أكدت القيادة السياسية الفلسطينية تمسكها بقبول حل الدولتين الاسرائيلية والفلسطينية، وان يكونا القدس والمسجد الأقصى تحت السيادة الفلسطينية، وإعلان رفض أي حلول أخرى تأخذ اعتبارات سياسية أو حزبية وذلك وفق ما أكده الدكتور محمود الهباش مستشار رئيس دولة فلسطين للشئون الدينية خلال ترأسه ندوة"فلسطين بوصلتنا" على هامش فعاليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، بحضور الدكتور النائب جمال زحالقه رئيس الكتله البرلمانية ورئيس حزب التجمع الوطنى الديمقراطي، ومئات من ابناء الجالية الفلسطينةبالإسكندرية، وذلك بمناسبة ذكرى يوم الأرض، وبالتزامن مع القمة العربية في الأردن. - مستشار رئيس دولة فلسطين: الصراع مع اسرائيلي حول الأرض وليس الدين وقال الدكتور محمود الهباش في بداية حديثه إن اساس الصراع الاسرائيلي الفلسطيني جوهره الارض، وأنه لا يتم مواجهة الاحتلال الاسرائيلي بسبب الدين أوالمعتقد، لأن العالم الاسلامي كان يشهد على مدى قرون طويلة التعايش السلمي وحسن الجوار والمواطنة، وأنه لم يكن هناك تمييز بين المواطنين العرب على خلفية دين او عرق. وشدد"الهباش" على أن اسرائيل تقوم بتحريف النصوص وجعل الصراع على اساس ديني، وانها تستخدم المعتقدات الدينية، لتبرير الاحتلال والعدوان الاسرائيلي على أرض فلسطين، قائلًا: "لا يمكن الانجراف وراء محاولات –تديين- المعركة، ونحن لا نستخدم مصطلح اليهود وأنما الاسرائيليون المحتلون، وان هذا يجب ان يكون هذا واضح في الأذهان". وتعمق"الهباش" حول قضية الارض وسياسات الحكومة الفلسطينية، منوهًا إلى أن الحل القائم على حل الدولتين ليس حل عادل، ولكنه يحقق جزء من العدل والحق، لأن فلسطين ليست ارض فارغة وإنما لها شعبها، معلقًا: "ما لا يدرك كله، لا يترك كله". وأوضح أن الشرعية الدولية قائمة على لعبة التوازنات، وأن فلسطين جزء من الحركة الدولية والفلسطينية، وأنه من تلك المنطلق، قد تم القبول بحل الدولتين، مضيفًا في ذات الوقت أن هذا الحل ليس عادل، لكن لعبة المصالح والتشريعات الدولية فرضت على فلسطين تلك المتغير، قائلًا: "قبول منظمة التحرير الفلسطينية بقرار الشرعية الدولية ليس قبول المختار وانما قبول المضطر، يجب ان يعرف العالم والاسرائيليون أن تلك القرار يشعرنا بالقهر والغضب والألم، لكننا لسنا على استعداد ان نتراجع عن هذا الخط سنتيمتر، الذي قبلت به القيادة الفلسطينية منذ عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات". وأضاف: "إذا لم يستطع العالم تحقيق تلك الحل المؤلم والظالم لنا، فعليه ان ينتظر متغيرات ربما تطيح بكل الحلول في المستقبل، وأن لا احد يعرف إلى اين سيصل بنا جمود الموقف السياسي، فاسرائيل تحاول الضغط على الفلسطيني بقبول الأمر الواقع". - "الهباش": لا سلام أو مفاوضات بدون القدس عاصمة لفلسطين والمسجد الأقصى تحت السيادة الفلسطينية وأكد: "اسرائيل تدرك او لا تدرك مدى أهمية وجوهرية القدس وفي القلب منها المسجد الاقصى المبارك