تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، افتتح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي مساء أمس الأحد، مؤتمر الأدباء السعوديين الخامس تحت عنوان: "الأدب السعودي ومؤسساته: مراجعات واستشراف"، وذلك في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض. بدأ الحفل المعد بالمناسبة بتلاوة آياتٍ من القرآن الكريم، ثم ألقى الدكتور أحمد الطامي كلمة اللجنة العلمية نوه فيها بما حظي به الأدب السعودي خلال "مرحلة التأسيس والتجديد" من نصيب وافر من الدراسات والملتقيات والمؤتمرات، وما يشهده الأدب السعودي المعاصر من تطور ونمو في أجناسه وتجاربه وإنتاجه منذ عام 1400ه /1980م، وحضوره الفاعل في حركة الأدب العربي شعرًا وسردًا ونقدًا. بحسب صحيفة "سبق"
وأوضح الطامي أن المؤتمر يناقش عدة محاور منها الأدب السعودي في الدراسات الأكاديمية والمناهج الدراسية، والأدب السعودي والهوية والانتماء الوطني، والأدب السعودي والأمن الفكري، وإبداع الشباب وقضاياه في الأدب السعودي، وأدب الطفل، وواقع المؤسسات الثقافية ومستقبلها معبّرًا عن أمله بأن يسهم المؤتمر في دعم الحركة الأدبية وإثرائها لمزيدٍ من العطاء والحراك الثقافي.
بعد ذلك ألقى الشاعر سعد البواردي كلمة المكرمين عبّر فيها عن الشكر لوزير الثقافة والإعلام على التكريم الذي حظيت به شخصيات ومؤسسات ثقافية سعودية.
وشدد البواردي على أهمية تعزيز الجانب الثقافي في حياة الفرد، ودوره في التنمية، وأهمية دور الأدباء في تعزيز النهضة وإثراء الحركة الثقافية لمزيدٍ من النجاحات. ثم شاهد الحضور عرضًا مرئيًا يحكي السيرة الأدبية والثقافية للمكرمين .
بعد ذلك ألقى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي كلمة أوضح فيها أن مؤتمر الأدباء السعوديين في دورته الخامسة يأتي استمرارًا للعناية والرعاية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وداعمًا للأدب والأدباء السعوديين ضمن الأدوار التي تقوم بها وزارة الثقافة والإعلام في هذا الشأن.
وقال: "نتذكر الليلة بدايات المؤتمر في دورته الأولى في مكةالمكرمة عام 1394ه ثم دورته الثانية في مكةالمكرمة عام 1419 ه وبعد غياب إحدى عشرة سنة تبنت وزارة الثقافة والإعلام المؤتمر فعقدت دورته الثالثة في الرياض عام 1430ه ثم دورته الرابعة في المدينةالمنورة عام 1434ه".
وأضاف: "استمرارًا لجهود الوزارة تعقد هذه الدورة الخامسة في الرياض إيمانًا بأهمية المؤتمر من ناحية وأهمية دعم الأدب والأدباء السعوديين من ناحية أخرى ورصد تطورات الأدب وأدواره ومؤسساته ودعم مجالات البحث والدراسة المختلفة شعرًا ونثرًا".
وأكد أنَّ المسؤولية الملقاة على كاهل الأدباء كبيرة في هذا الوقت الذي يشهد تحولات كبرى في مختلف المجالات وتطورات تستوجب التعامل معها بإحساس المواطنة الحقة ورصد هذه التحولات وقراءتها بلغة صادقة تدعم وحدة الوطن وتعزز دوره ومكانته الكبرى على الأصعدة كافة وتكون خير معين لأبنائه وبناته في العصر الحالي ومرآة للأجيال القادمة ومواكبة لرؤية المملكة 2030 في المجالات ذات الصِّلة بالأدب والثقافة والفنون.
وأضاف: "كان لدي حلم وزملائي أن نبدأ بالعمل على إنشاء موسوعة أدبية وثقافية وفنية للناشئة السعودية تساعدهم على معرفة ثقافة وتاريخ بلادهم وتاريخ توحيد البلاد على يد الملك المؤسس رحمة الله عليه سائلاً الله أن يتحقق في القريب العاجل".
وأشار الوزير الطريفي إلى أنه بات بإمكان الأديب والمثقف السعودي والسعودية الحصول على فسوحات الكتب والتراخيص وإقامة الندوات والأمسيات بكل يسر وسهولة منذ عطلة هذا الأسبوع وذلك باستخدام الأجهزة وخدمات الرسائل النصية عبر أجهزة الهواتف النقالة ومعرفة حالة الطلب معبّرًا عن أمله بأن تنال هذه الخدمات رضا المثقف والأديب.
وأوضح أنه تم العمل على إعادة مسرح الإذاعة والتلفزيون حتى يتمكن من تقديم الأعمال الأدبية السعودية من قصص وروايات إلى الجمهور السعودي وحتى يكون الإعلام المرئي لدينا هو عاكس لنتاج الأدباء والمثقفين، مشيرًا إلى أن هناك خطة شاملة تتعلق بتنشيط العمل المسرحي في كل أرجاء المملكة.
وبيّن أنه تم الانتهاء من مشروع المراكز الثقافية في معظم مناطق المملكة لتكون مراكز إشعاع للأدب السعودي، مؤكدًا أن وزارة الثقافة والإعلام تتحمل مسؤوليات كبيرة في دعم الثقافة والمثقفين والأدب والأدباء والفنون والفنانين وتسهيل متطلبات العمل الثقافي ودعم مؤسساته وهي مع العمل الجاد والمتميز بالأساليب والآليات الممكنة خدمة للوطن ورفع رايته خفاقة في المحافل كافة وإظهار الصور الحقيقية لثقافة وآداب وفنون وطننا العزيز.
وعبّر عن أمله بأن يقدم الباحثون والباحثات في هذا المؤتمر من خلال أوراق عملهم التي تجاوزت الستين ما يتناسب مع التطور الكبير في الأدب السعودي شعرًا ونثرًا وتُسهم في تطوير حركة النقد والبحث والدراسات الأدبية في بلدنا ويقدم صورًا حقيقية للتحولات المختلفة في مسيرة الأدب السعودي خلال العقود القليلة الماضية.
ووجّه خالص الشكر للجان المؤتمر ولجميع الباحثين والباحثات الذين تفاعلوا مع عنوان المؤتمر ومحاوره، كما شكر ضيوف المؤتمر وفي مقدمتهم معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام السابق ورواد الأدب السعودي والمثقفين والمثقفات بالمملكة.
ثم كرّم الدكتور عادل الطريفي 13 شاعرًا أصدروا دواوين شعرية قبل عام 1400، وهم: عبدالعزيز خوجة، وأحمد الصالح، وأحمد بيهان، وزاهر عواض الألمعي، وسعد البواردي، وسعد الحميدين، وسلطانة السديري، وعبد الله باشراحيل،، وعبد الله سالم الحميد، وعبد الرحمن العشماوي، وفوزية أبو خالد، ومحمد السليمان الشبل، ومعيض البخيتان. كما تم تكريم 3 من المؤسسات الثقافية التي خدمت الأدب العربي وهي : اثنينية عبدالمقصود خوجة، وكرسي الأدب السعودي في جامعة الملك سعود، ومجلة المنهل.