قال الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، إن الجامعة أطلقت مشروعاً، هذا الصيف، لتطوير العقل المصري، موضحاً أن مصر منذ عهد الفراعنة لم تبدأ نهضة حقيقية حتى الآن. وأضاف خلال مداخلة هاتفية على إحدى القنوات التليفزيونية على هامش انطلاق معسكر قادة المستقبل بجامعة القاهرة، أن النهضة الحديثة بدأت منذ القرن ال19 مع محمد علي، لكن مشروع النهضة فشل وفشلت مشاريع النهضة التالية في تحقيق نهضة حقيقية في مصر. وأضاف، أن اليابانيين قدموا إلي مصر في منتصف القرن ال19 لمشاهدة التجربة المصرية في النهضة، وبدأت الصين النهضة عام 1978 أي منذ 40 عاماً، مضيفاً: "فلننظر الآن كيف أصبحت الصين وكيف نحن الآن منذ عصر الفراعنة". وأشار إلى أننا لم ندخل عصر نهضة حقيقي لأن البداية كانت دائماً خاطئة قائلاً: "إن من وجهة نظري ووجهة نظر مشروع تطوير العقل المصري أن البداية الحقيقية تأتي بتغيير طرق التفكير". وتابع أن التيار الديني فشل والتيار الإصلاحي الذي تزعمه محمد عبده ورشيد رضا فشل أيضاً، كما فشل التيار الليبرالي والتيار العلمي العلماني، حيث أنه لم يحدث تحول حقيقي. وتسائل الخشت، هل وصلت مصر إلي عصر النهضة؟ قائلاً : في الحقيقة لا. وأوضح أن المصريين تحركهم مجموعة من الأفكار، وهذه الأفكار هي التي تحدد سلوكياتهم وهي التي تحدد طريقتهم في الحياة، كما تحدد طبيعة التقدم الموجود في مصر، مشيراً إلي أن كثيراً من المصريين يعتقدون أن الكون يتحرك بالكلمات والأمنيات وأنهم يعتقدون بالجن والأعمال السفلية وتتحكم بينهم عملية التشاؤم والتفاؤل، قائلاً : " أن الكون مخلوق وفق قوانين محددة، و لابد من احترام هذه القوانين واستخدامها في البحث العلمي وفي الصناعة وفي الإنتاج، فعلي سبيل المثال أغلب المصريين لديهم سرعة تصديق لكلام يقال دون البحث عن المصادر ودون فحص حقيقة هذا الكلام". وأردف أنه لدينا خلل كبير في طرق التفكير، مستشهداً بشائعة " دخول الجامعة بجنية لكل طالب يومياً ابتداء من العام القادم " ، وكانت الشائعة قد انتشرت علي مواقع التواصل الإجتماعي بين الطلاب ودار حوارحتي نفينا هذه الشائعة. ونوه بأننا لا نزال نفكر بطريقة الأساطير، وما زلنا نعتقد في صحة القديم كله، ولايزال بعض الناس يلجأون للسحر. وأورد أنه لا بد من تغيير ماكينة التفكيروتعليم الناس ماهي الأفكار الخطأ، موضحاً أنه قام حتي الآن بعمل قائمة تضم 41 عملية خاطئة تحكم التفكير المصري، وفي مقابلها 41 عملية سليمة، قائلاً: " نحن حتي الآن نعتقد ان الحق مع الأغلبية وهذا ضد العقلانية، فالحق لا يعرف بالأغلبية، إنما الحق يعرف بذاته بالبرهان وبالحجة وبالدليل". واختتم بأننا حتى الآن نعتقد أن الحل لا يأتي من عندنا، إنما قد يأتي من بطل منقذ أو من دولة خارجية أو أن السماء ستمطر ذهباً، وهذه طريقة خاطئة في التفكير، موضحاً أن التفكير العقلاني يقول أن التقدم يأتي ببذل الجهد والتخطيط.
