ممر طويل على جانبيه تجد المرضى جالسين، وصوت الباعة الجائلين يدوي في المكان ليعلن قوته وسيطرته "حاجة ساقعة تبل الريق" ولكن دون جدوي لم يتحرك أحد، وكأنهم ليسوا في حاجة لذلك، بل في حاجة لمن ينتشلهم من الأرض لسرير داخل المستشفى ويجدون طبيب يداوي آنينهم من المرض، هكذا الحال داخل مستشفى القصر العيني القديم. رصدت "الفجر" معاناة المرضى الذين يفترشون الأرض داخل مستشفى القصر العيني القديم، وسط حالة من الاستياء والغضب تسيطر عليهم، وقال إبراهيم العيسوي، إنه تم استقباله ولكن مع وقف التنفيذ إلى حين ميسرة فهو يعاني من "ورم في المخ" وقدم القصر من قلة حيلته وعدم استطاعته على صرف العلاج والمداومة على عمل التحاليل المطلوبة منه. وقالت زوجته ل"الفجر": في البداية لم نكن نعلم بمرضه، ولكن مع كثرة القئ وشكوته دومًا من الصداع، ذهب وعمل بعض التحاليل والفحوصات، ومن ثم اكتشفنا مرضه، الذي جعله دوما في حالة من التوهان ولايشعر بمن حوله. وأشارت إلى أنهم توجهوا إلى القصر العيني القديم لأنها لا تقدر على علاجه في مستشفى خاص، فهو عامل في مصنع للسراميك (قطاع خاص)، ولديهم أولاد منهم طفلًا من ذوي الاحتياجات الخاصة, وراتبه لايكفي للمعيشة، متسائلة كيف الحال بمرضه؟ وهنا لم يسمح أحد له حتى بالدخول والراحة على سرير بدون عمل الروتين اللازم, علمًا بأنهم جاءوا من الفيوم ويجلسون منذ الصباح ولا يسمح له بدخول العنبر إلا بعد التبرع بالدم على العلم إنه محجوز بالمستشفى، مرددة: "لا حياة لمن تنادي".