يعيش الحوثيين حاليا تحت نيران قوات الشرعية المدعومة من قوات التحالف العربي، بقيادة المملكة ودولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن الحملة العسكرية التي انطلقت فجر اليوم، المسماة ب"النصر الذهبي"، والتي تستهدف تحرير مدينة الحديدة، والقضاء على ميليشيات الحوثي الإيرانية. الحوثي يتجاهل وبدأت العملية مع انتهاء الموعد النهائي الذي حدده التحالف للحوثيين بضرورة الانسحاب من الحديدة، الأمر الذي تجاهلته المليشيات الإنقلابية، وأدى في النهاية إلى انطلاق تلك المعركة، بعد استنفاذ جميع الطرق السلمية، مع مليشيات الإنقلاب الحوثية.
وفي السياق ذاته قال، الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي: كنّا ولا زلنا نسعى للحل السلمي المستند على المرجعيات الأساسية الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن الدولي رقم 2216، مضيفا: قدمنا الكثير من التنازلات لتجنب الحل العسكري إلا أننا لا يمكن أن نسمح باستغلال معاناة أبناء شعبنا وجعله رهينة لإطالة أمد هذه الحرب التي أشعلتها المليشيا الانقلابية ".
حسم عسكري ودعا الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، الجيش والمقاومة إلى الحسم العسكري لتحرير مدينة الحديدة من ميليشيات الحوثي الإيرانية، مؤكدا أن الأمور في الحديدة، وصلت إلى درجة الكارثة الإنسانية جراء الممارسات الحوثية.
التحالف يشن غاراته ويكثف التحالف العربي، تكثيف الغارات تلو الغارات تجاه مليشيات الحوثي، حيث نفذت طائراته وسفنه ومدفعيته ضربات استهدفت تحصينات المتمردين، دعما للعمليات البرية لتحرير الحديدة، بينما قامت القوات المشتركة، بشن عمليات خاطفة، أسفرت عن تحرير مزارع على طريق مطار الحديدة، الأمر الذي أحدث مزيدا من الانهيارات في صفوف الميليشيات.
الحوثي ينهار وبرغم استخدام أقل من 20 بالمئة من القوة المجهزة للمعارك مع الحوثيين، وفق ما أوردته "سكاي نيوز"، إلا أن ميليشيات الحوثي لاحقها الانهيار من كل جانب، تخلل ذلك حالة من الهلع شهدتها صفوف ميليشيات الحوثي بسبب تخلي القيادات عن المسلحين، ما دفع عددا كبيرا من الانقلابيين إلى الفرار من ساحات المعارك من دون قتال.
كما قامت القيادات الحوثية العميلة لإيران، بتعمد قطع الاتصالات بمسلحيها في الحديدة وتركتهم من دون توجيهات، الأمر الذي ضاعف من الانهيارات في صفوف العناصر الحوثية على أرض المعركة، هو ما سيسرع من عملية تحرير المدينة ومينائها.
خطة شاملة للمساعدات وبينما تشتعل المعركة مع الإنقلابيين، أعلن التحالف العربي عن خطة شاملة وواسعة النطاق، للتسليم السريع للمساعدات الإنسانية إلى مدنية الحديدة والمناطقة المحيطة بها، فيما أكدت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي الإماراتية، مريم الهاشمي، أن المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية الأساسية قد تم تخزينها وتجهيزها للتدخل الفوري.
وأضافت: لدى التحالف سفن وطائرات وشاحنات مزودة بإمدادات غذائية وأدوية لتلبية الاحتياجات الفورية للشعب اليمني، مشيرة أن ميناء الحديدة لايزال مفتوحا للشحن، وإذا حاول الحوثيون إحداث المزيد من الضرر وتدمير أي مرفأ أو بنية تحتية لوجيستية، فإننا وضعنا خطط طوارئ لنقل المساعدات إلى الحديدة وخارجها".
وذكرت أنه بالإضافة إلى ال 14 مليار دولار التي خصصها التحالف لتقديم المساعدات إلى اليمن، يواصلون العمل مع العديد من منظمات الإغاثة لضمان زيادة سعة ميناء الحديدة، وحجم المساعدات التي تصل إليه بمجرد تحريره.
دور محوري كبير من جانبه أكد الدكتور محمد عسكر وزير حقوق الإنسان، أن اقتراب القوات الشرعية في اليمن من تحرير ميناء الحديدة، سيكون له دور محوري بعودة العمل داخله بشكل طبيعي، كما كان عليه قبل سيطرة مليشيات الحوثي عليه.
