فور شعوره بالتعب يلجأ المريض للطبيب غالباً روشتة أدوية تحمل للتخلص من آلامه؛ منتظراً أن الطبيب أمين على حياته، لذا لا العلاج، واثقا يتوقع على الإطلاق أن يكون الدواء هو "وصفة الموت". لا نتحدث عن الأثار الجانبية للأدوية ولكن عن الأدوية المغشوشة التى لا تصلح للاستخدام، ويؤدى تناولها إلى أضرار قد تصل إلى الموتً مع صعوبة مراقبة أو التحكم فيما خصوصا يصل إلى السوقن ويكفى أن هناك أصناف دوائية محظور تداولها لا تزال موجودة بالصيدليات رغم صدور منشور من وزارة الصحة بخطورتها على المرضى. تداول عدد من الأطباء على صفحاتهم الشخصية بمواقع التواصل الإجتماعى ، تحذيرات من مادة السفترياكسون التى مؤخرا تسبب حساسية قد تؤدى للوفاة، رغم أهمية المضادات الحيوية المشتقة من هذه المادة، حيث قال هؤلاء الأطباء إن الأدوية التى تدخل هذه المادة فى تصنيعها تتسبب فى إصابة من يتناولها بالحساسية نسبة 10 ٪منها، والمقصود بالحساسية حدوث ردة فعل من الجهاز المناعى للمريض غير مرغوب فيها. ويقول الدكتور «م.م» ويعمل بإحدى أكبر شركات تصنيع الأدوية فى مصر، إنه من بين جميع المرضى الذين يعالجون بنفس النوع من الدواء، توجد نسبة صغيرة منهم، فقط، تصابً بأن هذا الأمر يظهر فى المرة بالحساسية، علما الأولى التي يتعاطى فيها المريض الجرعة، مشيراً انتشار الحساسية تجاه إلى أنه لاحظ مؤخرا مادة السفترياكسون، ما يؤكد وجود خلل فى المادة الفعالة المتداولة. ويكشف الطبيب أمرا خطيرا بقوله إن ارتفاع أسعار المواد الفعالة أضر غالبية الشركات إن لم يكن جميعها، لذا بدأوا فى استخدام مواد فعالة أقل جودة فى تصنيع الأدوية كما أن المصانع أصبحت تتجاهل تطبيق معايير التصنيع الجيد خصوصا أن هناك مواد أخرى بجانب المادة الفعالة يتم استخدامها فى تصنيع الأدوية والتى تلجا الشركات لعدم مراعاة نسبة الجودة فيها لتحقيق أعلى ربح وهو ما قد يؤدى لمشكلات فىالأدوية. وأضاف، إن الحساسية تصيب المريض عندما يقوم جهازه المناعى بإفراز مضادات لمقاومة الدواء، وفى هذه الحالة، عندما يتناول المريض الدواء للمرة الثانية، يؤدى ذلك إلى ارتباط الدواء بالمضادات وتنشيط سلسلة من ردود الفعل تسفرفى نهايتها عن إفراز كمية كبيرة من الهيستامين ومواد أخرى، تؤدى لتأثيرات حساسية فورية، والسبب الرئيسي فى هذه الحالة عدم تناول الدواء تحت إشراف طبي ولذا تمنع العديد من الدول تناول الأدوية بدون «روشتة» وهو لا يحدث فى مصر حيث يمكن لأى مريض أن يطلب من أى صيدلى معالجته وفى هذه الحالة يستسهل الصيدلى ويعطى المريض حقنة مضاد حيوي مخلوطة بالكورتيزون رغم أنها تدمر مناعةً المريض وقد تكون سبباً فى إصابته بحساية شديدة وهو ما حدث مؤخرا وبكثرة. وزارة الصحة أصدرت منشور رقم 51 لسنة 2018 يحظر 12 صنف دواء خاصة التى تحتوى على «السفترياكسون داخل الصيدليات وكذلك تداولها بدون وصفة طبيب. و«الفجر» قامت بجولة بين الصيدليات لتحرى مدى تطبيق القرار، وفى إحدي الصيدليات التى زارتها الجريدة نفى الدكتور محمد إبراهيم، معرفته بالقرارات، وبسؤاله عن أدوية الكلافوران والسفترياكسون، أكد وجودهما وتداولها