يتوجه وفد يضم عدداً من المفوضين الأوروبيين وتقوده وزيرة خارجية الإتحاد فيديريكا موغيريني السبت إلى إيران لإحياء التعاون مع طهران في مجالات عدة مثل الطاقة والهجرة، بعد توقيع الاتفاق حول البرنامج النووي في يوليو (تموز) الماضي.
وسيرافق موغيريني التي أشرفت على المفاوضات التي سمحت بالتوصل إلى الاتفاق التاريخي حول البرنامج النووي الإيراني بين طهران والقوى الكبرى، سبعة مفوضين بينهم الزابييتا بينكوفسكا (الصناعة) وفيوليتا بولك (النقل) وميغيل ارياس كانييتي (المناخ والطاقة).
ويأمل الاتحاد الأوروبي في أن تسعى طهران إلى التأثير بشكل إيجابي في نزاعين كبيرين في المنطقة: في سوريا حيث تدعم ايران نظام الرئيس بشار الأسد، وفي اليمن الذي يشهد حرباً أهلية ووقف هشاً لاطلاق النار.
وكان مسؤول أوروبي صرح هذا الاسبوع أن "استئناف العمل مع إيران اصبح ممكناً"، مذكراً بأن الاتفاق الذي يهدف إلى ضمان الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني "فتح الطريق لتوسيع نطاق العلاقات" بين الاتحاد الأوروبي وطهران.
وتتعلق بداية تطبيع العلاقات خصوصاً بالتجارة والاستثمار، المجالان اللذان تنافس فيهما الشركات الأوروبية نظيراتها الأمريكية.
وأوضح المسؤول الأوروبي أن 33 مصرفاً إيرانياً بينها البنك المركزي أصبحت مرتبطة الآن بنظام الدفع الدولي سويفت "ونحن على اتصال مع نظرائنا الأمريكيين لمناقشة العقوبات القائمة من أجل ضمان وضوح للشركات".
وتابع أن إيران "تريد الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية ونحن مستعدون للعب دور داعم".
من جهة أخرى، قال الدبلوماسي نفسه إن الغاز والنفط اللذين تملك إيران ثاني ورابع احتياطي عالمي منها، تشكل "بالتأكيد مجالات للتعاون" بينما يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تنويع مصادره للطاقة التي يعتمد فيها حتى الآن على روسيا.
أزمة هجرة في أوروبا
وبينما يمر الاتحاد الأوروبي بأزمة هجرة غير مسبوقة يشدد بعض القادة على ضرورة التعاون بشكل أفضل مع إيران بشأن ثلاثة ملايين أفغاني لجأوا اليها ويعيشون في ظروف صعبة.
ومؤخراً، انضم آلاف الأفغان إلى المهاجرين الذين يعبرون بحر ايجه للوصول إلى الجزر اليونانية الأرض الأوروبية.
ويثير ذلك مخاوف من موجة جديدة للاجئين الافغان هذه المرة بينما يبدو أن الوضع في أفغانستان لا يثير اي أمل في العودة إلى بلدهم.
ويضم جدول أعمال الزيارة أيضاً مناقشة قضايا البيئة والموارد المائية والمبادلات الجامعية وبرامج الأبحاث والطاقة المتجددة وحقوق الإنسان.