رحل منذ قليل الفنان السعودي أبو بكر سالم بن زين بن حسين بلفقيه، بعد صراع مع المرض. ولد في 17 مارس 1939، وأمضى 60 عاماً من عمره مخلصاً لفنه وأستاذاً لأجيال حاولت السير على خطاه واقتفاء أثر الجواب والقرار في حنجرته الذهبية، روح الفنان نشأت في داخله منذ صغره. كتب أول نص غنائي في ال17 من عمره بعنوان "يا ورد محلا جمالك"، ولم تستغرب عائلته أن الطفل اليتيم الذي توفي والده وهو في ال8 أشهر من عمره أن يظهر نبوغاً في سن مبكرة. نشأ في بيئة مثقفة تقدر العلم والعلماء في مدينة تريم بحضرموت جنوب اليمن، والتي لازالت تحتفظ بمكانتها العلمية إلى يومنا الحاضر، ثم انتقل إلى مكة وعاش فيها فترة من بدايات عمره ثم عاد إلى تريم من جديد، أمه كأنها تشعر أن صوت ابنها سيكون أغلى وألذ من العسل الحضرمي، لذا لم تقف في طريقه أو تتصدى لمحاولاته، وكانت تزهو وتماري به كلما شنّف الأسماع بالأناشيد الصوفية. عانى الفنان أبو بكر سالم بلفقيه من مشاكل صحية في ال10 أعوام الأخيرة، على إثرها أجرى عملية قلب مفتوح في ألمانيا، ثم أدخل إحدى المصحات لفترة امتدت لأشهر، وكان قد رقد لفترات متقطعة في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض لإجراء فحوص طبية.