لا يزال بايرن ميونيخ، حامل لقب دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم، محظ الأنظار والاهتمام، بعدما وجد نفسه في وضع غير مريح، عقب عروض متواضعة تسببت في سخط جماهيري، وحديث عن خليفة للمدرب كارلو أنشيلوتي، في مرحلة مبكرة من الموسم. ولم تكن انطلاقة بايرن سيئة جدا هذا الموسم، حيث حقق انتصارين وخسر مرة واحدة في الدوري المحلي، وتفوق 3-0 على أندرلخت البلجيكي، في دوري أبطال أوروبا، الثلاثاء الماضي. لكن سقف الطموحات في النادي البافاري مرتفع جدا، لدرجة أن أي تعثر بسيط، أو الفشل في تسجيل خمسة أو ستة أهداف، أمام منافس يفترض أنه متواضع، يصبح دائما موضوعا للاهتمام والمتابعة على نطاق واسع. وكان المهاجم توماس مولر أول من سار في هذا الاتجاه، عندما اشتكى أمام الجميع، بعد استبعاده من التشكيلة الأساسية أمام فيردر بريمن، قبل ثلاثة أسابيع. ثم جاء الدور على روبرت ليفاندوفسكي، وفي مقابلة مع إحدى المجلات، انتقد المهاجم البولندي رفض بايرن دخول المنافسة على الصفقات باهظة الثمن، كما فعل باريس سان جيرمان وبرشلونة. وقال ليفاندوفسكي: "إذا أردت التنافس مع فرق الصفوة، فإنك تحتاج إلى هذه النوعية من اللاعبين المتميزين". وتعرض ليفاندوفسكي لانتقادات من الرئيس التنفيذي لبايرن، كارل-هاينز رومينيجه. ورد أولي هونيس، رئيس النادي، على رومينيجه - وهو لاعب سابق في بايرن مثل هونيس - حيث قال الأخير إن النادي "لديه فلسفة جادة وناجحة جلبت إنجازات كبيرة"، وعبر عن أسفه لتعليقات ليفاندوفسكي. لكن هونيس يرى أن اللاعبين يجب أن يفكروا بطريقتهم، وكما يحلو لهم، واعتبر أن رد فعل رومينيجه كان مبالغا فيه. ووسط هذه الأجواء، خسر بايرن 2-0 أمام هوفنهايم، السبت الماضي، ليزيد الضغط على أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد وتشيلسي السابق، والذي أُعتبر موسمه الأول مع بايرن دون التوقعات، رغم التتويج بالدوري المحلي. وقال ماريو باسلر، لاعب وسط بايرن السابق، في مقابلة تلفزيونية، إن مصادره أبلغته بأن أنشيلوتي سيفسخ عقده في يناير كانون/الثاني، لينتقل للعمل في الصين. لكن المدرب الايطالي سرعان ما استبعد ذلك قائلًا: "أفضل الحديث عن أمور جادة، لكن هذه مزحة". والفوز على أندرلخت، وإن بدا سهلا، لم يرفع الضغوط عن بايرن، وتم اعتبار الأداء غير مقنع أمام منافس لعب بعشرة لاعبين منذ الدقيقة العاشرة. واعترف المهاجم أريين روبن بأن هذا لم يكن كافيا، وقال: "يجب أن نسأل أنفسنا، ويجب أن نتحدث سويا، وأن نحسن الأداء". وأشعل مدرب هوفنهايم، يوليان ناجلسمان، الموقف، عندما قال في مقابلة تلفزيونية إن تدريب بايرن قد يجعله أكثر سعادة، مشيرا إلى أن زوجته وأطفاله يخططون للانتقال إلى مدينة ميونيخ. وبينما تحدثت وسائل اعلام ألمانية عن مغازلة ناجلسمان لبايرن، أصدر المدرب الشاب بيانا قال فيه إن تصريحاته تم تفسيرها بشكل خاطئ، وإنه لا يسعى وراء منصب أنشيلوتي الحالي، وأوضح أنه كان يتحدث عن طموحه على المدى البعيد فقط. ووسط كل هذه الأحداث، ستحظى المواجهة مع الضيف ماينز، بعد غد السبت، بالكثير من الاهتمام والمتابعة أيضا.