انتشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي صورة لأيقونة افتتاح بطولة الأمم الأفريقية والتي جائت على هيئة ذئب ضخم يحاكي المعبود المصري القديم أنوبيس وفي التقرير التالي نتعرف على من هو في التاريخ المصري القديم وقال الخبير الأثري علي أبو دشيش في تصريحات خاصة للفجر، إن إنبو (أنوبيس) (Inpw)، هو رب التحنيط أو رب الجبانة وكان دائما يتمثل في جسد انسان برأس حيوان ابن آوي "الذئب" بلون أسود. وهو الابن الرابع للمعبود "رع"، وقد رأى المصريون فيه العدو اللدود لجثث الموتى، حيث يقوم بنبش القبور والعبث بالجثث، ولعل ذلك كان السبب وراء تقديسه كرب للموتى وحامي للجبانة، وذلك اتقاء شره. وأضاف أن أنوبيس رمز للحساب والميزان الرمزي الجنائزي المتمثل بصورة حيوان أسود اللون من فصيلة الذئاب أو ما يسمى إبن آوى في الحضارة المصرية القديمة. وأشار أبو دشيش إلى أنه لُقب بحامي القبور حيث كان يحمي مقابر الموتى من فوق الجبال غرب ضفاف نهر النيل فى طيبة، حيث كان المصريون يدفنون موتاهم دائما في الغرب، ويقبع جيش "أنوبيس" أسفل رمال الصحراء. وقال إن أنوبيس يُعرف فى النصوص المصرية القديمة باسم (Inpw)، أى: (الابن الملكى)، وكلمة (inp) تعني (يتعفن)، وهذا يوضح صلة المعبود "أنوبيس" بالجثث والأموات؛ تلك التى تتعفن إن لم تتحنط . وتعني أيضا (ضم، ربط، لف؛ في لفافة)، وهو شأن المومياء الملفوفة في اللفائف الكتانية، والتي يقوم "أنوبيس" بحراستها. وأضاف أبو دشيش أنه قد حظي بهذه المكانة من العبادة والتقديس نظرًا للدور الذى لعبه فى قصة "أوزير"، حيث قام "أنوبيس" بتحنيطه وإقامة الطقوس والشعائر له. وأشار إلى أنه اكتسب اللون في هيئته من لون الجسد بعد تحنيطه، وقد عبد "أنوبيس" في "القيس" عاصمة الإقليم السابع عشر من أقاليم مصر العليا، والذى كان يعرف باسم "إنبو"، وعرفه اليونانيون باسم "كينوبوليس"، أى: (مدينة الكلب)، وتقع المدينةجنوب غرب "بنى مزار" بمحافظة المنيا، على الضفة الشرقية لبحر يوسف.
وعن ألقابه قال أبو دشيش إن المعبود "أنوبيس" حمل العديد من الألقاب، مثل: "خنتي إمنتيو"، أى: (إمام الغربيين، إشارة إلى الموتى المدفونين فى المقابر فى الغرب، وهو من ألقاب "أوزير" أيضا. وعرف أيضا باللقب "خنتى سَح نثر" أى: (رئيس السرادق أو الخيمة الإلهية أو المقدسة)، وذلك إشارة إلى المكان الذى تتم فيه عملية التحنيط.
وظائف "أنوبيس" لعب المعبود "أنوبيس" أدوارا بالغة الأهمية فى (محكمة الموتى)، وأوضح أبو دشيش أنه المسئول عن وزن قلب المتوفى في قاعة المحكمة، إذ يقوم باستقبال المتوفى في قاعة "أوزير". ويصور عادة أسفل الميزان واقفاً أو راكعاً. وكذلك فقد لعب دورًا رئيسًا في عملية التحنيط، والذي يعد أهم أدواره، إذ يقوم بعملية تطهير الجثة ثم التحنيط. وأشار إلى أنه ارتبط أيضاً بطقسة (فتح الفم)، وذلك في "نصوص الأهرام"، حيث يرتدي الكاهن الذي يؤدي الشعيرة قناعاً لأنوبيس، وتتم هذه الطقسة بعد عملية التحنيط للمتوفى بهدف منح المتوفى المقدرة على استخدام فمه وشتى جوارحه بشكل طبيعي في الحياة الأخرى. كما ارتبط بشكل واضح بصيغ التقدمة الجنائزية (Htp-di-nsw) فى مقابر الأفراد من عصر الدولة القديمة، والتى سجلت على الأبواب الوهمية، وأعتاب المداخل، واللوحات الجنائزية.
وأضاف أبو دشيش أن المعبود "أنوبيس" ارتبط بالعديد من الأرباب، فقد ارتبط بالمعبود "أوزير" فى علاقة وثيقة بوصفه (رب الموتى) وكون "أنوبيس" ابناً لأوزير. كما اكتسب "أنوبيس" صبغة اللون الأسود الخاص بأوزير، علاوة على أن "أنوبيس" هو الذى قام بتحنيط "أوزير"، وظهر المعبودان معاً فى (محكمة الموتى)، وفى العديد من النصوص والمناظر. وأضاف أيضًا أن "أنوبيس" ارتبط بأبناء "حورس" الأربعة، والذين أطلقت أسماؤهم على الأواني الكانوبية الخاصة بالتحنيط، وخُص كل واحد منهم بحماية محتويات أحد هذه الأواني. وختم أبو دشيش كلماته قائلًا إنه كان من الأنسب اتخاذ شعار يليق بالبطولة مثل الألعاب الرياضية المصورة في مقابر بني حسن، من المصارعة وكره اليد وغيرها، والتي تدل أننا سبقنا العالم أجمع في الاهتمام بالرياضات المختلفة.