يتولى الرئيس التشادي إدريس ديبي الاثنين 8 أغسطسمهامه رسميا لولاية خامسة في أجواء توتر شديدة غداة مقتل متظاهر في نجامينا إثر انتخابات وصفتها المعارضة بأنها "عملية خطف انتخابية". وسيجري حفل التنصيب في فندق كبير في العاصمة التشادية نجامينا بحضور رؤساء حوالي عشر دول إفريقية ومدعوين آخرين بينهم وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان. من جهتها أعلنت المعارضة التي دعت إلى تظاهرات في الأيام الأخيرة، أن يكون الاثنين 8 أغسطس/آب "يوم مدينة ميتة في جميع أنحاء الأراضي التشادية" بمناسبة تنصيب ديبي. وعشية حفل التنصيب الأحد 7 أغسطس قتل شاب أثناء تظاهرة، وقال ضابط في الشرطة طالبا عدم كشف هويته "إن الشاب التشادي قتل بالرصاص بينما كان يتظاهر في نجامينا تلبية لدعوة المعارضة وقام "بتمزيق راية الحركة الوطنية للإنقاذ" حزب الرئيس ديبي. وصرح زعيم المعارضة صالح كيبزابو عن مقتل الشاب" بأن الشاب توفي متأثرا بجروحه بعد إطلاق قوات الأمن رصاصا حقيقيا لتفريق المتظاهرين"...وأضاف أن شابا آخر أصيب برصاصة في الصدر ونقل إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية له وأنه تم تفريق التظاهرة أولا بالغاز المسيل للدموع، لكن عددا من الناشطين "الغاضبين جدا" عادوا إلى الشارع متحدين الشرطة ودارت مواجهات. يذكر أن إدريس ديبي الذي وصل إلى السلطة إثر انقلاب عام 1990، انتخب رئيسا لولاية خامسة من الدورة الأولى بحوالي 60% من مجموع الأصوات، مقابل 12.7% لخصمه صالح كيبزابو. ويعترض خصمه المرشح صالح كيبزابو ومرشحون آخرون هزموا في الاقتراع على النتيجة التي يصفونها "بعملية خطف انتخابية". احتجاجات غير مسبوقة على سياسة ديبي أعلنت المعارضة الجمعة 5 أغسطس/آب بأنها قدمت شكوى بتهمة "الخيانة العظمى" ضد الرئيس التشادي وأشارت خصوصا إلى "استيلائه على السلطة عن طريق العنف" و"انتهاك خطير لحقوق الإنسان" و"اختلاس أموال عامة وفساد". وطلبت المعارضة من الأسرة الدولية الاعتراف "بالطبيعة الاستبدادية" لنظام إدريس ديبي. وما زال اعتقال واختفاء معارضين شائعا في هذا البلد الذي يضم 12 مليون نسمة، كما حدث في شباط/فبراير 2008 عندما اختفى زعيم المعارضة ابن عمر محمد صالح الذي يعتقد أنه قتل لكنه لم يتم العثور على جثته. وعلى الرغم من النظام الأمني الذي لا يتيح هامشا كبيرا للاحتجاج، فقد شهدت تشاد منذ بداية العام الحالي توترا اجتماعيا غير مسبوق كمؤشر إلى استياء متزايد عند العامة. من جهة أخرى، دانت منظمات غير حكومية بينها "إنترنت بلا حدود" مؤخرا "الرقابة" التي فرضت على شبكات التواصل الاجتماعي التي قطعت منذ ثلاثة أشهر في البلاد. وما يزيد من ضعف النظام هو الوضع الاقتصادي الصعب المرتبط بانخفاض أسعار النفط.