تتوجه أنظار العالم اليوم إلى مؤتمر الأمن العالمي في ميونيخ، والذي ستنطلق فعالياته لمدة ثلاثة أيام، وذلك للحديث عن الأزمات والصراعات والسياسة العسكرية والأمنية في العالم. وتشارك مصر في فاعليات مؤتمر "ميونيخ للأمن" بألمانيا في دورته الرابعة والخمسين, والتي تنطلق اليوم، بمشاركة أكثر نحو 600 مشارك من بينهم أكثر من 20 رئيس دولة وحكومة ونحو 40 وزير خارجية و40 وزير دفاع و50 رئيسا لشركات .
ويمثل مصر فى المؤتمر وفد برئاسة وزير الخارجية سامح شكري, الذى سيشارك كمتحدث رئيسي في الجلسة الخاصة بمكافحة الإرهاب المدرجة فى جدول أعمال المؤتمر تحت عنوان: الجهاد فيما بعد الخلافة, والتي يشارك فيها وزراء الخارجية ومسئولون أمنيون من عدد من الدول.ويأتى حرص مصر الدائم على المشاركة في مؤتمر ميونيخ باعتباره أحد أهم المحافل الدولية التي تتناول قضايا السلم والأمن الدوليين, والتي توليها مصر اهتماما خاصا لثقلها الإقليمي والدولي, وعضويتها في المحافل الدولية المعنية بحفظ السلم والأمن مثل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي, ودبلوماسيتها النشطة دفاعا عن الشرعية الدولية ودعم الاستقرار ومكافحة الإرهاب على المسرح الدولي.
وبالتزامن مع انطلاق المؤتمر، نرصد أبرز المعلومات والحقائق حول "مؤتمر ميونيخ للأمن"، فيما يلي.
1- يشكل مؤتمر الأمن منصة فريدة من نوعها على مستوى العالم لبحث السياسة الأمنية. إذ يعد بالكاد المكان الوحيد، الذي يجتمع فيه كم هائل بهذا الشكل من ممثلي الحكومات - بما في الحكومات المعادية لبعضها البعض- وخبراء الأمن معاً.
2- تم إطلاق مؤتمر الأمن بميونيخ في عام 1963، والذي كان يطلق عليه آنذاك ب"اجتماع العلوم العسكرية الدولي".
3- وكان الآباء المؤسسون هما الناشر الألماني إيفالد فون كلايست، وهو أحد مؤيدي المقاومة ضد أدولف هتلر في "الرايخ الثالث" - والفيزيائي إدوارد تيلر، وأصبح الفيزيائي المجري، الذي ينحدر من أصول يهودية واحداً من رواد صناعة القنبلة الهيدروجينية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلا أن المؤتمر قام بتغير اسمه لاحقاً إلى "مؤتمر العلوم العسكرية الدولي" واعتبر لسنوات مؤتمراً "للدبابات والصواريخ المضادة، وبوصفه "مؤتمر ميونيخ للأمن"، انفتح جدول أعماله أكثر على قضايا الأمن العالمي.
4- أما عن تمويل المؤتمر، فيعد نفسه بالمستقل، غير أن المؤسسة المنظمة غير ربحية "لمؤتمر ميونيخ للأمن" تستفيد بشكل كبير من الإعانات الحكومية، فضلا عن أن ترعى الشركات الألمانية والدولية الكبرى "مؤتمر ميونيخ للأمن"، وفي العموم فإن "مؤتمر ميونيخ للأمن" يتوفر على ميزانية قدرها 2 مليون يورو.
5- المغزى من المؤتمر لا يتمثل في برنامجه وحده. الأهم من ذلك هو أن الكثيرين يقدرون الإمكانية التي يقدمها المؤتمر للفاعلين السياسيين على التواصل بشكل غير رسمي في الممرات وتبادل الآراء داخل غرف الاجتماعات، والتعرف على بعضهم البعض، والاستفادة من المواقف، ورسم خطوط حمراء، أو تبادل الأفكار لحل النزاعات.
6- يتم تأمين المنتدى على أعلى مستوى، حيث توجد منطقة أمنية حول الفندق، الذي سينعقد فيه المؤتمر، ويسمح الدخول لهذه المنطقة فقط للأشخاص الذين يستطيعون إثبات مصلحة مبررة لديهم من الحضور إلى المؤتمر أو الأشخاص المسجلين بشكل رسمي. ويذكر أنه في العام الماضي تم نشر حوالى 4 آلاف رجل شرطة حول المنطقة من أجل حماية المؤتمر. وبحسب معطيات الشرطة، من المتوقع أن يتم الحفاظ على نفس العدد من أفراد الأمن هذا العام. وبالمقارنة مع عدد قوات الأمن.
7- على غير العادة يعقد مؤتمر بهذا الحجم وبهذه الكثافة من الحضور من ممثلي الحكومات من جميع أنحاء العالم في وسط المدينة الكبيرة ميونيخ، وبالضبط في الفندق الفاخر، "بايريشر هوف، وسيعزز عدد موظفي الفندق والبالغ عددهم حوالي 700 موظف بحوالي 250 موظف خلال المؤتمر.
8- ويعتبر فندق "بايريشر هوف" واحداً من الفنادق ذات الإيرادات العالية في ألمانياويساهم "مؤتمر ميونيخ للأمن" في تحقيق النجاح على مستويين، أولا من خلال المؤتمر نفسه عن طريق تأمين أفضل الطهاة وخدمات التقديم للغرف المحجوزة بالكامل، أما على المستوى الثاني، يساهم المؤتمر في النجاح من خلال الإعلان المجاني عن فتح الفندق أمام الجمهور من أنحاء العام ولمدة ثلاثة أيام وذلك بوجود حضور إعلامي منفرد.
9- ويركز المؤتمر هذا العام على مناقشة عدد من الموضوعات من بينها مناقشة مستقبل الاتحاد الأوروبي كوسيط دولي وعلاقاته بكل من روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية, والتحديات السياسية بمنطقة الساحل, وقضية التحكم في التسليح, وانعدام الأمن, وقضايا البريكست, وأزمة أوكرانيا, وموضوعات الإرهاب والتطرف, والصراع في منطقة الشرق الأوسط, فضلا عن الوضع الأمني في منطقة المحيط الهادي بآسيا وأزمة كوريا الشمالية.
10- ومن المقرر أن يجتمع على هامش المؤتمر مسئولون كبار من ألمانيا وفرنسا وأوكرانياوروسيا لمناقشة الصراع في أوكرانيا في إطار ما يسمى ب"رباعية نورماندي", كما سيتم عقد مجموعة من المحادثات الثنائية في كل يوم من أيام المؤتمر. وتجتمع الدول الأربع بشكل دوري منذ عام 2014 في مسعى لحل الصراع الانفصالي في أوكرانيا الذي أودى بحياة آلاف الضحايا.