البطل الحقيقي هو من ينجح في قلب الموازين مصر أكبر من أي شيء ولا تقف على أحد الجميع يبدأ في الإلتفات إليك بعد تحقيق الإنجاز الجميع يدعمني في الفترة الحالية هدفي تحقيق الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأوليمبية بطوكيو بطل أغلى من الماس، استطاع حفر اسمه في قلوب المصريين وزينها ببطولات ذهب، هو من تخلى عن المنطق في سبيل الحلم، هو من جعل هدفه يصنع الواقع وليس الواقع هو من يصنع هدفه، هو "محمد إيهاب يوسف" جوهرة المنتخب المصري في رفع الأثقال، فبعد إنجازه الأكبر بالحصول على برونزية أولمبياد "ريو دي جانيرو" أصبح اسمه وسام شرف على صدر كل مصري وتوالت إنجازاته وبطولاته حتى أصبح حلم متابعيه من حلمه وهو تحقيق ذهبية أولمبياد طوكيو القادم.
واستطاع الرباع المصري تحقيق إنجاز تاريخي لأول مرة في تاريخ رفع الأُثقال المصري بحصوله على ثلاث ميداليات ذهبية في بطولة العالم الأخيرة والتي أقيمت في أمريكا، ليتصدر بذلك "البوب" صدارة التصنيف العالمي للاعبي رفع الأثقال، ليقف الجميع لتحية البطل المصري، وفي سياق هذا الحوار الخاص يحكي محمد إيهاب كواليس لأول مرة في حياته في رفع الأُثقال ل"الفجر الرياضي".
بداية.. ألف مبروك على تحقيق الثلاث ميداليات ذهبية، وصف لنا احساسك بعد هذا الإنجاز العظيم؟ الله يبارك فيك، احساسي لا يوصف، فهذا تاريخ بكل تأكيد، فقد كان حلماً بأن أصل إلى صدارة التصنيف العالمي، وأنا أول لاعب عربي وإفريقي يحصل على ثلاث ميداليات في بطولة العالم.
حدثنا عن بدايتك في لعبة رفع الأثقال؟ البداية كانت فى الفيوم، والدي كان بطلاً فى لعبة رفع الأثقال، وكان في المنتخب الوطني لمدة ست سنوات وخاض العديد من البطولات الدولية، ثم عين كمدرباً لمنتخب الفيوم، وبعدها أصبح حكم دولي، ليترك المجال تماماً بعد كل هذه التنقلات ويتفرغ تماماً لعمله كمدير أبحاث بكلية الزراعة بجامعة الفيوم، جميع أشقائي مارسوا اللعبة، ولكن التعليم كان عقبة فى طريقهم ، أما بالنسبة لى فوالدى رأى أن الرياضة تجري في دمي وأقدم العديد من التضحيات فى سبيل الاستمرار فيها وأضع كامل تركيزي عليها، فبدايتى كانت فى لعبة المصارعة وليست رفع الأثقال، وتألقت في المصارعة وحصدت لقب بطولة الجمهورية، وبعدها لعبت بطولة الجمهورية في رفع الأثقال وحصدت بطولة الجمهورية أيضاً.
ماهى أصعب أزمة واجهتك حتى الآن خلال مسيرتك؟ وفاة والدي هى اللحظة الأصعب في مسيرتي، حيث كان هو الداعم الوحيد لي باستمرار، والواثق بأنني قادر على تحقيق الإنجازات، وكنت في بطولة خارج مصر، وعندما عدت إلى مصر قالوا لى أنه توفى من عشرة أيام، ولكن جهاز المنتخب ومدربينى أخفوا عني هذا الخبر لكي لا يتأثر مستوايا خلال البطولة، رغم أنها كانت بطولة ودية.
ما هو طموحك في الفترة القادمة؟ أطمح للمحافظة على الذهب، والحفاظ على مكانتي على الساحة الآن، وتطوير أرقامنا .
ما هي خطتك لحصد ذهبية أولمبياد "طوكيو" القادم؟ هذا يعتمد على إقامة المعسكرات، والاستعداد الجيد ولكني أطمح لتحقيق الميدالية الذهبية وتحقيق أرقام جديدة في طوكيو.
بماذا تطالب المسؤولين لإنتظار تحقيق الميدالية الذهبية فى دورة الألعاب الأوليمبية في القادمة في طوكيو؟ كل ما طلبته تحقق كما أردت، تم توفير غرفة باسمى في المركز الأوليمبي، وتوفير وسائل التمرين في أغلب الأوقات، تم رفع نسبة الماديات بشكل أو بآخر، وتم تعديل نظام مكافآت البطولات التي أحصدها، وتم تطبيق العدل الذي طلبته.
حققت عدة بطولات لمصر قبل إنجاز "ريو دي جانيرو" فكيف كان استقبالك في المطار؟ لا لم يكن هناك اى إستقبال إلا بعد أن حققت ميدالية أوليمبية.
