شهدت تونس ليل الثلاثاء احتجاجات شارك فيها العشرات في جنوبي وغربي البلاد، للتنديد بإقدام قطر على نقل أسلحة للثوار الليبيين عبر الأراضي التونسية، وهو ما يعتبره المعترضون على انتهاكًا للسيادة الوطنية، فيما يستعد عدد من الأحزاب لتنظيم مظاهرة أمام السفارة القطرية بتونس العاصمة. وقال الناشط السياسي صالح التايب المقيم في مدينة مدنين (480 كيلومترا جنوب شرق تونس العاصمة)، في اتصال هاتفي مع وكالة "يونايتد برس انترناشونال"، إن أكثر من 150 شخصا تجمعوا الليلة الماضية أمام مقر محافظة مدنين بوقفة احتجاجية على "تمادي قطر بانتهاك السيادة الوطنية". وأضاف أن المتظاهرين الذين توافدوا من مدن محافظات الجنوب الشرقي التونسي رفعوا شعارات تندد بالتدخل القطري، وتطالب الحكومة التونسية المؤقتة بموقف حازم تجاه ما أسموه ب "تمادي السلطات القطرية في انتهاك حرمة تونس"، من خلال الاستمرار بنقل العتاد الحربي للمعارضة المسلحة الليبية. وقدم المحتجون رسالة إلى محافظ المدينة تضمنت دعوة ملحة للحكومة "لتوضيح طبيعة التواجد القطري بجنوب البلاد، ووضع حد لمحاولات قطر جعل جنوبتونس ممرا للأسلحة ومعبرا للمقاتلين، وساحة لتصفية حساباتها مع النظام الليبي". وشهدت عدة مدن أخرى في جنوبتونس، وقفات احتجاجية مماثلة. وقال التايب إن سكان بلدة ذهيبة المحاذية للحدود مع ليبيا، خرجوا أيضا في مظاهرة احتجاجية رفعوا خلالها شعارات اتهموا فيها الحكومة التونسية المؤقتة بالتواطؤ مع قطر التي كثفت عمليات نقل الأسلحة إلى المعارضة الليبية المسلحة عبر المنفذ الحدودي الذهيبة/وازن. ويقع معبر الذهيبة/وازن على بعد نحو 850 كيلومترا جنوب غرب تونس العاصمة، وهو يعتبر المنفذ الوحيد للمعارضة الليبية المسلحة التي تسيطر عليه منذ يوم 29 أبريل. وطالب المشاركون بالمظاهرة قوات الجيش التونسي المنتشرة في المكان التدخل لمنع الانتهاك الصارخ للسيادة التونسية، لاسيما وانه تزامن مع "إقدام المعارضة الليبية المسلحة على زرع ألغام داخل الأراضي التونسية". وكانت أحزاب سياسية تونسية دعت إلى تنظيم وقفة إحتجاجية أمام سفارة قطر بتونس العاصمة للتنديد ب"الدور المشبوه الذي تلعبه قطر في جنوبتونس تحت غطاء الإغاثة الإنسانية". وتقول الوكالة إن غضب أهالي مدن الجنوب من الدور القطري، اشتد عندما تمكن عدد من آهالي مدينة جرجيس في 13 الجاري، من منع سفينة قطرية محمّلة بالأسلحة والعتاد الحربي، كانت متوجّهة إلى المعارضة الليبية المسلحة، من تفريغ حمولتها بميناء مدينتهم. وكانت تلك هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن رسو سفن قطرية محملة بالأسلحة في الميناء التجاري لمدينة جرجيس الواقعة على بعد نحو 500 كيلومتر جنوب شرق العاصمة تونس، منذ تزايد الحديث عن نقل أسلحة قطرية إلى غرب ليبيا عبر الحدود التونسية. وأثار هذا الأمر حفيظة واستياء بعض الأحزاب السياسية التي سارعت إلى التنديد واتهام الحكومة المؤقتة برئاسة الباجي قائد السبسي بتحويل محافظة تطاوين المحاذية للحدود مع ليبيا، إلى منطقة عسكرية قطرية.