لا يوجد بيننا من لم يسمع عن الحقن المجهري في هذه الأيام، عن طريق قريبة أو صديقة أو واحدة من المشاهير لجأت للحقن المجهري للحصول على طفل، ويأتي الحقن المجهري كحل سحري للعديد من حالات العقم أو تأخر الإنجاب على رأس قائمة العلاجات المتاحة للعديد من أسباب العقم. لا يتم اللجوء لإجراء عمليات الحقن المجهري كوسيلة أولى لعلاج حالات العقم في معظم الأحوال، ولكنه يعد مرحلة ثانية في علاج معظم حالات العقم التي يصلح لعلاجها، ويعتمد اختيار الحقن المجهري كوسيلة لعلاج العقم على عدة عوامل أهمها سن الأم، والسبب في العقم أو تأخر الإنجاب. ما أسباب العقم التي تعد عمليات الحقن المجهري علاجًا مثاليًا لها؟ يمكن تقسيم أسباب تأخر الإنجاب أو العقم التي يمكن اللجوء للحقن المجهري لعلاجها إلى: 1- أسباب تتعلق بالزوجة: في الحالات الطبيعية، ينتج المبيض البويضة التي تمر عبر أنابيب فالوب إلى الرحم، وعندما يتم تخصيب البويضة يتم زرعها في جدار الرحم لتكون الجنين، أي خلل في أيٍ من هذه المراحل قد يسبب العقم. أولًا: أسباب خاصة بالمبيض: ينتج المبيض البويضات كاستجابة لهرموني FSH، LH، اللذين يحفزا إنتاج وإطلاق البويضات من المبيض، في حالة حدوث خلل في مستويات الهرمونات في الدم، تحدث مشكلات في عملية التبويض، وهذه المشكلات يتم علاجها في حالات الحقن المجهري باستعمال الأدوية المنشطة للمبيض، حيث تحفز هذه الأدوية المبيض لإنتاج عدد من البويضات معًا، ثم يتم أخذ هذه البويضات للقيام بتلقيحها في المعمل إذا فشلت الأدوية المنشطة للمبيض وحدها في المساعدة على حدوث حمل. في حالات تكيسات المبيض يمكن اللجوء لعمليات الحقن المجهري كخط ثاني للعلاج أيضًا. في حالات حدوث التصاقات بالمبيض. ثانيًا: أسباب خاصة بالأنابيب: وتشمل إما حدوث التصاقات بالأنابيب أو انسدادها، وهي أسباب كان يتم علاجها جراحيًا بالأساس قبل تطوير تقنية الحقن المجهري. ثالثًا: أسباب خاصة بالرحم: ويأتي النمو المرضي لبطانة الرحم ووجودها في أماكن خارج الرحم Endometriosis على رأس الحالات التي يتم علاجها بالحقن المجهري، وتبلغ نسبة الإصابة بهذه الحالة من 30- 50% بين النساء. رابعًا: وجود أجسام مضادة للحيوانات المنوية تمنعها من الوصول إلى البويضة والقيام بتخصيبها. 2- أسباب تتعلق بالزوج، وتشمل: - نقص عدد الحيوانات المنوية. - عدم قدرة الحيوانات المنوية على اختراق المخاط الموجود في عنق الرحم أو الحياة فيه. - وجود انسداد في الأنابيب التي تمكن الحيوانات المنوية من الوصول إلى السائل المنوي. في هذه الحالات، يتم أخذ الحيوانات المنوية من الخصيتين مباشرةً إلى المعمل للقيام بعملية تخصيب البويضات. 3- تأخر الإنجاب أو العقم غير واضح الأسباب: وهي حالات لا يصل فيها الطبيب بعد إجراء جميع الفحوصات اللازمة إلى سبب عدم الإنجاب للزوجين. قبل القيام بعملية الحقن المجهري يجب التأكد من توافر العوامل اللازمة التي تساعد على نجاح عمليات الحقن المجهري، ويأتي سن الأم في مقدمة هذه العوامل، ويعد العامل الأكثر تحكمًا في نجاح عمليات الحقن المجهري، حيث تصل نسب نجاح عمليات الحقن المجهري إلى 40% في السن تحت 35 سنة، وتقل النسبة تدريجيًا لتصل إلى 4% فقط في السن فوق 42 سنة.