الشرقاوي: فاتحة اقتصادية لمصر إسحاق: الزيارة تعيد ترتيب لم شمل الأسرة العربية اللاوندي: توقيت الزيارة يبعث رسائل للخارج بأن الاستثمار بمصر لايعرقله شىء في إطار الزيارات التي قام بها زعماء دول مجلس التعاون الخليجي، خلال الفترة الأخيرة إلى مصر، في ظل مساعي تلك الدول لإعادة مصر إلى الواجهة الإقليمية، وانتعاشها اقتصاديًا، حل ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ضيفًا على مصر، تلبية لدعوة وجهها له نظيره المصري، الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ لتعزيز سبل التعاون الثنائي بين الدولتين على مختلف الأصعدة الاقتصادية والسياسية. وتباينت آراء بعض المراقبون السياسيون، حيث أكدوا أن الزيارات المتتالية، لاسيما زيارة ملك البحرين تعد محاولة من قادة الخليج لإعادة مصر إلى دورها الريادي في المنطقة، ناهيك عن دعمها اقتصاديًا، بالرغم من النزاعات السياسية التي تمر بها البلاد. واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أمس، لاسيما تعتبر هذه الزيارة الثالثة لزعيم خليجي إلى مصر خلال 19 يوما، والتي جاءت كخطوة مهمة في الإطار الصحيح لتعزيز التضامن العربي في مواجهة التحديات التي تواجهها الأمة العربية حاليا. فاتحة اقتصادية لمصر في البداية تقول الدكتورة باكينام الشرقاوي، أستاذ النظم والعلوم السياسية، بجامعة القاهرة، إن "المنطقة العربية تمر بظروف صعبة، وأنه لا بد من تكاتف جميع الدول العربية لمواجهة الأخطار التي تواجه الأمة العربية، لاسيما فى منطقة الخليج وفي القلب منها مملكة البحرين". وأضافت الشرقاوي، في تصريحات خاصة ل" الفجر"، أن زيارة ملك البحرين حمد بن عيسى، لها مردود اقتصادي قوي، بل تعتبر فاتحة اقتصادية لمصر، من خلال المشروعات التي يتم إعادة تقيمها في إقليم قناة السويس، ووجود حزمة من المساعدات التي ستضخها المنامة في القاهرة، كما أن البحرين لديها مشروع تعديل في الجامعة العربية المفتوحة بفروعها الثمانية في الدول العربية. وتابعت الشرقاوي: أن البحرين تمتلك مشروعات مع السويد، يمكن لمصر الاستفادة منها، موضحةٍ أن الفائدة الاقتصادية التي تعود على مصر ضخمة، لاسيما في ظل أزمة الدولار، والتي قد تأتي في شكل ضخ استثمارات جديدة في الداخل المصري تعمل على تثبيت سعر الدولار، أو مساندة الاحتياطي المصري. أهم الزيارات الخليجية ويرى جورج إسحاق، عضو المجلس الرئاسي لتحالف التيار الديمقراطي، أن زيارة ملك البحرين تعد من أهم الزيارات الخليجية التي شهدتها مصر في الآونة الأخيرة، نظرًا للموقع الإقليمي للبحرين، وقوة المصالح المشتركة. وأوضح إسحاق، ل"الفجر"، أن الزيارة كانت لابد منها في هذا التوقيت لاسيما في ظل التزعزع السياسي في المنطقة، لافتًا إلى أن اتفاق البلدين يسفر عنه توقف التدهور الذي تمر به المنطقة التي ملئت بالميليشيات خاصة الجانب الإيراني، مضيفًا أن الزيارة تعيد ترتيب لم شمل الأسرة العربية من المحيط إلى الخليج. وأشار إسحاق، إلى أن العلاقات "البحرينية، المصرية" تاريخية وممتدة منذ القدم، لاسيما ظهورها بوضوح من خلال المساندة الكاملة التي أَظهرتها البحرين تجاه مصر خلال المرحلة الانتقالية التي مرت بها. توقيت الزيارة ورسائل للخارج في هذا الصدد أوضح الدكتور سعيد اللاوندي، خبير في الشأن الخارجي، أن الزيارات المتتالية التي شهدتها مصر في الآونة الأخيرة لاسيما ملك البحرين إلى مصر، مؤشر قوي لنجاح سياسية مصر خارجيا وداخليا، لافتا إلى أن دولة البحرين تعد من أوائل الدول العربية التي وقفت بجانب مصر عقب ثورة 30 يونيو. وأضاف اللاوندي، العلاقات المصرية البحرينية ليست جديدة، والمعروف منذ زمن، وهو ما يجعل زيارة ملك البحرين إلى مصر بمثابة قوة كبيرة للوطن العربي بشكل عام وليس مصر والبحرين، لاسيما في ظل التخبطات السياسية التي تسود المنطقة. وأردف اللاوندي، في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن الزيارة تمثل دفعة قوية في تعزيز العلاقات بين البلدين، من أجل أن تستعيد مصر دورها الرائد كما كانت في السابق اقتصاديا وسياسيًا، موضحًا أن توقيت الزيارة في ظل النزاعات السياسية التي تمر بها مصر تؤكد على أن مصر تسير في الطريق الأصح، وهو ما يبعث رسالة للدول الأوربية أن لاشىء يعرقل طريق الاستثمار والاقتصاد المصري.