في أفلام نيازي مصطفى وأشرف فهمي وحسام الدين مصطفى المأخوذة من روايات الأديب نجيب محفوظ، ظهرت لعبة التحطيب مرتبطة بالفتونة والفتوات الذين يرتدون الجلباب الصعيدي ويتمتعون ببنيان جسدي قوي وشارب كثيف، وجسدت أفلام الحرافيش والتوت والنبوت وسعد اليتيم شخصية الفتوة في الأربعينيات في صورة درامية أظهرت الفتوات حكاما غير رسميين للأحياء والشوارع والحارات حيث كان أي خلاف بين اثنين علي الفتونة لايحسمه إلا مباراة بالعصا أو النبوت والذي يفوز فيها يصبح الفتوة، وكما يتغير كل شيء في مصر تغيرت أيضاً صورة الفتوة، وجاءت رانيا مدحت شوقي من عمق الصعيد لتسجل نفسها كأول فتاة مدربة تحطيب فى مصر. والتحطيب أو الرقص بالعصا هو أحد أشهر الفنون الشعبية المصرية، وعادة ما تكون المبارزة خلاله بين شخصين بالعصا على أنغام المزمار، حولهما دائرة من المشجعين يتابعون حركاتهما بدقة، ينتظرون اللحظة التي يستطيع أحدهما إسقاط العصا من يد الآخر حتى يعلنوا فوزه، وهذا هو المشهد المتكرر في أنحاء مصر، وينتشر بكثرة في محافظات الصعيد، ويطلقون عليه "عصاية المحبة" أو "غية الرجال". و تحدت رانيا مدحت شوقي ابنة مركز صدفا بمحافظة العادات والتقاليد وعملت بمهنه قوية معروفة بشدتها وصلابتها ولا تنسب الا للرجال، وأصبحت مدربة التحطيب الأولى فى مصر. تقول رانيا عمري 24 سنة، تخرجت من كلية التربية الرياضية بجامعة أسيوط، وعملت جمعية الصعيد للتربية والتنمية، ودخلت مجال التحطيب بترشيح من جمعية الصعيد لحضور التحطيب المعاصر مع الدكتور عادل بولاد، مؤسس التحطيب المعاصر، وحصلت على دورة تدريبية لمدة 24 يوم، بعدها دخلت امتحان اعداد مدربين مع فتاتين أخرتين وتم اختياري لخوض الامتحان مع 3 كباتن من القاهرة وحصلت على المركز الثاني و شهادة معتمدة كأول مدربة تحطيب فى مصر. وأضافت رانيا: كونت فريق من الفتيات والبنين، لتعليمهم فنون التحطيب المعاصر لتأهيلهم لخوض بطولة الجمهورية فى شهر يوليو المقبل. وتابعت "شوقي" لا يختلف التحطيب المعاصر عن التحطيب التقليدي وهو انسجام فى العادات والاخلاق. وأشارت أن الدكتور "عادل بولاد" أعد هيكلة للتحطيب التقليدي وأدخل زي رياضي "حزام بثلاثة أطراف، وتي شيرت، وبنطلون، وادخل فيه الأطفال والنساء، وجعل للمرأة دور مهم. وكان يستخدم التحطيب في الحروب وأصبحت المبارزات فى التحطيب المعاصر ثلاثية ورباعية وفما أكثر، وأما التحطيب التقليدي فهي ثنائية فقط والتحطيب المعاصر فتح الباب للمرأة للمشاركة خلاف التحطيب التقليدى الذي كان يمثل فية التحطيب بأنه نوع من الفتونة. و ترجع جذور التحطيب إلى العصر الفرعوني والذي اتضح من الرسوم و النقوش الموجودة علي جدران المعابد الفرعونية خاصة في مناطق تل العمارنة و الآشمونين و الكرنك، والعصاة التي استخدمها قدماء المصريين كانت مصنوعة من نبات البردي المعجون حتى لا تسبب إصابات بالغة للاعبين وبمرور الوقت تغير نوع العصاة من الشومة الغليظة وحتى عصاة خفيفة من الخيزران. و أول من بدأ لعبة التحطيب هم امراء الفراعنة، وكانوا يدربون أبناءهم علي المبارزة بالسيوف كوسيلة للدفاع عن النفس ورمز للشجاعة والرجولة، ثم انتقلت إلى الشعب ولكن نظرا لعدم قدرة عامة الشعب علي المبارزة بالسيوف استخدموا العصا، والخشب الذي يصنع منه نبوت التحطيب لايستخرج الا من شجر الليمون فقط نظرا لقوته وصلابته عندما يحتك ببعضه في المبارزات وعصا النبوت لابد أن توجد في طرفه حلقة من الحديد ولايزال هذا الشكل هو المستخدم في الصعيد، و يطلق عليها عدة مسميات بخلاف النبوت منها الشومة والزقلة وانتقلت لعبة التحطيب من صعيد مصر إلى وجه بحري والقاهرة في زمن المماليك وكان التحطيب هو الوسيلة الوحيدة للدفاع عن النفس. ولعبة التحطيب لها قواعد خاصة بالنسبة للاعب او لأصول المبارزة نفسها ومن أهم شروط هذه اللعبة أن المتبارزان يعلمان أنه إذا توفى أحدهما اثناء اللعبة نتيجة اي ضربة من الخصم فلا دية له، وان لا يقل الطول عن 165 سم، ولا يشترط وزن أو سن معين للاعب، ولكن كلما كان اصغر سنا كان أفضل حيث يكون أكثر قوة وشجاعة فضلا عن أنه لابد أن يكون مغامرا بطبيعته.