ليس المرض هو الابتلاء، وإنما الابتلاء هو عندما تجد نفسك محاصر بأبواب موصدة، وجميعها كتب عليها "الموت هو العلاج الوحيد"، وأصعب ما تسمعه الأذان، صوت طفلة تتمنى الحياة، وكلمات ممزوجة بأنين الخوف وكثرة التمني. حلمها مثل أحلام كل طفلة أن يبقيها الله على قيد الحياة، تتمنى ارتداء "فستان" واللعب مع أقرانها، والحركة بدون مساعدة، مثلها كباقي أطفال جيلها، لكن مرضها وقف حائلًا أمام ذلك، وحرمها من الطقوس الطفولية التي دومًا ما تتمنى أن تعيشها. تقول والدة الطفلة هدى محمد ذات السبع سنوات من محافظة الإسكندرية، إن "ابنتها أصيبت بمرض نادر بعد ولادتها، وهو تداخل الشرايين والأوردة بشكل معقد، مما أحدث تضخم وبروز في أجزاء الجسم, وقامت بعمل 6 عمليات جراجية ولكنها فشلت"، مشيرة إلى أن الطب وقف عاجزًا أمام حالتها. والدة الطفلة قالت ل"الفجر"، إن وزارة الصحة سبق ووعدت على الهواء بتبنى حالة الطفلة بعد تدخلها تليفونيًا مع إحدى القنوات الفضائية، مضيفة: "ذهبت إلى الدكتور محسن جورج، رئيس التأمين الصحي، وحدد لي معاد مع استشاري وأستاذ الأوعية الدموية الدكتور كريم صبري، الذي نصحني بالجلوس في البيت وعدم الذهاب إلى أحد، والروح لن تتأخر كثيرا على خالقها وليس لها علاج سوى الأسترة، وعندما طلبنا منه عمل تقرير للسفر بالخارج، رفض بشدة". "حالة الطفلة يوما عن يوما تتأخر، وكثرة العمليات والأدوية أثرت سلبًا وليس إيجابًا"، هكذا تصف الأم حال ابنتها بعد رحلة علاج طويلة دون جدوى، خاتمة رسالتها بالقول: "أتمنى أن يقول لي أحد الأطباء ولو كذبًا أن ابنتي بخير ليرفع من حالتي النفسية، وينير الدنيا أمامي من جديد".