الفريق أول كمال حسن علي من مواليد 18 سبتمبر 1921 تخرج في الكلية الحربية عام 1942، وخدم بمنطقة القناة وبقي بها حتى عام 1943 ثم إلتحق بمدرسة المدرعات وأصبح كبيرًا للمعلمين خلال الفترة 1942-1957 في جولة 1948 تولى أركان حرب الأورطة الخفيفة، وهي أورطة دبابات شكلت حديثًا في ذلك الوقت وتوجهت للعمل في فلسطين واشتركت في العمليات الحربية بخان يونس ومعركة التبة 86 ومعركة رفح أصيب في ذراعة الأيسر أثناء القتال في حرب فلسطين وأعيد للوطن. العميد أركان حرب كمال حسن علي متحدثا أمام عبد الناصر والسادات والفريق عبد المنعم رياض سافر إلى إنجلترا في بعثة مصرية، والتحق بمدرسة المدرعات الإنجليزية في "بوفنجتن" عام 1949 – 1950، ثم عاد إلى مدرسة المدرعات المصرية. قامت ثورة يوليو 1952 فأسند إليه العمل برئاسة سلاح المدرعات ثم إلتحق بكلية أركان حرب عام 1955، وتولى عام 1956 أركان حرب المدرعات لشئون التدريب إلى جانب الإشراف على عمليات الاحتياطي الاستراتيجي لقواتنا المسلحة عمل بعد ذلك رئيسًا لأركان المجموعة الثانية المدرعة ثم قضى عامي 58-1959 في بعثة قادة ألوية بالاتحاد السوفيتي. حتى عام 1960 كان رئيسًا لأركان اللواء 70 المدرع في "قطفة" بسوريا، وفي أول يونية من نفس العام تولى قيادة اللواء فكان أول ضابط مصري يقود تشكيلاً سوريًّا على مستوى لواء حتى قام الضباط السوريون بانقلابهم الانفصالي وعاد ليعمل مدرسًا بكلية أركان حرب حتى عام 1963، ثم اختير مديرًا للعمليات في حرب اليمن وبقي هناك إلى يناير 1965، حيث أصيب للمرة الثانية في يناير 1964. تولى بعد ذلك رئاسة مكتب قائد القوات البرية لمدة سنة، ثم عهد إليه بقيادة اللواء الثاني المدرع في يونية 1966، ودخل به معارك في صحراء سيناء خلال عمليات 1967، وأصيب للمرة الثالثة يوم 8 يونية بعد معركة بارزة أمام مضيق الجدي ثم نقل بعد إصابته الثالثة نائبًا لمدير شئون الضباط حتى التأمت الإصابة، فتولى رئاسة أركان الفرقة 21 مدرعة ثم عهد اليه بقيادتها. بعد ثورة التصحيح مايو 1971 تولى رئاسة أركان المدرعات، وفي يوليو 1972 عُيِّن مديرًا للمدرعات المصرية، ثم تسلم أخطر تكليف في حياته للاستعداد للحرب، وقاد الدبابات المصرية قاد اللواء كمال حسن علي سلاح المدرعات خلال حرب أكتوبر المجيدة 1973. عُيِّن مساعدًا لوزير الحربية في مايو 1975 عُيِّن مديرًا للمخابرات العامة المصرية 1975- 1978 عُيِّن وزير الدفاع والإنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة 1978- 1980، وعين خلال ذات الفترة رئيس الوفد المصري في مفاوضات المعاهدة المصرية الإسرائيلية في واشنطن. يعتبر الفريق أول كمال حسن علي أول من حمل لقب وزير الدفاع فقد كان اللقب قبل مجيئه وزير الحربية نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وعضو وفد مصر في مفاوضات الحكم الذاتي للفلسطينيين 1981-1984 ثم عُيِّن رئيس مجلس وزراء مصر 1984-1985 ورحل عن عالمنا في 27 مارس 1993 عن عمر يناهز 72 عامًا. عن معركة السلام تقول ابنته الدكتورة منى، طبيبة الصحة العامة بالولايات المتحدةالأمريكية، إن الفريق كمال حسن علي شارك في معركة السلام كرئيس لوفد المفاوضات التي انتهت بتوقيع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية (مارس 1979) كوزير للدفاع والإنتاج الحربي، وذكر كمال حسن على ذلك في مذكراته "محاربون ومفاوضون" فصل ثمن السلام. ويذكر في هذا الفصل كيف اقترح موسى شفرير رئيس وكالة الطاقة الذرية الإسرائيلي استغلال المياه الجوفية في سيناء لتوطين سيناء بلاجئين فلسطينيين ومستوطنين يهود وفي تعليق لكمال حسن على – على ذلك (وكأنما يريد خلق مشكلة جديدة). كما اقترح آخرون من الإسرائيليين إقامة محطة قوى ذرية مشتركة من مصر وإسرائيل في منطقة العريش على أساس إنتاج كهرباء وتحلية مياه البحر في سبيل استزراع سيناء وقدر شمعون بفتاح عالم الذرة الإسرائيلي أن مثل هذا المشروع يربط مصر وإسرائيل