أعلنت الحكومة العراقية، أن الإمارات تقدمت بمبادرة للتكفل بإعادة إعمار جامع النوري ومنارة الحدباء الشهيرة في الموصل. وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان، إن السفير الإماراتي في بغداد حسن احمد الشحي نقل هذا العرض إلى العبادي الذي استقبله الأحد. أضاف البيان، أن "السفير الإماراتي قال إن مندوبا خاصا من دولة الإمارات العربية المتحدة سيأتي إلى بغداد لهذا الغرض". ودمّر مسجد النوري ومنارته الحدباء، المعلم الشهير في الموصل الذي يعود إلى القرن الثاني عشر، في يونيو 2017 وقال الجيش العراقي، إن مقاتلي تنظيم داعش الجهادي فجروا المسجد ومنارته قبل انسحابهم من المكان. وكان زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي أعلن "خلافته" خلال ظهوره العلني اليتيم، من هذا المسجد في 2014. كان التنظيم المتطرف حاول ممارسة "تطهير ثقافي" في العراق من خلال تدمير معالم تاريخية ورموز دينية للمسلمين والمسيحيين. والمدينة القديمة في الموصل كانت تحيط بها أسوار تعود إلى القرن الحادي عشر (دمرت في القرن العشرين) ويحدها من الجانب الشرقي نهر دجلة وتبلغ مساحتها ثلاثة كيلومترات مربعة، وكانت القلب النابض لهذه المدينة، التي ظلت لقرون عدة ملتقى المبادلات التجارية بين المتوسط والهند وايران. ومسجد النوري الذي يحمل اسم نور الدين الزنكي موحد سوريا، والذي حكم لفترة الموصل وأمر ببنائها في 1172، كان دمر وأعيد إعماره في 1942 في إطار مشروع تجديد. والمنارة الحدباء للمسجد التي حافظت على هيكلها لفترة تسعة قرون هي المعلم الوحيد الباقي من المبنى الاصلي للمسجد، وكانت المنارة المزينة باشكال هندسية من الطوب رمزا للموصل، وقد طبعت صورتها على ورقة نقدية من فئة عشرة آلاف دينار عراقي. وسعى تنظيم داعش قبل اندحاره في 2017 الى ان يجعلها رمزا لحكمه بعد رفع رايته السوداء على قمة المنارة التي يبلغ ارتفاعها 45 مترا.