بالنسبة للعرب والفلسطينيون، وربما لا يدركون انه بدون القدس عاصمة فلسطين والمسجد تحت السيادة الفلسطينية لا سلام او مفاوضات، إذا كان السلام يتجاوز القدس، فلا احد يحدثنا عن السلام". وأشار إلى أن اتفاقية"اوسلو" لا تعتبر نصر مبين للشعب الفلسطيني، إنما كانت خطوة اتسمت بكثير من الواقعية والالم في ظل معطيات سياسية فرضت نفسها على الساحة العربية، مكملًا: " لكن عقب تلك الاتفاقية، فروايتنا يجب ان تفرض نفسها، وعدم جعل رواية اسرائيل هي محور الحديث، وعدم السماح لأية اعتبارات غير وطنية سواء حزبية او سياسية او ارتباطات بأجندات اخرى ان تحتل مكان الرواية الوطنية الفلسطينية الجامعة". - "الهباش": أي رؤى أخرى غير رؤية منظمة التحرير الفلسطينية هي ملوثة وغير وطنية وشدد: "أي رؤى تخرج عن رؤية منظمة التحرير الفلسطينية، هي رؤى ملوثة بملوثات غير وطنية، مثل طرح دولة مؤقتة أو حلول جزئية أو دولة في غزة بدون دولة فلسطين"، قائلًا: "لا دولة في غزة، ولا دولة بدون غزة، ومن يحاول تسويق مشاريع تتعلق بغزة فقط، يجب إلا يستغرب منه عندما نوجه إليه تهمة الخيانة الوطنية ايا كانت، فغزة جزء اصيل وحبيب لكل فلسطيني، لكن في الجغرفيا لا شئ يتقدم على القدس، بدون القدس كل الجغرافيا تنهار وتكون بلا قبمة او فائدة، وهذه المفاصل يجب ان تكون حاضرة في الاذهان". رئيس الكتلة البرلمانية بفلسطين: الصراع على الرواية لا يقل عن الصراع على الأرض وأكد الدكتور النائب جمال زحالقه رئيس الكتله البرلمانية ورئيس حزب التجمع الوطنى الديمقراطي إن اسرائيل لديها مصلحة في تشويه حقيقة الأراضي الفلسطينية، وأن الشعب الفلسطيني مشكلته قول قصة قصيرة عن أحقيته بالأرض دون بلاغة، قائلًا: " نحن أمام مافيا يعملون في خلق الروايات والتضليل، فالفلسطيني قليل الكلام ولا يحكي سوى جملة الأرض إيلنا، في مقابل أن اسرائيل لديها مجلدات عن كل قطعة ارض، فالصراع على الرواية لا يقل عن الصراع على الارض، وفلسطين بحاجة إلى رواية فلسطينية، ولكنها لم تبني بعد، في مقابل مكينة تضليل إعلامي". - زحالقه: الاستعمار قسمنا في وعينا وقسم غزة عن فلسطين وفتح عن حماس ووجه"زحالقه" لوم على الشعب الفلسطيني بسبب انقسامه الداخلي، قائلًا: "نحن الشعب الوحيد الذي فيه انقسامات، فغزة تعيش لوحدها، وكل مدينة لوحدها، فنحن لا نلتقي بعد ولم نتجوز من بعض، فالشعب واحد لا يقبل القسمة إلا على واحد، فمن هنا نبندأ ومن هنا ننتهي، فممنوع نخضع او نستسلم، فالمستعمر قسمنا في وعينا وعقلنا، ونحن نقسم غزة عن فلسطين وفتح عن حماس، والمواجهة مع اسرائيل اهم من المواجهة بين حماس وفتح". وأكد أن الفلاحون لم يبيعوا أرضهم، إنما الاقطاعييون هم من قاموا ببيع الأراضي إلى المحتل، وأن الحركة الصهيونية عملت على مدى عشرات السنوات على كيفية مصادرة الأراضي، فكان لديها مؤسسات تقوم بمسح لكل الأراضي ومالكيها والورثة، وعقب حرب 1948 صادروا الأراضي بقوة السلاح والمال والقانون، قائلًا: "مصادرة