شهدت أسواق النفط في الأونة الأخيرة تراجعت فى الأسعار، بالتزامن مع تباطؤ نمو الأقتصاد الصينى، الأمر الذى أثرعلى الأقتصاديات العالمية. النفط الذي يعتبره البعض أنه صاحب الفضل فى التقدم الأقتصادى التى شهدته دول الخليج، أصبح الأن النقمة فبعد أن كان يصل سعر البرميل الواحد إلى 100 دولار أصبح الأن يباع بأقل من 30 دولار للبرميل، الأمر الذى أثر بالسلب على إقتصاد الخليج إلى الحد الذى توقع معه البعض أن تعلن تلك الدول إفلاسها قريبًا.
عوامل عدة ساهمت فى إنخفاض أسعار النفط إلى أدنى مستوى له منذ 12 عام، وتستعرض " الفجر" فى هذا التقرير أبرز 6 أسباب جعلت أسعار النفط فى مهب الريح وهى: 1- ارتفاع أسعار صرف الدولار مقابل العملات الأخرى: ساهم ارتفاع أسعار صرف الدولار بالتأثير السلبى على أسعار النفط حيث كلما ارتفع سعر الدولار زادت القيمه الشرائية له وبالتالى تهبط أسعار الخامات.
2- تباطؤ نمو الأقتصاد الصينى: تعتبر الصين من أكثر الدول استيرادًا للنفط للأستخدامه فى المجال الصناعى، ومع تباطؤ نمو الأقتصاد الصينى وانخفاض عملة الصين المحليه "اليوان" أدى ذلك إلى تراجع معدلات إستيرادها للنفط، حيث تراجعت صادرات البترول من السعودية إلى نحو 6.94 مليون برميل يومياً فى مايو الماضى لتسجل أدنى مستوى منذ ديسمبر 2014 وبالمقارنة مع 7.74 مليون برميل يوميًا فى شهر إبريل 2015 .
3- تخمه المعروض : ارتفاع إنتاج منظمه الدول المصدره للنفط " أوبك" بمعدلات غير إعتيادية الأمر الذى جعل النفط سلعة متوافرة فى الأسواق، حيث أبقى أخر أجتماع لأوبك على سقف الأنتاج المعمول به عند 31 مليون برميل يومياً، و بالرغم من أن بعض الدول أعلنت أن وقف الهبوط المستمر لأسعار النفط يعتمد على تقلليل الأنتاج، إلا أن السعوديه ودول أوبك أصرت على الدفاع عن حصتها في الأسواق وعدم خفض الأنتاج.
4- النفط صخرى وصراع أمريكى سعودى: بالرغم من التقارب السياسي فى العلاقات بين البلدين، إلا أن امريكا طالبت مرار من "أوبك" وقف سياستها المتعمدة برفع معدلات الأنتاج ، إلا أن السعوديه رفضت لأنها ترى أن تلك السياسيه ستلحق أضرار بليغه بمنافسها الرئيسي " النفط الصخرى"، وترى " أوبك" أن شركات النفط الصخرى لن تتحمل تدهور الأسعار نتيجه ارتفاع تكالف إنتاجه مما ستضطر للأنسحاب من السوق وتبقي "لأوبك" الريادة والتحكم فى أسعار النفط.
5- رفع العقوبات عن إيران : توصل الولاياتالمتحده لحلول ساسيه مع الجانب الأيرانى بخصوص مشروعها النووي سيؤدى إلى رفع العقوبات الأقتصاديه عن طهران، والتى فرضتها عليها الدول الأعضاء باللأمم المتحده منذ عام 2006، مما سيؤدى إلى رفع طهران معدلات إنتاجها من الخام، وزياده صادرتها بنحو 500 ألف برميل يوميًا وذلك حسب تصريحات نائب وزير النفط الإيرانى الأمر الذى بدوره سيؤدى إلى مزيد من أغراق السوق بالخام، وكلما زاد المعروض قلت الأسعار.
6- داعش وتهريب النفط : احتلال داعش المناطق المليئه بالنفط وسيطرتها على 60 % من حقول النفط بسوريا بالأضافه إلى أحتلالها بعض المناطق الغنيه بالنفط فى كلاّ من العراق و ليبيا، جعل النفط سلعه متناوله فى يد الجميع هناك، حيث يعتبر بيع النفط عن طريق التهريب من مصادر تمويل الأرهابين، و يتراوح سعر البرميل بين 10 و25 دولاراً، حيث يجنى التنظيم نحو 40 مليون دولارّ شهريا من بيع النفط.