قال إن نتنياهو حاول زرع «الفتنة» بين السيسى وسلمان لعرقلة المفاوضات حالة من الذعر الشديد سادت إسرائيل، على خلفية اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، التى تم على أثرها نقل تبعية جزيرتى «تيران وصنافير» إلى السعودية. وسائل الإعلام العبرية أكدت المخاوف الإسرائيلية من تأثير هذه الاتفاقيات على الأمن القومى ل«تل أبيب»، حيث نشر موقع «عنيان ميركازى» تقريراً طويلاً استعرض فيه هذه المخاوف، موضحاً أن تل أبيب حاولت بشتى الطرق عرقلة الاتفاقيات بين البلدين، إلا أنها فشلت فى ذلك. بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية، بعدما فشل فى زرع الفتنة بين الرئيس السيسى والملك سلمان خادم الحرمين الشريفين، حاول إمساك العصا من المنتصف، وأطلق تصريحاً مفاجئاً بعيداً عن السياق خلال مناسبة خاصة لتكريم قادة إسرائيل السابقين، قال فيه: «إن علاقتنا بمصر فى الوقت الحالى، لم تكن بمثل هذه القوة على مدار تاريخها». المثير فى الأمر، أن السلطات الإسرائيلية سارعت بحذف هذا التقرير من على شبكة الإنترنت، مادفع الموقع الإلكترونى إلى التنديد بهذه الممارسات القمعية، مشيراً إلى أن الخوف من مصر يتزايد لدى القادة الإسرائيليين خاصة أنهم يخشون من تعاظم قوة مصر العسكرية. يؤكد ذلك مقال كتبه الدبلوماسى «إيلان بيكر» سفير تل أبيب الأسبق فى كندا، وأحد أعضاء الوفد الإسرائيلى المشارك فى صياغة اتفاقية كامب ديفيد، لصحيفة «هاآريتس العبرية»، أكد فيه المخاوف العبرية من الاتفاقية الجديدة بين مصر والسعودية، رائياً أن نقل تبعية الجزيرتين فى تلك الفترة إلى السعودية يتيح لها التحكم فى حركة الملاحة فى مضيق تيران وخليج العقبة المؤدى إلى إيلات. وأضاف: ليس من مصلحة إسرائيل أن تتكاتف السعودية مع مصر، ذلك أن وحدتهما تضر بأمن إسرائيل القومى، وعلى الرغم من أن الاتفاق يحمل فى طياته العديد من المزايا الاقتصادية لمصر، بل ويؤمن استقرارها، لكن إسرائيل ستواجه عقبات كبرى فى حرية الملاحة عبر مضيق تيران وخليج العقبة، سيصاحبها تعقيدات قانونية وسياسية خاصة مع انتقال ملكية الجزيرتين للسعودية. وأوضح «بيكر» فى مقاله أن أكثر ما يؤرق إسرائيل أن الاتفاقية بها بعض النقاط التى تتعارض مع الالتزامات المصرية تجاه إسرائيل بموجب اتفاقية كامب ديفيد، قائلاً: «وسائل الإعلام الإسرائيلية حاولت التعتيم على مخاوف القادة فى تل أبيب من الاتفاقية، بل وادعت أن مصر أشركت إسرائيل فى مشاورات نقل ملكية الجزيرتين للسعودية، وهو ما لم يحدث من قبل المصريين، بل ما أثار فزع الإسرائيليين أن السعودية ليست دولة حليفة لهم، خاصة أنها دائماً ما تنظر لإسرائيل بأنها عدو للأمة العربية والإسلامية». وأضاف: لم تتم دراسة إمكانية تواجد عناصر سعودية راديكالية تنتمى للتيار الوهابى المتشدد، داخل شبه جزيرة سيناء، وما يمثله ذلك من تهديد إستراتيجى على أمن إسرائيل، متابعاً: «هذه المخاوف تزايدت فى أعقاب الكلمة التى ألقاها وزير الخارجية السعودى خلال تواجده بالقاهرة والتى أكد خلالها عدم تعاون بلاده مع إسرائيل بعد استعادة ملكية الجُزر، وأنه لم يتم التنسيق بين الجانبين رغم إشارته إلى احترام السعودية لجميع المعاهدات التى وقعتها مصر بما فيها اتفاق السلام مع إسرائيل، ولكن لا أحد يعلم بوجود بند بذلك خلال الاتفاق الذى تم توقيعه بين مصر والسعودية «. وأشار «بيكر» فى نهاية مقاله إلى حساسية هذه القضية بالنسبة لإسرائيل، مطالباً المسئولين الإسرائيليين عن الملفات الخارجية والأمنية، بدراسة تبعيات هذا الاتفاق وعواقبه على «تل أبيب» مستقبلاً. الصحيفة نشرت أيضاً تقريراً استعرضت فيه القلق الإسرائيلى من نقل تبعية الجزيرتين للسعودية، ورأت أن تسليم الجزيرتين للمملكة ما هو إلا إعادة وديعة سعودية كانت لدى مصر منذ خمسينيات القرن الماضى، وأنه لا خلاف على أن الجزيرتين ملك للسعودية، إلا أن ما يزعج إسرائيل تحديداً هو أن إعادة الجزيرتين للسعودية سيمنحها الحق فى السيطرة على حركة السفن المارة عبر قناة السويس والحركة المائية فى الخليج العربى. حالة القلق وصلت إلى أن «كسانيا سبتلوفا» عضوة الكنيست الإسرائيلى والمتخصصة فى الشأن المصرى، طالبت بإجراء مناقشة عاجلة داخل لجنة الشئون الأمنية والخارجية بالكنيست، لبحث تبعيات قرار نقل ملكية تيران وصنافير للسعودية وتأثيره على أمن إسرائيل وعلى اتفاقية السلام. وأشارت إلى أن قوات حفظ السلام تتواجد حالياً على الجزيرتين القريبتين من شرم الشيخ، وهو ما يعنى أن الأمر يخص إسرائيل بشكل كبير، مضيفة: فكرة مد جسر برى من شرم الشيخ إلى السعودية أيضاً سيكون له تأثير سلبى على أمن إسرائيل.
