التنمية المهنية للمعلمين في مهب الريح

الاهتمام بالتنمية المهنية تعد قضية خطيرة من القضايا التى فرضتها تحديات العولمة، والثورة التكنولوجية المعرفية و تكنولوجيا المعلومات، وظهور صيغ تعليمية تعتمد على التعلم الإلكترونى و بيئات التعلم الإفتراضى ، و التحول تجاه المدرسة المحوسبة بمقوماتها وتقاناتها ومناهجها ، ومن ثم كان لابد من الإهتمام بالتنمية المهنية للمعلمين ليكونوا قادرين على التعامل مع تلك التحديات.

كان من المفترض أن أبدء مقالى بالحديث عن كيفية الإهتمام بالتنمية المهنية للمعلمين ولكن للأسف هناك عقبات تقف هنا لا مناص من التعرض لها وسردها ومراجعة قرارات من الممكن أن تنهى التنمية المهنية للمعلمين فى مصر للأبد و لعل منها قرار مدير صندوق دعم و تمويل المشروعات التعليمية الأخير بشأن إسناد تمويل تدريبات الترقى للقطاع الخاص.

وماذا بعد تسليم تدريبات الترقى بالأكاديمية المهنية للمعلمين للقطاع الخاص وصرف 8 مليون جنيه من صندوق دعم و تمويل المشروعات التعليمية بموافقة معالى وزير التربية والتعليم على تدريبات الترقى التى سيقوم بها القطاع الخاص تحت عباءة الأكاديمية المهنية للمعلمين و لمصلحة من يتم ذلك؟ وهل عجز القطاع الحكومى عن ذلك؟ أم أن المصالح الشخصية للبعض فى فرض السيطرة على الأكاديمية المهنية للمعلمين دون مبرر واضح...!!

معالى السيد الأستاذ الدكتور طارق شوقى وزير التربية و التعليم المصرى نعلم مدى إخلاصك و لكن ما هى مدى ثقة سيادتكم فى أمور تتم من داخل ديوان عام وزارة التربية و التعليم بالوزارة فى جعل الأكاديمية المهنية للمعلمين يديرها أشخاص من دون سبب واضح غير مصالحهم الشخصية؟ وماذا يعنى تولى شخص فى العقد الرابع من عمره إدارة المنظومة و ما هى مؤهلاته حتى يصول ويجول فى كل قطاعات الوزارة...؟!! حتى ظن البعض أنه الوزير القادم أو أنه وزير الظل الذى بدون رضاه ضاعات أحلام الطامحين فى التطوير.

نداء لسيادتكم فى إعادة ترتيب البيت لديوان عام الوزارة مرة أخرى و عدم هيمنة أشخاص دون غيرهم على مصالح المعلمين، وإعادة النظر فى تولى القطاع الخاص ترقيات معلمى مصر يا معالى الوزير هذه بيانات أمن قومى خاص بحوالى 2 مليون معلم مصرى ماذا تستفيد وزارة التربية والتعليم من دفع 8 مليون جنيه للقطاع الخاص الذى يدعمه أشخاص من داخل القطاع الحكومى لتولى التدريبات.؟!!.

و من ثم فالسؤال الذى يطرح نفسه الآن وبشده لمصلحة من تهميش دور الأكاديمية المهنية للمعلمين ؟
و مراكز التدريب التابعة لوزارة التربية و التعليم الحكومية على مستوى الجمهورية بكل الكفاءات الموجودة بداخلها والتى إستغرق إعدادها وتدريبها عشرات السنين لنأتى وبعد كل ذلك كله ويتم إسناد تدريبات الترقى لمراكز القطاع الخاص...!!.

معالى الوزير الرجاء مراجعة كل ما يحدث قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة وتصبح التنمية المهنية للمعلمين فى مهب الريح فى ظل علم الجميع بما يحدث داخل المراكز الخاصة من مخالفات فهى بالأساس مراكز هادفة للربح بغض النظر عن الوسيلة والطرق الغير مشروعة التى تنتهجها.