وأضاف "عسكر"، في تصريح خاص ل"الفجر"، أنه لم تصل للحكومة الشرعية أي معلومات بخصوص عقد صفقة مع مليشيات الحوثي، بخصوص الإفراج عن السجناء مقابل التراجع عن العملية العسكرية بالحديدة، مشددًا على أن هناك العديد من المبادرات التي عرضتها الأممالمتحدة، على الحوثيين، وكان آخرها في العام الجاري، ولكنها قوبلت جميعها بالرفض من المليشيات.
وتابع: "لا يمكن أن تترك الحكومة الشرعية مكتوفة الأيدي وتترك الحوثيين داخل الأراضي اليمنية يعثون فسادًا وينشرون المجاعة والأمراض في الحديدة وغيرها باليمن".
التخلص من شر الحوثي كما أكد الدكتور محمد قباطي، وزير السياحة اليمني، أن اقتراب القوات الشرعية من تحرير ميناء الحديدة بالكامل، له بعد إنساني وإيغاثي، لافتًا إلى أن المواد الإغاثية التي تأتي من دول الخليج لتلك الميناء، وبخاصةً من مركز الملك سلمان، والهلال الأحمر الإماراتي، تقوم مليشيات الحوثي، بالاستيلاء على تلك المواد، ومصادرتها، من أجل بيعها واستغلال تلك الأموال في مجهودها الحربي.
وأضاف "قباطي"، في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن المجتمع الدولي يدرك ما تفعله مليشيات الحوثي الإيرانية في اليمن، موضحًا أن كلفة معارك تحرير ميناء الحديدة أقل بكثير من استمرار المعاناة تحت أيدي تلك العصابة.
وتابع: "بإذن الله العيد سيكون له طابع ومذاق حديدي، فاقتراب القوات الشرعية من تحرير ميناء الحديدة سينتج عنه الاقتراب من التخلص من شر الحوثي وإيران في اليمن".
قاصمة لظهر الحوثي وميليشياته ويرى علي حميد الأهدل، رئيس مؤسسة وكالة وطن الإخبارية، أن معركة تحرير مدينة الحديدة هي المعركة الفاصلة والحاسمة والقاسمة لظهر الحوثي ومليشياته، مشيرًا إلى أن أبطال الشرعية يقرعون أجراس البوابة الجنوبية للمدينة وعلى مقربة جدا من البوابة الشرقية.
وأضاف في تصريحات خاصة ل "الفجر"، أن البوارج الحربية أصبحت كذلك على تخوم ساحل الكورنيش والميناء من جهة (البحر) وطيران الاباتشي والF16 محلقة في الأجواء على مدار الساعة تستهدف نقاط وأطقم وتجمعات مليشات الحوثي.
وأوضح الأهدل، أن المعركة تسير وفق خطة مدروسة محكمة ومعد لها جيدا، مشيرا إلى أن ذلك جاء ذلك بقرار حاسم وحازم من قيادة الشرعية والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وأشقائنا الإماراتيون بعد أن تم إعداد الكتائب اللازمة.
القضاء على الحوثي ويؤكد الإعلامي عبد المجيد قاسم زبح، عضو اتحاد الاعلاميين العرب وممثل الاتحاد باليمن، إن قوات المقاومة اليمنية المشتركة، حققت تقدما سريعا باتجاه مطار الحديدة، بإسناد ومشاركة التحالف العربي، وذلك في إطار عملية تحرير مدينة الحديدة من ميليشيات الحوثي وسط غطاء جوي كثيف من التحالف العربي الذي شن غارات على مواقع وتجمعات الميليشيات.
وأضاف في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن المعركه الآن في أشدها وبوتيرة عالية وعلى مشارف الحديدة ومطارها، لافتا إلى أن ميناء الحديدة يعتبر من أهم الموانئ اليمنية المطله على البحر الأحمر، وفي حال تم السيطرة عليه فان ذلك يعتبر انتصارًا كبيرًا للشرعية والمقاومة اليمنية.
ولفت إلى أن الحكومة الشرعية أعلنت في بيان لها اليوم، أنها استنفذت كافة الوسائل السلمية والسياسية لإخراج الميليشيات من ميناء الحديدة، موضحا أن الوضع داخل المدينه حاليا يعلوه حالة ترقب حذر وخوف لدى المواطنين والأهالي، من أن تؤدي المعركة في الساعات القادمة لحرب شوارع داخل المدينة.
وذكر أن قوات التحالف العربي والشرعية والمقاومه اليمنية توجه نداءتها إلى المواطنين بالتزام المنازل، والابتعاد عن أماكن المواجهات، بجانب الإعلان عن حمله إغاثية سترافق معركه التحرير للمدينة، مؤكدا أن المعركة سيكون لها الأثر الفعال في القضاء على الحوثي، كون الانقلابيين سيخسرون آخر ممر مائي لهم، بالإضافه إلى الموارد التى يجلبها الميناء بشكل عام.
