تقدمت الزميلة الصحفية منى يسري، ببلاغ للنيابة العامة وتحرير محضر يحمل رقم "11668/2016" جنح قصر النيل، بحضور المحامي مايكل رؤوف ضد رئيس تحرير إحدى الصحف الكبرى اتهمته فيها بقيامه باستدراجها للجريدة بدعوى مناقشة بعض الأعمال الصحفية، ثم مفاجأتها بالانتهاك الجسدي والتحرش اللفظي داخل مكتبه، في مقر المجلة، وعرض المزيد من المميزات الوظيفية، والقيام بمطاردتها تليفونيا. وقالت منى، إن "خلف الأبواب المغلقة داخل المؤسسات الصحفية يحدث الكثير، واستباحة حرمة الأنثى في مصر أصبحت من الأشياء السائدة والأشياء المسكوت عنها، وأصبح التحرش بالنسبة للمصريين أمر عادي بل أقل من العادي، والمصريين أصبحوا غير قادرين على احترام الأنثى، ولا سبيل لدى أنثى تملك طموح في هذه الدولة سوى الوصول له عن طريق جسدها". وتابعت المحررة الصحفية، أن "رئيس التحرير صاحب الوقار والهيبة، تحرش بها داخل مكتبه، بينما يظهر على الشاشات في مظهر من الاحترام والوقار تقشعر له الأبدان"، مضيفة "أنا مش أول صحفية أو بنت بشكل عام في مصر يحصل لها كده، لكن السكوت عن هذا الشئ أمر مخزي، جريمة السكوت عن الواقعة لا تقل جرم عن قبولي لعرضه السخيف بمميزات وظيفية مقابل طلباته الدنيئة، وقبولي لتعديه عليا دون المطالبة بحقي، بنات كتير بتخاف تتكلم وده حقهم، بس الأكيد ان سكوتهم بيكون ثمن لاستمرار هذه المهازل، ووجود هؤلاء الأوغاد متصدرين الشاشات والمؤسسات". وأضافت: "لعل المجتمع المصري يمتلك يوما ما قيمة تسمى (احترام إنسانية الأنثى)، عوضا عن استغلالها جنسيا، وامتهانها وإشعارها بالدونية، وأنها مجرد جسد، ووصولها لأي شئ في الحياة بتدفع تمنه من جسدها وليس من ذكائها ودأبها على العمل وتميزها وإبداعها". واختتمت قائلة: "سكوتنا هو الجريمة الكبرى في حق أنفسنا وحق الأجيال القادمة وكل أنثى تنتهك على أرض هذا الوطن، تحت أي مسمى، ولا تنسوا، أنما أهلك من كان قبلكم، أنهم كانوا اذا تحرش فيهم الشريف تركوه، واذا تحرش فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، المتحرش صاحب المنصب ليس أفضل مكانة من المتحرش في الشارع أو أي مكان".