأخيرة، أفادت وسائل إعلام بوقوع اشتباكات متقطعة بين السوريين والأتراك في إسطنبول، وسط ازدياد الاستياء من اللاجئين في ظل أزمة اقتصادية. فقد نظمت جماعات حقوقية تركية احتجاجاً في إسطنبول تضامنا مع اللاجئين السوريين، في أعقاب إعلان الحكومة بأنه سيتم نقل السوريين خارج المدينة إذا لم يتم تسجيلهم رسميا. وذكرت وسائل إعلام تركية أن بعض السوريين يتم ترحيلهم إلى خارج البلاد، والبعض منهم يرحلون إلى مناطق تشهد نزاعات مثل إدلب في سوريا. وانضم نحو 100 ناشط حقوقي إلى الاحتجاج في إسطنبول حاملين لافتات مكتوب عليها "لا لقمع اللاجئين" و"تسقط العنصرية"، وتم التشويش على الاحتجاج من قبل مجموعة تحمل الأعلام التركية، وفرقت الشرطة المجموعة بعد ذلك بينما ظلت تردد هتافات معادية للاجئين.