زار سامح شكري - وزير الخارجية - أمس، تل أبيب والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في زيارة هي الأولى منذ عام 2007، لبحث عدد من الموضوعات المتعلقة والشائكة بين البلدين. وأثار تمثال رأس تيودور هيرتزل - مؤسس الصهيونية العالمية - الموجود بجوار "شكري" خلال المؤتمر الصحفي، تساؤلات كثيرة واستفهامات تجيب عليها المعلومات التالية: التمثال هو لتيودور هرتزل - صحفي يهودي نمساوي مجري، مؤسس الصهيونية السياسية المعاصرة - ولد في بودابست وتوفي في إدلاخ بالنمسا. وتلقى تعليمًا يطابق روح التنوير الألماني اليهودي السائد في تلك الفترة، يغلب عليه في صلبه الطابع الغربي المسيحي حتى سنة 1878. وفي السنة نفسها انتقلت عائلته إلى فيينا، والتحق مباشرة بكلية القانون حتى حصل على الدكتوراة سنة 1884 ثم اشتغل بعدها فترة قصيرة في محاكم فيينا وسالتسبورج، ثم توجه إلى الأدب والتأليف. وبداية من سنة 1885 نشر مجموعة من القصص الفلسفية، كما كتب عددا من المسرحيات التي لم تلق نجاحًا كبيرًا. واشتغل "هرتزل" أيضا بالصحافة حيث عمل في باريس كمراسل للصحيفة الفيينية المهمة آنذاك نويه فرايه برسه من 1891 إلى 1896، وهنا بدأت تتشكل أفكاره الصهيونية بعد أن عايش قضية دريفوس، وتابع أحداثها في مراسلاته الصحفية في فترة ازدادت فيها معاداة السامية. وأصبح "هرتزل" اليهودي المندمج، يفكر في المشكل اليهودي وفي ضرورة إيجاد حل غير الاندماج والانصهار في مجتمعات أوروبا الشرقية والغربية، فالتيار المعادي للسامية ورغبة اليهود في إثبات وجودهم كشعب – كما يرى هرتزل – يدعوان إلى البحث عن بديل. ويعتبر "هرتزل" أول من وضع اللبنات الفكرية ل"الوطن القومي لليهود"، وانتخب رئيسًا للمنظمة الصهيونية العالمية عام 1897. وبذل "هرتزل" جهدًا كبيرًا لمحاولة الحصول على دعم غربي لإنشاء ما يسمى "دولة إسرائيل" فقابل قيصر ألمانيا، والسلطان العثماني عبدالحميد الثاني، لكنه لم يفلح في محاولاته. تزوج "هرتزل" وأنجب 3 أبناء كلهم ماتوا بطريقة مأساوية، ماتت ابنته الكبرى "بولين" بعدما عانت من الأمرض العقلية والإدمان، عن عمر 40 عامًا، ثم شقيقها الأصغر "هانز" الذي انتحر في جنازتها بالرصاص عن عمر 39 عامًا، والابنة الصغرى التي أصيبت بأمراض عقلية وتسببت في إفلاس زوجها، الذي أنفق أغلب ثروته على علاجها. وتوفي "هرتزل" عام 1904 بالمجر، ونُقلت رفاته إلى فلسطينالمحتلة. ومن أشعر الأقوال المنسوبة ل"هرتزل" (ذات يوم سنولي على العرب سفلة قومهم حتى تخرج فيه الشعوب العربية بالورود والرياحين لاستقبال الجيش الإسرائيلي).