هل هناك اهتمام من قبل وزارة الشباب والرياضة بك؟ الآن يوجد اهتمام كبير بي، أما قبل ذلك فلا أحب أن أتحدث عنه.
ما الفرق بين ممارسة اللعبة داخل مصر أو خارجها ؟ من ينجح في ظل هذه الظروف داخل مصر سينجح في أي ظروف مهما كانت صعوبتها خارج مصر، أنا أقول دائما أن البطولة هي ركوب الطائرة فإذا غادرت المطار فإن القادم أسهل بكثير، البطولات داخل مصر عبارة عن معاناة وحروب ويدخل فيها "عدم تقدير وعدم اهتمام" ولكن الحال يختلف تماما إذا حققت إنجازاً كبيراً عندها سيتم الإهتمام وستختلف المعاملة بشكل كبير.
تحدث عن بعض المشاكل التي واجهتك داخل مصر؟ لقد قولت سابقاً أن الظروف صعبة ولكن البطل هو من ينجح في قلب الموازين، ومررت بالعديد من التحديات ولكن حدث معي موقف لن أنساه حينما تحدث معى مسئول كبير قائلاً لي: " المنافسين أقوياء جدا والميزان جامد جداً"، فقولت له: " لا أنا هكسب وسأحقق ميدالية بنظرة إصرار وثقة"، ففوجئت بضحك هستيرى واستهزاء، ويجب ذكر أنه مسئول عنك ويدعمك للنجاح، فبعد تحقيق الإنجاز تغيرت لغة الحوار بيني وبينه.
ما رأيك في دور الإعلام في التعامل مع الألعاب الفردية؟ أنا أستطيع أن أغير عقلية الإعلام وطريقة تفكيره، كل فرد وله مسئولياته، ولكن الإعلام يسلط الضوء على الإنجاز الكبير فقط، فبتحقيقي الإنجازات الكبيرة سيتم النظر إلى ما فعلته، وسيتغير طريقة التفكير.
وجه رسالة إلى الإعلام؟ أشكر الإعلام الرياضي فى الوقت الحالي لأنه يوثق تاريخ وإنجاز تحقق وهذه دوره، فيجب شكر الإعلام ، ويجب أن يقوم كل منا بعمله على أكمل وجه.
ما الذي صرف نظرك عن إكمال أوراق تجنيسك لقطر؟ الموضوع بالنسبة لى كان مجرد إثبات الذات فقط وليس من أجل المال، فعند فتح الباب هنا فى مصر لم أتردد ، ويجب ذكر أن فتح الباب للمشاركة مع المنتخب كانت قبل بداية بطولة العالم بشهر ونصف فقط وهذا وقت مستحيل أن يتم التجهيز فيه لبطولة عالم، ولم يفكر أحد من أين كنت أتدرب السنتين الماضيتين فترة إيقافي، فقد كان أهلى دائماً متواجدين لمساعدتي بشتى الطرق، فقررت خوض المشوار الصعب في بلدي مصر عوضاً عن البحث عن الإنتقام من من ظلمني عن طريق اللعب بالخارج ، ومصر أكبر من أي شئ ولن تقف على أحد ، بالنسبة إلي أن أحصد ميدالية باسم مصر هو توصيل رساله سامية أن أبناء مصر قادرين على النجاح فى ظل أصعب الظروف.
ما هى وجهتك بعد الإعتزال؟ أقوم حالياً بتحضير الماجستير وأتطلع إلى أخذ الدكتوراه، فأنا قررت من قبل أن حياتي كلها ستكون في مجال رفع الأثقال، سواء لاعباً أو دراستي أو كمدرب، وأتطلع إلى أن أصبح أفضل مدرب في العالم، وهذا يتطلب مجهودا كبيرا وأنا سأركز على هذا الجانب لكن بعد أن أنهى رسالتي كلاعب.
وجه كلمه للمهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة؟ أشكرك على هذه المتابعة الجيدة، وعلى الطلبات المجابة، أتمنى من الله أن أحصد ذهبية طوكيو وهو موجود كوزير للشباب والرياضة، لقد قام بمجهودات كبيرة و"تعب معايا"، ومحمد إيهاب ليس نتاج وزارة المهندس خالد عبد العزيز فقط بل عدة وزراء أمثال " العامرى فاروق ، علي الدين هلال" وغيرهم ساندوني، وأتمنى من سيادة الوزير سد الثغرات الموجودة، كالتأمين على اللاعبين والمكافآت، وأنه عندما يعتزل اللاعب يجد نفسه على أرض صلبة، أعلم أن الظروف غير مناسبة لكل هذه الطلبات ولكن هذه رسالتي ولعل هذه الأشياء يتم تعديلها فى وقت قريب.
بعيدآ عن رفع الأثقال.. ما هى هوايتك المفضلة؟ صيد الأسماك هوايتي المفضلة.