- مغامرة ل " الفجر" تكشف وضع جثث الموتى فى "ثلج" لتعطل ثلاجات المشرحة - متعهد الموتى خاطب المستشفى أكثر من مرة لإهانة حرمة الموتى دون جدوى واقعة ليست من الوقائع المؤسفة، التى يشهدها مختلف بقاع الوطن، فمعظمها تدور حول الأحياء، وما يراه المصريون من بؤس وشقاء، إلا أن فى مستشفى طنطا الجامعى لم يعد أمرًا عاديًا بل كارثة وجريمة فى حق الإنسانية تحدث كل يوم فى حق الأموات فى مشرحة المستشفى بعد وضعهم فى ألواح ثلج وإهانة حرمتهم. فى مغامرة ل " الفجر" تنكرت فى هيئة فنى صيانة، ورصدت وضع جثث الموتى فى صناديق وملأها بألواح من الثلج بعد اضطرار العاملين بالمشرحة وضع جثامين وجثث الموتى فى " الثلج"، لتعطل ثلاجات حفظ الموتى فى المشرحة بعد تجاهل شكاوى وصرخات العاملين بها، أكثر من مرة لعدم تعريض حرمة الأموات للإهانة. داخل مشرحة مستشفى طنطا الجامعى، التقت " الفجر" مرسى خميس محمود أحد العاملين بالمشرحة، والذى تحدث معنا على أننا مهندس قدم لصيانة الثلاجات المعطلة، وكشف عن وضع الجثث فى ألواح من الثلج وكارثة تشهدها المشرحة. بدء حديثه قائلا: " الحمد لله جالنا الفرج"، راويًا المعاناة اليومية نتيجة تعطل الثلاجات عارضًا مبلغًا ماليًا لإصلاحها، وكشف إن المشرحة يتردد عليها يوميًا جثث موتى فى وقائع مختلفة، معظمهم معروف الأهلية والعنوان فلا يمكث بالمشرحة سوى وقت تخليص الإجراءات ويتسلمه أهله على الفور، أما البعض الأخر يفرض الوضع استمراره بالمشرحة، لاسيما مجهولى العنوان والهوية، ومن صدر بشأنهم قرار من النيابة العامة بالتحفظ على جثامينهم، ومع تعطل الثلاجات داخل المشرحة، يضطرالمتعهد لشراء ثلج يوميًا بمبلغ 60 جنيه للجثة الواحدة عن اليوم الواحد، للحفاظ على الجثث قائلا: " ينشتروا الثلج ونحطه على الجثث علشان متعفنش". ويؤكد إن متعهد المشرحة خاطب القائمين على المستشفى والمشرف العام أكثر من مرة، وبعد تعدد الشكاوى لكن دون جدوى وبلا أدنى اهتمام، مشيرًا إن شراء الثلج كلف أكثر من قيمة إصلاح الثلاجات. ويوضح إنهم يتعاملون مع مئات الجثامين بهذه الطريقة خلال مدة عام كامل، وهى فترة تعطل الثلاجات للمرة الثانية، وفى بعض الأحيان يتواجد جثتين أو 3 يوميًا ما يضرهم لشراء ثلج بقيمة تتخطى 120 جنيه، حفاظًا على الأموات وخوفًا من الله، فى ظل تقصير المسئولين، وعدم اهتمامهم، على حد تعبيره، ومن الممكن أن تظل الجثث بالمشرحة أكثر من يوم لأن تسليم الجثث لا يتم إلى بقرار من النيابة. أما بعض أهالى الموتى تضرروا من عدم تشغيل الثلاجتين ما يعرض الجثث للتلف والتعفن، كما طالبت النيابة بإصلاحهما أكثر من مرة ولكن لم يحدث شئ. ومن جانبه قرر الدكتور إبراهيم عبد الوهاب سالم القائم بعمل رئيس جامعة طنطا، إحالة الموضوع إلى الشئون القانونية بالجامعة للتحقيق فيه، ومعاقبة المقصرين ممن يثبت إدانتهم بالتحقيقات التى ستجرى، مشددًا على التأكد من سلامة ثلاجات حفظ الموتى.