رغم أنها أبكته هو وشقيقه في نهاية مباراتهما ببطولة شيكاجو للاسكواش مطلع هذا الشهر فإن محمد الشوربجي المصنف الأول عالميا أكد امتنانه لرياضة دفعته نحو قمة المجد وقادته لصياغة علاقة "غريبة" مع شقيقه مروان الذي واجهه سبع مرات من قبل. وفاز مروان المصنف السابع عالميا على شقيقه محمد في مباراتهما بدور الثمانية للبطولة يوم الأربعاء الماضي بعدما فشل خلال سبع محاولات سابقة في الفوز بأكثر من شوط واحد أمام شقيقه الذي يكبره بنحو عامين ونصف. لكن مشهدا مؤثرا بين الشقيقين بعد أن حسم مروان المواجهة هو ما لفت الأنظار أكثر من أي شيء آخر. واحتضن مروان شقيقه الأكبر طويلا وبكى الاثنان لينالا تحية طويلة من المشجعين، وانتشرت لقطات فيديو بشكل كبير على الانترنت للأخوين الشوربجي وهما يحتضنان بعضهما البعض. وقال محمد (26 عاما) في حسابه على فيسبوك "سأظل ممتنا دوما لرياضتي ليس فقط من أجل الألقاب أو التصنيف الذي وصلت إليه لكن لأنها (الاسكواش) خلقت هذا النوع من العلاقة الخاصة بيني وبين أخي". وأضاف "جعلتنا نتشارك في نفس الأحلام ونفس الأهداف، أيا كانت الأشياء التي مررنا بها سواء كانت جيدة أو سيئة فإننا سنجتازها دوما ونحن بجانب بعضنا البعض بكل ما ستحمله لنا من مشاعر". واستمر مشوار مروان في بطولة شيكاجو حتى المباراة النهائية حيث خسر أمام الفرنسي جريجوري جوتييه، وكان هذا أول ظهور لمروان في نهائي احدى بطولات رابطة لاعبي الاسكواش المحترفين هذا العام. وقال محمد في مقابلة تلفزيونية جرت في مسقط رأسه بمدينة الاسكندية الساحلية "دائما ما تأتي مبارياتنا معا في غاية الصعوبة، عندما كان يتم سؤالي عن أصعب منافس كنت أقول مروان حتى وهو متراجع في التصنيف".
* صعوبة نفسية وأكد اللاعب الأول عالميا أن مبارياته أمام شقيقه "كانت تشكل صعوبة نفسية علي، كنت أشعر بأن مروان لا يأخذ حقه منذ كان صغيرا نظرا لمقارنته بي، وجودي كان يبعد عنه الأضواء". وأضاف: "فاز مروان ببطولة العالم للناشئين مرتين مثلما فعلت أنا، ثلاثة لاعبين فقط حققوا ذلك وهم رامي عاشور وأنا ومروان. وفاز عاشور ببطولة العالم للناشئين في 2004 و2006 تلاه محمد الشوربجي عامي 2008 و2009 ثم مروان في 2011 و2012. وتابع محمد الشوربجي "كان مروان أصغر لاعب يدخل قائمة أول عشرة لاعبين على العالم، منذ أكثر من عام." وتعليقا على واقعة بطولة شيكاجو قال محمد الشوربجي "دفعني لأن أخرج أفضل ما لدي لكني كنت أريد الفوز عليه، كان شعورا غريبا." وأضاف اللاعب الذي نال 21 لقبا كبيرا "في العادة يترك اللاعب الخاسر الملعب عقب المباراة لكني فضلت الانتظار خارج الملعب لأسمع ما يقوله لأنني اعتبرت نفسي أحد مشجعيه، كان يبكي وهو يحتضني لكني كنت أقول له إنني فخور بك". وتابع محمد الشوربجي الذي يعتلي قمة التصنيف منذ سبتمبر أيلول 2016: "حقيقة أننا نلعب في نفس الرياضة وأهدافنا واحدة جعلت علاقتنا مختلفة وليس مثل أي شقيقين، أقصد أننا نحاول التفوق على بعضنا البعض لكن بمجرد أن تنتهي المباراة نعود أخوة". وواصل: "المشهد الذي تابعه الكثيرون عقب نهاية مباراتنا في شيكاجو يكشف عن حقيقة علاقتنا، هذه المشاعر هي التي ستبقى طوال حياتنا، والدتي لا تتحدث مع أحد منا في يوم أي مباراة تجمعنا معا".
* شعور لا يوصف وقال مروان الشوربجي من لندن "واجهت شقيقي سبع مرات في بطولات المحترفين من قبل وفاز بها جميعا، هذه أول مرة أنتصر عليه، كنت أقول دوما إن محمد هو السبب في دخولي رياضة الاسكواش". وأضاف "الفوز عليه كان صعبا على نفسي، الاحساس (المصاحب للانتصار على محمد) في غاية الصعوبة ولا يمكن وصفه، عندما احتضنته عقب المباراة لم أستطع النظر في عينيه". وقال مروان إن السبب في هذا الشعور هو أن شقيقه أعطاه خبرته التي اكتسبها من خلال ما حققه وهو صغير واستطاع ان يسهل مشواره نحو قائمة العشرة الأوائل على العالم. واختير مروان الشوربجي كأفضل لاعب في رابطة اللاعبين المحترفين في فبراير لكنه قال إن مباراته أمام شقيقه شكلت أصعب مباراة على مدار مسيرته. وأضاف معلقا على صورته مع شقيقه في نهاية لقائهما في شيكاجو "في كل مرة نتواجه نخوض المباراة كما لو كانت معركة، هذا صعب على كل منا لكننا ندرك أن هذا سيحدث في لحظة ما". وتابع "أنا ممتن لرياضتنا لأنها سمحت لي بأن يكون شقيقي هو صديقي المقرب في الوقت نفسه، نشترك في الحياة نفسها ولدينا نفس الأحلام وندعم بعضنا البعض، كان يوما صعبا على كلينا لكن هذه هي حلاوة الرياضة".