الأراضي الفلسطينية هي اكبر عملية سطو مسلح في القرن العشرين". - رئيس الكتلة البرلمانية: اسرائيل ادعت مصطلحات واستخدمت الانتقائية لكي تحصل على الأرض وتابع أن الاحتلال الاسرائيلي قد اتبعوا ادعاءات ومصطلحات لكي يحصلوا على الأرض من الشعب الفلسطيني، موضحًا: "اسرائيل لديهم تعبير- خلاص الارض- أي أن الارض مع غير اليهودي تعاني، وأنهم أتوا لخلاصها من عذابها وهو تعبير ديني، يعني نقل الشئ من الدنس إلى المقدس، واستخدموا تعبير ثاني ارض بلا شعب لشعب بلا ارض- وهذا يعتمد على قراءة انتقائية لكتب الراحلة إلى فلسطين في القرن ال 19، ونحن لدينا شواهد أن الراحلون قالوا روايات عكس ما حكوه الاسرائيليون، وقد عرضوا صفحات على المحافل بشكل انتقائي، ونحن لم نتحدث عن فلسطين في العهد العثماني ولم نبذل مجهود لتحويلها إلى رواية ولم نقرأ تلك الكتب بشكل جيد، فقد عرضوا صفحة واحدة بان تلك الارض كانت قاحلة وفي الصفحة التالية اكد كتاب الرحالة بان الارض خضراء وبها حيوانات". وأكد: "الحركة الصهيونية هي حركة علمانية والدين هو الآداء، لكن كثير منهم ملحدين، وهم يقولون لا وجود بالله لكنه وعدنا بالارض، فكيف يكون هذا الوعد والتاكيد، فاسرائيل قامت على ما عمره الشعب الفلسطيني من مدن وبيوت وارضي مفلوحة، وقد اخذوها واستوطنوا فيها، كما انهم اخذوا ارضي من اشخاص باعتبارهم غائبين وهم تحولوا إلى مهاجرين وهم بالداخل وكل سنة ننظم مسيرة للقرى المهجرة". - "زحالقه": قلت لاسرائيل أمام الكنيست.. خذوا ديمقراطيتكم وهاتوا أرضنا وأضاف: "اسرائيل تعمل بمبدأ اكبر عدد من الأراضي في مقابل اقل عدد من العرب، فهم اصدروا قانون ينص على اذا لم يستخدم الفلاح الارض لمدة 7سنوات يحق للدولة مصادرتها، ومن هذا القانون حولوا ارضي إلى ثكنات عسكرية وعقب سنوات أصبح يجب عليها المصادرة، كما اصدروا قانون يحق لوزارة المالية مصادرة الاراضي بهدف التطوير وهم دائما يصادروا الارض من العرب إلى اليهود، ولا يجوز ان يقوم العرب بتأجير عرب في اراضيهم". وذكر أن تظاهرات الشعب الفلسطيني في النقب خلال عام 2013 قد نجحت ضد ترحيل 40ألف فلسطيني من اراضيهم، وأنها قد استمرت التظاهرات لمدة شهر، واضطرت اسرائيل إلى التراجع عن قرارها، قائلًا: "اسرائيل تتبع اساليب مختلفة لترحيل الفلسطنيين، ونحن لن نسمح لهم، فاما فوقها كرماء او تحتها شهداء، ونحن لن نلدغ مرتين". وأضاف: "اسرائيل اصدرت قانون القبول لكل مستوطنة، وهي تعني قبولهم او لا قبولهم في دخول اي حد المستوطنة، وهم يرفضون العرب لانهم لا يتناسبون مع النسيج الاجتماعي للمستوطنات، غير أنها اصدرت قانون بأنه يحق للدولة مصادرة أي ارض من مواطن لغرض ما، وإذا لم تستعمله لهذا الغرض يحق للمواطن ان يستعيد ارضه، مع اضافة بند إذا صادروا ارض من 25سنة لا يحق عودتها"، أشار: "انا قلت للكنيست انتم بتمررا قانون بتضحكوا به على الشعب، فقالوا لي نحن نعطيكم ديمقراطية وحرية الكلمة، فكان ردي خذوا ديمقراطيتكم وهاتوا ارضنا".