تستضيف اليوم العاصمة البحرينية المنامة القمة الخليجية ال 37 لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث يرأسها الملك حمد بن عيسى آل خليفة والتي تأتي وسط تحديات ومتغيرات تؤثر على المستويين الإقليمي والدولي، فضلا عن بعض المشكلات التي تأتي بين بعض الدول الخليجية، ومنها دولة عمان التي أعتذر سلطانها، السلطان قابوس بن سعيد عن عدم حضور دولته القمة الخليجية، وهو ما يفتح الكثير من التساؤلات المتعلقة بأسباب عدم حضور دولة عمان. وفي السطور التالية ترصد "الفجر"، أهم القضايا والأسباب التي ربما تقف وراء عدم حضور سلطنة عمان القمة الخليجية الخلاف حول تهديدات إيران تجتمع الدول الخليجية اليوم لمواجهة التحديات الأمنية والتدخلات الإيرانية في المنطقة، وهو من أكثر الملفات أهمية بين مختلف القضايا والملفات المطروحة على جدول أعمال القمة، حيث ستبحث القمة سبل مواجهة التهديدات الإيرانية في المنطقة الخليجية، وهو الأمر الذي لا ترضاه أيضا سلطنة عمان، إذ ترى أن إيران لا تمثل لها تهديدا على الإطلاق، وهو الأمر الذي انعكس على الخلافات العمانية وبقية دول الخليج. والجدير بالذكر أن هناك علاقات إيرانيةعمانية قوية للغاية حيث تأتي على كافة الأصعدة، وهو الأمر الذي لا يروق لبقية دول الخليج، بما يؤكد اتساع الخلاف والهوة بين الطرفين. الخلاف حول إيجاد الإتحاد الخليجي وهو من أكثر الأمور التي تطرح اليوم وسط القضايا التي ستناقشها دول مجلس التعاون الخليجي، وترجع هذه الفكرة إلى العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي دعا إلى ضرورة انتقال دول الخليج من مرحلة التعاون إلى الاتحاد المتكامل. ويبدو أن هذه الفكرة لم تلق استحسان سلطنة عمان، حيث أكدت أنه لا يوجد حاجه في إيجاد هذا الاتحاد، وهو ما عبّر به وزير خارجية عمان يوسف بن علوي في ديسمبر 2013، الذي أكد معارضته إنشاء هذا الاتحاد، قائلا" مجلس التعاون يكفي وليس هناك حاجة في تكوين اتحاد" وأن بلده لن يكون عضواً فيه، وهو ما يبيّن حجم الخلافات الخليجية العمانية، حيث ترى بقية دول الخليج ضرورة إنشاء وتكوين هذا الاتحاد لمواجهة كافة التحديات. الخلاف حول القضية السورية كما تعد القضية السورية أيضا ضمن المحطات التي تشهد خلافا كبيرا بين دولة عمان، وباقي دول الخليج خاصة السعودية ، التي لا ترى دعم بشار الأسد، وإنما تساند المعارضة والجبهة المضادة التي تريد الإنهاء على حكم بشار الأسد، وهو الأمر الذي تأباه سلطنة عمان حيث تقف مع بشار الأسد كما الحال مع إيران. تجلى هذا الدعم العماني لبشار الأسد، في العديد من المواقف ومنها عدم إغلاق السفارة العمانية في العاصمة دمشق، بل لا تزال مشرعة أبوابها، فضلا عن زيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي سوريا، حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد في 26 أكتوبر 2015، وهو على العكس تماما من موقف دول الخليج الأخرى المعادية لبشار الأسد وتريد اسقاطه. الخلاف حول القضية اليمنية
وكما أن الخلاف قد ظهر جليا واضحا بين سلطنة عمان وبين بقية دول الخليج حول القضية السورية، فإنه لم يغب أيضا حول القضية اليمنية، التي تشهد خلافات حادة وقوية بين الجانب الإيراني وطرفه الحوثي من جهة وبين الجانب الخليجي من جهة أخرى. الجانب الخليجي شكّل التحالف العربي لمحاربة الحوثيين، التابعين لإيران في اليمن، وهو الأمر الذي لم تستحسنه عمان أيضا، مما انعكس على موقفها المعادي من التحالف، وبالتالي عكفت بعيدا دون المشاركة فيه، بل مما سبب مشكلات أكثر أن هناك أنباء ترددت في الأيام الماضية عن استغلال إيران الأراضي العمانية وتهريب السلاح للحوثيين، إلا أن السلطات العمانية نفت هذا الأمر، لكن يظل الخلاف يعطي مؤشرات حول طبيعة الخلافات الحادة التي سببت عدم حضور سلطنة عمان في القمة الخليجية ال 37.