"دهب مستعمل للبيع".. قد تبدو تلك الكلمات غريبة، إلا أنها تعبر عن أزمة حقيقة في المجتمع المصري، بعد أن لجأ الشباب إلى استخدام الذهب المستعمل ك"شبكة" نظرًا لإرتفاع أسعار المعدن الثمين خلال الفترة الأخيرة بسبب عدم استقرار سعر الدولار ما أثر أيضًا على عدم استقرار اسعار الذهب. جروبات لبيع الذهب المستعمل فكرة إعتماد العرسان على "الذهب المستعمل" في الشبكة، بدأت بتدشين عدد من السيدات والرجال الراغبين في بيع الذهب جروبات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بهدف بيع الذهب لمن يحتاجه بدون "المصنعية" التي يضيفها الجواهرجي على الذهب، فتحولت تلك الجروبات إلى ملجأ للعرسان الذين حاولوا استغلال تلك الجروبات في شراء شبكتهم بسعر أقل لأنها تباع دون "مصنعية". المصنعية من نصيب الجواهرجي هند علي، أحد المشاركات في تلك الجروبات لبيع ذهبها، قالت إن الجواهرجي هو من يستفاد المصنعية التي قاربت ل 50 جنيه في ظل إرتفاع الأسعار، متابعة: "أنا لما أبيع الدهب بتاعي للجواهرجي هيشتري الجرام وبعدين يضيف عليه ثمن المصنعية ويبيعه لأحد المواطنين.. طيب فيها ايه لما ابيعه أنا لمواطن ويستفاد بفرق المصنعية بدل ما الجواهرجي يستفاد بيها.. لأن الجواهرجي يا بيحط على الجرام المتعمل مصنعية بسيطه فوق سعره أو مش بيحط خالص". وعلى الرغم أن الفارق بسيط لأن المواطن سيشتري الجرام ب 600 جنيه على سبيل المثال من الجواهرجي مضاف عليه 50 جنيه مصنعية وسيشتريه من تلك الجروبات ب550 جنيه مثلًا إلا أن "هند" أكدت أن الفارق لا يعتبر في الجرام وحسب، قائلة: "لو الشاب هيشتري 40 جرام من غير مصنعية اللي هي 40 جنيه على الأقل هيلاقي فرق 1600 جنيه في الأربعين جرام.. عشان كده الشباب بتلجأ للجروبات اللي زي كده بدل ما تروح للجواهرجي هو أولى بيها". أما عن موديلات أطقم الذهب، قالت هند إن أغلب المشاركات في مثل الجروبات فتيات حديثة الزواج وعندما تعرض طقم ذهب للبيع يكون صالح لأن يتزوج به شاب لأنه يكون "موديل حديث"، كما أنه لم تطفى لمعته بعد لأن فترة الزواج التي قضتها الفتيات قليلة. بيع مقابل مصنعية قليلة هبة شريف، أحد المشاركات في تلك الجروبات، عرضت انسيال كارتير للبيع على جروب " دهب مستعمل وفضه للبيع بسعر المصنع"، ولكن طلبت 10 جنيهات فقط مصنعية على كل جرام وهو أقل بكثير من الجواهرجي، وهو ما اتبعه عدد كبير من المشاركات في الجروب مما جذب العرسان للتعامل معهم للاستفادة من فرق المصنعية. الاستفادة من فرق المصنعية ومن جانبه قال محمود علي، أحد الشباب المقبولين على الزواج، إنه قد يلجأ لمثل تلك الجروبات لشراء شبكته للإستفادة من فرق المصنعية التي تكون أقل من الجواهرجي، مشيدًا بالفكرة لأنها تساعد الشباب في الحصول على أغلى طلب تطلبه العروسة وهو "الشبكة" خاصة وأن بعض الجروبات تقدم المجوهرات دون مصنعية.
