على طريقة عنوان مجموعته القصصية الشهيرة "نيران صديقة" بدأ الكاتب الروائي علاء الأسواني ليلة أمس على صفحته ب"تويتر" معركة ضد فريق عمل برنامج "آخر كلام"، على فضائية "أون تي في"، وعلى رأسهم الإعلامي يسري فودة، بسبب حلقة أمس التي استضاف فيها الدكتور حسام بدراوي الأمين العام الأسبق للحزب الوطني المنحل. اللافت أن معركة الأسواني لم تأت هذه المرة ضد خصوم سياسيين وإنما طالت البرنامج، الذي كان صاحب "عمارة يعقوبيان" ضيفا دائما على حلقاته في الأيام، التي تلت سقوط مبارك وأشهرها الحلقة التي سبقت الاطاحة بأحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع. الأسواني بدأ فجر أمس عبر صفحته على تويتر الهجوم على البرنامج، مؤكدا أن هناك حملة منظمة لإعادة إنتاج نظام مبارك عبر برامج رمضان، "فقد قدم بدراوي السفاح مبارك باعتباره بطلا، وكنت أتمنى أن توجد وجهة نظر الثورة في البرنامج"، وأشار إلى أنه اتصل بألبير شفيق مدير القناة وأبلغه احتجاجه على طريقة إدارة الحوار. و نشرت بوابة الأهرام أنها تلقت- على بريدها الإلكتروني رسالة منسوبة للبريد الشخصي لعلاء الأسواني، كتب فيها: "لم أكن أتصور أن أكتب هذا، لكن للأسف مضطر أن أعلن أن "صديقى" السابق يسرى فودة دخل هو الآخر إلى دائرة الفلولية المباركية، ولست متأكدا إن كان ذلك حبا أو طمعا، لكن منعه لى من التحاور مع بدراوى "محامى الشيطان" وإغلاقه للتليفون فى وجهى عندما حدثته أثناء الفاصل بشكل لم يسبق حدوثه، وليس له إلا معنى واحد. واختتمت الرسالة المنسوبة للأسواني بالقول: "صديقى يسرى.. مرحبا بك وسط الفلول"، وقد حاولت "بوابة الأهرام" الاتصال بالأسواني، غير أن هاتفه الشخصي كان مغلقا. من جهته قال الصحفي أحمد رجب، الذي يعمل ضمن فريق الإعداد ببرنامج "آخر كلام" مع يسري فودة على قناة "أون تي في" إن الأسواني أجرى فعلا اتصالا بفريق عمل البرنامج، كما اتصل بمدير القناة البير شفيق طالبا التعليق على آراء الدكتور حسام بدراوي خلال بث الحلقة ليلة أمس، إلا أننا أوضحنا له أن الدخول في حوار مباشر مع حسام بدراوي غير ممكن، لأننا ملتزمون باتفاقنا معه، حيث وافق بدراوي على الظهور في حلقة أمس مشترطا عدم تلقي مكالمات تليفونية على الهواء مباشرة، وقد احترمنا هذا الاتفاق، وأعلنا ذلك أكثر من مرة خلال بث الحلقة، وهذا تقليد معروف في البرامج التليفزيونية، كما أن البرنامج نفسه سبق أن استضاف كبير الأطباء الشرعيين السابق الدكتور السباعي أحمد السباعي في حلقة أحدثت دويًا كبيرًا من دون فتح مكالمات تليفونية على الهواء". كان الدكتور حسام بدراوي روى في حلقة أمس من "آخر كلام" الساعات الأخيرة، التي سبقت تنحي مبارك، قائلا: "عندما تم تعييني كأمين عام للحزب الوطني، طلبت من الرئيس أن تستقيل جميع قيادات الحزب، وأن يترك لي الحرية لكي أتصل بجميع القوى السياسية كما أشاء، كما قلت له إنني ضد قانون الطواريء، وضد المعتقلات، وسأقول لك كل ذلك علنا بعد خروجنا من هذه الأزمة، وأنا أقول لك ذلك من البداية، لأنني لا أقبل بهذا المنصب كي أغير موقفي السياسي إذا كنتم تظنون ذلك، وقد وافق مبارك على ذلك، وقال لي قل ما تشاء". وأثارت الحلقة ردود أفعال على مواقع التواصل الاجتماعي، تراوحت ما بين الإعجاب بمهنية البرنامج وقراره باستضافة بدراوي، وما بين الهجوم عليه لأنه أتاح لرجل ارتبط بنظام مبارك في الساعات الأخيرة له ب"غسيل سمعته"، حسبما أكد نشطاء على "فيسبوك".