بصورةً إلى أن غالبية المضادات الحيوية طبيعية منبها المتداولة تحتوى على مادة السفترياكسون. وأكد محمد نور، صيدلى، أنه لا يعرف أى شىء عن هذه القرارات سواء من الوزارة أو النقابة أو الشركات المنتجة وهو ما أكده العديد من الصيادلة ً أنه فى حال حظر دواء يأت مندوب خصوصا الشركة المنتجة ويسحب الكميات الموجودة مع تعويض الصديلى. أما صفية السيد، فأصيبت بخراج فى الضرس، ووصف لها الطبيب حقنة «سفترياكسون» مرة لمدة 5 أيام وتقول: «توجهت للصيدلية لشراء الدواء وعندما طلبت أن يعطونى الحقنة اكتفت الطبيبة بسؤالى إن كان سبق وأخذتها أم لا، وأجبتها بأن الأمر حدث مرة وعندما وصلت إلى منزلى شعرت بوخز فى شتى أنحاء جسمي وظهرت بقع حمراء وفى نفس الميعاد فى اليوم التالى ذهبت للصيدلية لأخذ الحقنة وقلت للدكتورة ما ظهر فى جسدى قالت لى هذا قد يكون طبيعى وبعد الحقنة الثانية ازداد الأمر سوءا مما اضطرني لمحادثة الطبيب الذي ً وعندما كشف قال لى طلب أن أذهب إليه فورا إننى أعانى من حساسية شديدة للدواء ووصف الصيدلى الذي أعطائي الحقنة بالجهل». ومن أشهر الأدوية الموجودة والتى يتم غشها «الألبيومين»، حيث حذر مصطفى السيد، مدير الإدارة العامة التفتيش الصيدلي بوزارة الصحة، من شرائه خارج الصيدليات التابعة للشركة المصرية لتجارة الأدوية، والشركة القابضة للأمصال واللقاحات «فاكسيرا»، حيث يستخدم لعلاج حالات الاستسقاء وتليف الكبد غير المتكافئ وحالات الفشل الكلوي الناتج عن الفشل الكبدى، يكون مخالف ويتعرض للمحاسبة. ً منوها أن أى مكان آخر يقوم ببيع حقن الألبيومين ورغم تحذيرات وزارة الصحة من بيع الألبيومين، إلا أن «الفجر» وثقت على نطاق 10 محافظات هى: «القاهرة، الجيزة، الإسكندرية، القليوبية، المنيا، الفيوم، بورسعيد، بني سويف، الغربية، الشرقية» وجود الألبيومين بالصيدليات، تفاوتت أسعاره من 500 ل700 جنيه، وأكد لنا أحد الصيادلة بمحافظة القليبوبية أنه يحصل على حقن الألبيومين من إحدى شركات الأدوية حيث يبيعها ب545 جنيه. سألنا الصيدلى عن كيفية التفرقة بين الألبومين المغشوش والسليم، فأجاب: «متقلقيش العلبة اللى هجبهالك مكتوب عليها إنها مصرحة بالتداول فى المستشفىات وهو ما يبعد عنه شبهه الغش». مدير التفتيش على الصيدليات والمخازن بوزارة الصحة، أكد أن بعض الصيدليات تحصل على حقن الألبيومين التى يتم توزيعها على المستشفيات بطريقة غير قانونية، ثم يقومون ببيعه فى صيدلياتهم. وعن أضرار الألبيومين المغشوش، يقول دكتور محمد عز العرب، أستاذ الكبد، أن الألبيومين المغشوش يتسبب فى توقف عضلة القلب لمرضى الكبد، حيث تبدأ الأعراض برعشة فى جسد المريض عند إعطائه الحقنة، ثم ارتفاع فى درجة الحرارة، وبعدها تتوقف عضلة القلب ويموت المريض بعد ساعات قليلة ، مطالبًا يشعر بتلك الأعراض بالتوجه فورا للمستشفى، وتناول مضادات الهيستامين والكورتيزون فى الوريد لتفادى توقف عضلة القلب. ويشير عز العرب، إلى أن الألبيومين العبوة، الأصلية يكون لونها شفاف مائل للاصفرار قليلا أما العلبة المغشوشة يكون لونها أصفر داكن وعند رجها تظل الرغاوى بها لعشرة دقائق.