تعكس تصريحات لسياسيين مصريين، احتمالات بأن تشهد الأيام القادمة انفتاحًا من القوى السياسية التقليدية على التيار السلفي، الذي يحظى بشعبية كبيرة داخل الشارع المصري، وسط دعوات لعقد حوار بين الليبراليين والسلفيين، "بعيدًا عن الإقصاء والتخوين"، للاتفاق على "أجندة تخدم مصالح البلاد". وأكد السيد البدوي، رئيس حزب "الوفد"، أن الحزب يسعى لإجراء حوار مع السلفيين يوضح لهم خلاله أن "الليبرالية والإسلام ليسا على طرفي النقيض، وأن الليبرالية المصرية لا تعني الحرية على الطريقة الغربية، لكنها الحرية في إطار المبادئ والقيم الأخلاقية التي أرستها الديانات السماوية وفي إطار المادة الثانية من الدستور". ووصف رئيس أكبر الأحزاب الليبرالية في مصر، السلفيين بأنهم "طيبون وليسوا أشرارا" لكنهم حديثو العهد بالممارسة السياسية ويجهلون كثيرًا من مصطلحاتها، كما أكد خلال لقائه برنادينو ليون، مبعوث الاتحاد الأوروبى لجنوب المتوسط، بحسب موقع صحيفة "اليوم السابع". واتفق معه حمدين صباحي، المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة في مصر في الرأي مثنيًا على السلفيين، بقوله إنهم يتمتعون بمكارم أخلاق عالية يمكن أن تسهم فى بناء مصر خلال المرحلة القادمة، فيما يمكن اعتباره خروجًا على سياق التصريحات الهجومية التي يشنها محسوبون على التيار الليبرالي والعلمانيون ضد التيار السلفي. لكن صباحي المحسوب على التيار العروبي طالب بضرورة تقويم بعض أفكار السلفيين ومراعاة أنهم جدد على الساحة السياسية، وأضاف في تصريحات لقناة "التحرير" أنه يوجد بينه وبين التيار السلفى فى الفترة الحالية حوار مفتوح من أجل الوقوف على أرضية مشتركة بين السلفيين وكافة التيارات السياسية الأخرى. وأضحى السلفيون قوة مؤثرة داخل الشارع المصري، وأظهروا عن شعبيتهم بشكل خاص خلال مليونية "الإرادة الشعبية" في 29 يوليو، والتي جاءت للتأكيد على ضرورة الالتزام بتنفيذ استحقاقات المرحلة الانتقالية والاحتجاج على ما اعتبروه محاولة للالتفاف على الإرادة الشعبية. في غضون ذلك، طرح حزب "الإصلاح والنهضة" – ذي التوجه الإسلامي- مبادرة لعقد حوار بين التيارات الإسلامية والليبراليين، بعيدًا عن "الإقصاء" أو "التخوين"، من أجل الاتفاق على أجندة وطنية تراعي مصلحة البلاد وهويتها، وذلك من أجل عبور المرحلة الانتقالية، وإنهاء حالة الاستقطاب الراهنة التي تهدد مكتسبات الثورة. وأكد عصام زيدان الناطق باسم الحزب في تصريحات لصحيفة "المصريون" أهمية قيام حوار إسلامي - ليبرالي، دون إقصاء لأي طرف، بغية وضع أجندة ثوابت تراعي مصلحة البلاد وهويتها مع الحفاظ لكل توجه بخطابه دون إقصاء أو تخوين للآخر, مبديا استعداد حزبه رعاية هذه المبادرة التي تهدف إلى الحفاظ على مكتسبات الثورة، والاتفاق على تجاوز الخلافات التي تشكل خطرًا حقيقيًا عليها. وأضاف إن "الاستقطاب الحادث الآن لا يعبر عن رغبات شعبية، بل توجهات نخبة منعزلة عن الشعب تسعى لتحقيق مصالح حزبية ضيقة على حساب المصلحة الأم والأهم، وهي الحفاظ على المسار الصحيح لثورة 25 يناير المباركة والسعي الحثيث لتحقيق أهدافها, التي التفت حولها كافة أطياف الشعب المصري على أختلاف توجهاتها".