لمدة 30 عامًا على الأقل (وهو مشروع يشمل إنشاء 170 مستوطنة جديدة في النقب) كما طرحت فكرة بديلة بتحويل جزء من مياه النيل إلى المنطقة لتنميتها الزراعية وأنه يمكن الاستفادة بما أسموه فائض مياه السد العالي في استزراع سيناء ومده إلى صحراء النقب الإسرائيلية. كما ساومه الإسرائيليون على التخلي عن طابا المصرية فلم يقبل وتم إحالة الأمر إلى محكمة العدل الدولية، وقد ذهب بنفسه إلى محكمة العدل الدولية ليكون الشاهد الرئيسي في حق مصر في طابا، والتي أخذت برأيه المحكمة حيث شرح للمحكمة بالتفصيل الدقيق وضع العلامات على الحدود المصرية الإسرائيلية بما لا يدع مجالًا للشك بأن طابا أرض مصرية. وقام باستلام العريش وتسليم العلم المصري العزيز إلى الرئيس الراحل أنور السادات لرفعه فوق أول أرض مصرية تستردها مصر عقب حرب 1973 وذلك في 25/5/1979. وانتهت المرحلة الرابعة من الانسحاب في نوفمبر 1979 والمرحلة الخامسة يوم 25 يناير 1980. وفي 2 فبراير 1980 رأس كمال حسن علي، اللجنة العامة لتطبيع العلاقات بين مصر وإسرائيل وتشكلت اللجنة من ممثلين من كل الوزارات والهيئات والبنك المركزي علاوة على أعضاء لجنة التطبيع بالخارجية المصرية كما تشكلت سبع لجان في البلدين تختص بالثقافة والتجارة والسياحة والمواصلات والنقل البري والبحري والطيران والزراعة، أما بالنسبة للجنة البترول فلقد طلب كمال حسن علي استبعاده من لجنة البترول لقناعته أن البترول لن يكفي مصر في غضون سنوات قليلة تكون بعدها مصر دولة مستوردة للبترول. وأكد هذه القناعة في بيانه كرئيس للوزراء في مجلس الشعب عام 1984 ولكن أعضاء لجنة البترول قد وافقوا أن تبيع مصر لإسرائيل 2 مليون طن سنويًا بالسعر العالمي. ويجب التنويه إن إسرائيل قد قامت أثناء فترة احتلالها لسيناء منذ 67 حتى 73 باستنزاف آبار البترول في سيناء. وحصل "كمال"، على العديد من الأوسمة والنياشين وشاح النيل، اليوبيل الفضي لتأميم قناة السويس، الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، عيد الثورة العشرين، ذكرى نصر السادس من أكتوبر، العديد من الأوسمة من كل بلدان العالم. توفي كمال حسن علي في 27 مارس 1993 عن عمر يناهز 73 عامًا. يقول عنه الدكتور مصطفي الفقي في مقال لموقع قناة العربية نشر في 1 أغسطس 2014م : "كمال حسن على» شخصية ساخرة قادرة على توليد النكتة، محبة للدعابة، فإذا رأى «مديراً عاماً» لا يرقى لمستوى درجته فى «جهاز المخابرات» مثلاً كان يقول له إن هناك «مدير عام» وهناك «مدير غرق»، وقد عمل إلى جانبه زميلان عزيزان هما السفير «أحمد أبوالغيط» الذى أصبح وزيراً للخارجية والسفير الراحل «محمد جوالى» وكانت بينى وبينهما مداعبات دائمة بحكم العلاقات الطويلة التى جمعتنا، وفى يوم اختيار السيد «كمال حسن على» رئيساً للوزراء عقد اجتماعاً ضخماً مع وكلاء الوزارة ومساعديهم لتوديعهم فقلت للزميلين العزيزين على سبيل الدعابة إنه لو جرى اختطاف مجموعة كبار الدبلوماسيين فى هذا الاجتماع فقد نصبح سفراءً فى اليوم التالى فذهبا وقالا للسيد «كمال حسن على» ما قلت فنظر إلىّ ضاحكاً ومعاتباً فقلت له إننى أقصد اختطاف الجميع إلا السيد الوزير فضحك الكل، لأن المساحة الإنسانية فى شخصية «كمال حسن على» كانت كبيرة، وكان قد جاء إلى «الهند» قبل ذلك وهو وزير للخارجية والتقيته عدة مرات وتوثقت علاقتى به بشكل دائم، وعندما التحقت بمؤسسة الرئاسة طلب منى الرئيس الأسبق ذات يوم أن أكون جاهزاً بخطاب استقالة السيد «كمال حسن على» والدخول إليه لتوقيعه فى نهاية لقاء الرئيس به والذى كان يزمع حينذاك تعيين الدكتور «على لطفى» لرئاسة الحكومة، خصوصاً أن صحة السيد «كمال حسن على» لم تكن جيدة وكان «الروماتويد» قد حصد جزءًا كبيرًا من سلامته البدنية وسعادته الشخصية، لذلك قال الرئيس الأسبق يومها إن «كمال حسن على» يمثل جانباً مشرقاً من تاريخ العسكرية المصرية والعقل السياسى معاً وقد طلبت استقالته لظروف صحية.