منزل قديم متهالك عند دخولك إليه تعتقد للوهلة الأولى أنك داخل منزل مهجور منذ عدة سنوات، خيوط العنكبوت تملأ أركانه، كراكيب وقمامة، غرف وصالة ودورة مياة ومطبخ، إذا نظرت إليهم تجدهم بلا ملامح من كثرة الأتربة المتراكمة. هنا في قرية سجين الكوم التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية، هذه القرية التي لم يكن يسمع أحد عنها، ولكن بين عشية وضحاها أصبحت حديث الساعة، وباتت من أشهر قرى محافظة الغربية، وذلك بعد أن قامت سيدة مُسنة بحبس نجلها 10 سنوات في هذا المنزل القديم. " الفجر " أنتقلت الى القرية لمعرفة القصة كاملة والسبب فى قيام تلك السيدة بحبس نجلها فى غرفة مظلمة لمدة 10 سنوات، وأين كان دور أشقاء هذا الشاب، ولماذا لم يتدخل أهل القرية لانقاذ الشاب. وقامت "الفجر" بجولة في القرية قبل الوصول لمنزل الشاب، حيث ذكر عدد من أهالى القرية أن هذا الشاب يبلغ من العمر 27 عامًا، وكانت وظيفته عامل بناء، إنه شاب طبيعي منذ عدة سنوات وكان يساعد والده الكفيف. ولكن بعد وفاة والده بفترة أصيب بحالة نفسية سيئة لم يعلم أهالي القرية السبب فيها، وقامت والدته على إثر ذلك بحبسه في غرفة بالمنزل وعزلته تمامًا عن المجتمع، وجعلت من هذه الغرفة مكان إقامته وكان يقضي فيها حاجته ولا يخرج منها أبدًا. وقال محمد يوسف 26 عامًا، أحد شباب أهل القرية، إنه يعرف هذا الشاب جيدًا وأنه كان يسبقه بعام في المدرسة وكان شخصًا طبيعيًا منذ عدة سنوات وعمله الخاص في أعمال البناء، إلا أنه أصيب فجأة بحالة نفسية سيئة، وقامت والدتة بعزله بمفرده في غرفة بالمنزل ولا نعرف السبب وراء ذلك حتى الآن. "أنا زعلانة على الحالة اللي وصل ليها أخويا ونفسي يرجع إنسان طبيعي زي الأول تاني"، بهذه الكلمات بدأت وردة رجب الغرباوي 32 سنة الشقيقة الكبرى لمحمد والتي قالت إنها لم ترى شقيقها منذ 10 سنوات، وأن والدتها رفضت أن يشاهده أحد حتى أشقائه. وأكدت أنها تقيم في منزل سيدة أخرى قامت بتربيتها منذ الصغر وقليلًا ما تأتي لمنزل والدتها وشقيقها، موضحًة أنها حزينة على الحالة التي وصلت لها والدتها وشقيقها، وأنها كثيرًا ما طالبت والدتها رؤية شقيقها إلا أنها كانت ترفض. وأكملت نورة رجب الغرباوى 25 سنة الشقيقة الصغرى للشاب محمد، أنها متزوجة منذ عدة سنوات في القرية ولديها طفلين وأنها كانت تأيى لزيارة والدتها وتطلب منها رؤية شقيقها إلا أنها كانت ترفض، وأكدت أن شقيقها كان يمر بحالة نفسية سيئة مما جعل والدتها تضعه في غرفة مظلمة بهذه الطريقة ظنًا منها أن ما تقوم بفعله هو مصلحة له. وكانت مديرية أمن الغربية تمكنت أول أمس الثلاثاء، من إنقاذ حياة الشاب محمد رجب الغرباوي بعد قيام والدته بحجزه 10 سنوات بمنزل مهجور يملؤه الثعابين بقرية سجين التابعة لمركز شرطة قطور، حيث استغاث عدد من أهالي قرية سجين باللواء طارق حسونه مدير أمن الغربية. وأكد عددًا من الأهالي أن والدة الشاب تدعي عزيزه القلمي قامت بحبس ابنها منذ أكثر من عشر سنوات في منزل مهجور ومملوء بالقمامة والأخشاب والثعابين، حيث قال محمد جبر جار الشاب أن والدة الشاب أغلقت الأبواب علي ابنها ووضعته في مكان مظلم تماما وحجبت عنه أي مساعده من جانب الأهالي ولا جيرانه وأضاف محمد جبر أن أم الشاب تقوم بإشعال النيران في المنزل ليل نهار وقد تسببت في حريق المنزل أكثر من مرة. وأضاف عبودة زيد الجار الثاني للشاب في نفس القرية، أن الأم هي السبب الأول والأخير فيما وصل إليه الشاب وقال أن أمه وضعت ابنها بعد وفاة والده في حجره مظلمة منذ عشر سنوات ومنعت أي فرد من مساعدته، مضيفا أن الشاب كان بصحة جيده وكان يعمل في المحارة ولكن الأم هي التي وضعته في مكان مظلم. وقال ياسر الغرباوي عم الشاب، إنني حاولت بكل الطرق مع باقي أفراد العائلة، الدخول للمنزل ولكن الأم رفضت. من جهتها، صرحت الدكتورة هند نجيب المدير التنفيذي لمشروع أطفال بلا مأوي أنها تلقت اتصالًا من أحد أهالي القرية بأن هنّاك أم احتجزت ابنها منذ عشر سنوات، مؤكدة أنها تواصلت مع خط نجدة الطفل التابع للمجلس القومي للأمومة والطفولة، حيث قاموا بالتواصل مع مديرية امن الغربية وإخطارهم بالحالة. من جانبه قال أحمد رمضان مشرف ومنسق خط نجدة الطفل بالغربية إنه فور الاتصال بمدير أمن الغربية بالحالة كلف علي الفور العقيد أيمن زكريا مأمور مركز شرطة قطور بالنزول مع منسق خط نجدة الطفل إلي مكان البلاغ واتخاذ الإجراءات اللازمة لإنقاذ الشاب. وعلى الفور انتقل العقيد أيمن زكريا مأمور مركز شرطة قطور بقوه من المركز ووصلوا إلى منزل الشاب، حيث وجدوا أهالي القرية أمام المنزل مطالبين بإنقاذ حياة الشاب وحماية الأهالي من الأضرار الصحية التي تنجم من منزل الشاب المقفول منذ عشر سنوات، وتم نقل الشاب إلي نقطة شرطة مستشفي قطور، وتم تحرير محضر بالحالة برقم 4 أحوال نقطة مستشفي قطور بتاريخ 5 فبراير 2019 وعمل تقرير طبي بالحالة ثم عرضه الشاب على النيابة العامة لاستكمال التحقيقات. كما قررت نيابة مركز قطور بمحافظة الغربية، مساء أمس الاربعاء إخلاء سبيل عزيزة القلمى والدة الشاب المقيمة بقرية سجين الكوم دائرة المركز، وذلك بعد أن قامت بحبس نجلها لمدة 10 سنوات فى غرفة مظلمة بمنزل قديم فى الغربية. وكشف مصدر من داخل نيابة قطور، ل"الفجر"، أن النيابة استمعت لأقوال السيدة والتى نفت حبس نجلها في المنزل وأكدت أنه يعاني من مرض نفسي، ولذلك قررت النيابة إخلاء سبيلها.
