لا تقل شهوة الجنس فى إسرائيل، عن شهوة الدم، يسفكون الدماء نهارا، ويحتفلون بمخادعهم ليلا، فالمجتمع الذى لا يشين قتل الأعداء العزل، يبيح ممارسة الحب مع السيدات.. بشرط موافقتها. ورغم ذلك يعانى المجتمع فى تل أبيب حالة من كبت لا مثيل لها، ما تسبب فى ارتفاع معدلات التحرش الجنسى ووقائع الاغتصاب، فهناك لا يكتفى الرجل بامرأة واحدة مهما كانت درجة جمالها أو رشاقتها، بل يكون دائم اللهفة على أى امرأة قريبة من محيطه، لدرجة أن الأمر وصل إلى ممارسة الجنس داخل ساحات المعسكرات الأمنية لجنود الجيش والشرطة. وربما كان تفسير علماء النفس الإسرائيليون صحيحاً بإرجاع هذه الظاهرة إلى الضغط النفسى المستمر الذى يعانى منه الإسرائيليون سواء فى المعسكرات الأمنية، أو فى منازلهم نتيجة شعورهم الدائم بالتهديد، وحاجتهم للاقتراب جسدياً من ذويهم. شغف الإسرئيليين بممارسة الجنس حسبما أشارت دراسة علمية صادرة عن أحد مراكز الأبحاث فى تل أبيب يدفعهم لشراء المنشطات الجنسية بشراهة، خاصة فى أوقات المواجهات العسكرية التى تتطلب بقاء المواطنين فى منازلهم لفترات أطول. حالة الكبت التى يعانى منها الإسرائيليون كانت سبباً أيضاً فى ارتفاع معدلات التحرش الجنسى والاغتصاب التى انتشرت خلال هذه الفترة داخل الجيش الإسرائيلى، ولعل ما يؤكد ذلك الإحصائية التى أذاعتها القناة السابعة الإسرائيلية بأن 81% من المجندات تعرضن لاعتداءات ومضايقات وتحرشات جنسية بالوحدات العسكرية. ونشرت صحيفة «هاآرتس العبرية» تقريراً كشفت فيه أن عام 2015 سجل أعلى معدلات التحرش والاغتصاب داخل المعسكرات، وتم تسجيل نحو 1073 شكوى بمعدل ثلاث شكاوى يومياً، فضلاً عن وجود حالات أخرى تخجل من الإبلاغ عن مثل هذه الوقائع، كما سجلت مصلحة السجون الإسرائيلية أكثر من 20 حالة خلال هذا العام. الإجراءات التأديبية التى تتخذها هيئات التحقيق فى إسرائيل حيال تلك الوقائع ليست «رادعة»، فالعقوبة غالباً ما تنتهى ب«الإيقاف المؤقت» للمسئول المتورط، مثلما أصدر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلى «أمان»، اللواء هرتسى هليفى، قرارا بوقف ضابط كبير فى الجهاز بسبب تورطه فى جرائم جنسية مع فتيات مراهقات. غالبية المسئولين فى إسرائيل لا تعنيهم مناصبهم مهما كانت درجة حساسيتها أمام رغبتهم الجامحة فى ممارسة الجنس، والأمثلة كثيرة على ذلك، منها واقعة تحرش الرئيس الإسرائيلى الأسبق «موشيه كاتساف» بثلاث سيدات من العاملات داخل مكتبه، التى تمت إدانته على خلفيتها بالحبس سبع سنوات، فضلاً عن الفضيحة التى هزت «تل أبيب» على خلفية اتهام سيدة لنائب رئيس الوزراء الحالى « سيلفان شالوم» باغتصابها، وهو ما شجع 8 سيداتمن وقعن ضحايا له، لتقديم بلاغات ضده، وهو الأمر الذى يهدد بسجنه ومحاكمته الفترة القادمة حسب ما أكدته صحيفة «هاآرتس» العبرية. ممارسة الجنس امتدت إلى ساحة المعسكرات الإسرائيلية، ولعل ما يؤكد ذلك مركز الإحصاء الإسرائيلى الذى أكد فى دراسة نشرتها القناة السابعة أن حوالى 10 آلاف مجندة إسرائيلية عملن فى الدعارة أثناء خدمتهن فى الجيش. تفشى الظاهرة داخل الجيش الإسرائيلى، أرجعها علماء النفس فى «تل أبيب» إلى أن المجندين دائماً متشوقون للجنس، لدرجة أن ممثلة بورنو أمريكية اعتنقت الديانة اليهودية مؤخراً تُدعى «جينا جيسمون»، نشرت صورة لها وهى عارية ومرسوم على ظهرها علم إسرائيل، وقالت: هذه اللقطة ستسهم فى دعم الجنود الإسرائيليين فى حربهم ضد الانتفاضة الفلسطينية، من خلال تهدئة نفوسهم، ورفع أرواحهم المعنوية حتى يتمكنوا من الانتصار لدولتهم، داعية الممثلات الأخريات إلى مساندة الجنود بالأسلوب ذاته.