تنزوى عن ضوضاء السيارات والمارة، ولا تعبأ بأشعة الشمس الحارقة التي تخترق ملابسها، وربما لم تشعر الفنانة سارة رجب، بالساعات الطوال التي تقفها مستغرقة في رسم جدارية تجعلها تبتسم رغم الحزن على رحيل الفنان محمد شرف. فقررت بنت اسكندرية أن تقدم شيء للفنان محمد شرف والذي رحل عن عالمنا في السابع والعشرون من يوليو المنصرم، لكي لا يغيب عن ذاكرة أهله في محافظة الإسكندرية. "أقل حاجة أقدمها ليه".. بهذه الكلمات عبرت الفنانة سارة رجب، الطالبة بالفرقة الثالثة بكلية ترميم الآثار، عن تقديرها للفنان محمد شرف، مؤكدة أنها أرادت تقديم شيء يعبر عنه كما رأت فيه من الطيبة التي جعلته يرسم البسمة على وجوه المشاهدين سواء الصغار أو الكبار، طوال مشواره الفني. ولم تعبأ "سارة" بوقوفها 8 ساعات لاتمام جدارية الفنان محمد شرف بهذا الشكل الرائع، فكانت أعين المارة وألسنتهم التي امتزجت بالفرحة والترحم على الفنان القدير، بمثابة الشيء الذي أنساها كل لحظات الإرهاق والتعب. بنت اسكندرية لها تاريخ طويل مع عشق الرسم، فمن فن الجداريات والنحت بكليتها كانت البوابة التي تضع من خلالها بصماتها، فعلقت جداريتها الأولى لطفل صغير أسمر اللون في أذهان ابناء اسكندرية ومنها لجدارية لفتاة، وغيرها لكوكب الشرق أم كلثوم، ومن أشهرهم جدارية نجم مصر اللاعب الدولي محمد صلاح. وتخطط "سمر" لرسم جدارية كبيرة خلال الفترة المقبلة تتوقع لها أن تلقى قبول الكثيرين، دون الإفصاح أن أى من تفاصيلها واكتفت بقولها: "هتكون مفاجأة". وتتمنى الفتاة التي تكلفت رسم جدارية الفنان محمد شرف، وتكلفها رسم الواحدة منها 500 جنيه على أقل تقدير، أن ترصد لها ميزانية تساعدها على رسم الجدارية الكبيرة التي تخطط لرسمها.
